سلسلة علماء من عصرنا
المفكر الإيطالي المسلم ماسيمو كامبانيني
(خاص بالمنتدى)
ولد بميلانو سنة 1954.
زار مصر لدراسة مصر الفرعونية فاحتكك وأعجب بالثقافة الإسلامية، واشترى ترجمة لمعاني القرآن الكريم باللغة الإيطالية، فنوَّر الله قلبه، وتعلم اللغة العربية سنة 1981م.
درَّس في مدارس ثانوية، وبالعديد من الجامعات الإيطالية كـ: جامعة نابولي للدراسات الشرقية (لورينتال)، وجامعة أوربينو في التسعينيات.
واشتغل أستاذًا للحضارة الإسلامية بجامعة فيتا سالوت سان رافاييل إلى عام 2013، وأستاذًا مشاركًا في تاريخ الدول الإسلامية بجامعة ترينتو إلى عام 2016م.
وبعد تقاعده ظل أستاذًا نشطًا في أكاديمية أمبروسيان في ميلانو، وأستاذًا زائرًا في المدرسة الجامعية للدراسات المتقدمة (IUSS).
درَس الفلسفة الأوروبية والعالمية، وركَّز اهتمامه على الدراسات القرآنية والتصوف والفلسفة الإسلاميَّة والفكر السياسي الإسلامي، والتاريخ المعاصر للدول العربية، مع اهتمام خاص بالحركات الإسلامية والاشتراكية، وفي سياق الدراسات السياسية المعاصرة سلط الضوء على دور النخب العسكرية في تشكيل دول الشرق الأوسط ما بعد الاستعمار، وقضايا العلاقة بين الإسلام والديمقراطية.
كان عونًا للأقلية المسلمة في إيطاليا، وقضى حياته مهتمًّا ومنشغلاً بالدفاع عن الاسلام، وتقريب الفكر الإسلامي من الإيطاليين خاصة في الأوساط العلمية.
زار تونس والمغرب واليمن، وتأثر بزيارته لإسطنبول، كما تأثر في زيارته للقاهرة بشكل خاص بجامع ابن طولون الذي اعتبر أن له فيه تجربة روحية عميقة.
ترك عشرات الكتب عن الفكر والتاريخ الإسلامي، كما قام بترجمة العديد من كتب الفلسفة الإسلامية إلى الإيطالية؛ خاصة كتب الإمام الغزالي وابن رشد والفارابي.
وكان يعتبر أن اجتهادات ابن رشد والفارابي وابن سينا حول المناهج والأخلاق ودور الطرق والأدوات والفلسفة عمومًا يمكن أن يستفاد منها لقراءات وتفسيرات جديدة للقرآن.
وفي كتابه الأخير “دانتي والإسلام.. سماوات الأنوار” الصادر في 2019 بالإيطالية، حاول كامبانيني تتبع علاقة الشاعر الإيطالي دانتي أليغييري (1265-1321م) ومؤلفه الأبرز “الكوميديا الإلهية” بالتراث الإسلامي، وهي علاقة يمكن اعتبارها واحدة من الجذور الإسلامية للفكر الغربي الحديث.
ويرى أن في أعمال دانتي مثل “الكوميديا الإلهية” و”المملكة” و”المأدبة”، نظريات في علم الكونيات تظهر فيها آثار الفلسفة العربية الإسلامية بجلاء شديد، من التركيب المادي للسماء، إلى دور نظرية العقول العشرة.
وله كتاب “تاريخ الشرق الأوسط المعاصر” يتتبع فيه تاريخ المنطقة وصدام الإسلام والدولة الحديثة.
وله كتاب “مقدمة في الفلسفة الإسلامية” يعرض فيه مسحًا للفلسفة الإسلامية وتطورها في العصور الوسطى، ويتقصى آراء الفلاسفة الإسلاميين ونظرياتهم الفلسفية المختلفة.
وله كتاب “تاريخ مصر الحديث: من النهضة في القرن التاسع عشر إلى مبارك” الذي ترجمه المركز القومي للترجمة في مصر عام 2005، يقدم فيه المراحل البارزة في تاريخ مصر الحديثة منذ عهد محمد علي باشا متناولاً الحقب الملكية المختلفة والحكم الجمهوري في زمن الرؤساء السابقين جمال عبد الناصر والسادات ومبارك.
وله كتاب “تاريخ الشرق الأوسط المعاصر” تتبع فيه التاريخ السياسي للمنطقة الإستراتيجية التي تمتد من المغرب إلى إيران، في ظل ما يمكن تسميته بالصدام بين الإسلام والدولة الحديثة.
توفي يوم الجمعة 22صفر 1442هـ الموافق 9أكتوبر 2020م، بعد أن أصيب بمرض باركنسون “الشلل الارتعاشي”، وتوفي بنوبة قلبية في منزله بميلانو في حضور زوجته تاركًا ابنًا وحيدًا.
وقد نعاه اتحاد الجاليات والمنظمات الإسلامية في إيطاليا (UCOII)، وأعرب عن أسفه الشديد لوفاة “عالم الإسلام المحترم، الباحث والمؤرخ للشرق الأوسط، والمساهم في الحياة الأكاديمية بأكثر من 50 كتابًا ومئات المنشورات”