مقالاتمقالات مختارة

سادة العالم الجدد

سادة العالم الجدد

بقلم د. ياسر عبد التواب

من اللافت للنظر أن كثيرا من مؤسساتنا وأنظمتنا يغفلون كثيرا القوى الناعمة في التأثير وقدرتها على البيان حيث ينبغي لهم الاعتماد عليها بشكل أساس لممارسة التأثير ولترسيخ المفاهيم وللتمهيد للأعمال الجادة والمفيدة وللدفاع عن حقوقهم بكل الأحوال

وإن تناولنا الموضوع مستدلين بذلك من خلال الإعلام كمثال على القوى الناعمة المهمة سنجد أن الساحة متروكة في الأعم الأغلب لكافة الجهات وأصحاب المصالح لتزوير الحقائق أو حجبها أو تمرير أجنداتهم دون إيجاد إعلام حقيقي يتمتع بالمصداقية والحرفية حتى وإن كان مكلفا نظرا لما يقوم به مندور حقيقي في بيان الحقائق أو كشف زيوف

لكن تقول هذا لمن ؟

أين أصحاب الهم والمتجلدين على القضايا من الحكومات والمؤسسات وأصحاب الأموال من هذا كله؟

يبخلون مع الأسف أو يسندون الأدوار المهمة لمن يترزق ولا يبالي بنضج ولا بصدقية الرسائل فضلا عن ضعف الأداء وشللية المنفذين على حساب الجودة

من سنوات صدر كتاب يحمل عنوان «سادة العالم الجدد» Les Nouveaux Maitres du Monde للكاتبين الفرنسيين «رونود دولابوم» Renaud de la Baume و«جان جيروم بِرْتُوليسْ» Jean Jerome Bertolus،

خلاصته أن الذي يسود عالم اليوم هي أدوات الإعلام التي ابتدأت بالراديو ثم تدرجت على طريق التطور التيكنولوجي مع التلفاز والقنوات الفضائية والحاسوب والإنتيرنيت ليدخل العالم في النهاية عهد الحضارة الرقمية.

وإن القطب الأميريكي الأوحد لا يملك أن يحتل العالم بالقوة العسكرية والسلاح المتطور والتهديد بالقوة النووية، ولكن يحتل اليوم العقول عبر العالم بإعلامه التيكنولوجي الذي يشكل مرجعية الإعلام الدولي. والدول اليوم تتسابق للتسلح لمواجهة الحرب المقبلة، لكنها تتسابق أيضا لامتلاك السلاح الإعلامي الذي يكفل لها الوجود في خضم الحرب الإعلامية التي لا تقل ضراوة عن مثيلتها العسكرية.

وقتها جاء في التقرير السنوي الصادر من المعهد الدولي للصحافة الذي يحمل عنوان: «الحرب ضد وسائل الإعلام العالمية» أن حكومة الرئيس بوش أظهرت منذ احداث سبتمبر أن لها رغبة في السيطرة على الإعلام العالمي، لأنها أعلنت عن إنشائها بالبانتغون مكتبا يسمى «مكتب التأثير الإستراتيجي» بهدف تضليل وسائل الإعلام العالمي وحملها على أن لا تنقل إلا الأطروحات الأميريكية عن الإرهاب ـ كما تفهمه ـ وما يتصل به.

وانتقد التقرير ما تمارسه الولايات المتحدة من ضغوط على الإعلام العالمي تتمثل في شكل حرب معلنة على الإعلام حتى لا ينقل ما يخالف توجهات الولايات المتحدة.

حاليا لا نزال نرى الدور متشابها مع إدارة ترامب من جهة ومع المتأثرين به وبمنهجه من السياسيين العرب الذين يسعون دوما لترويض الإعلام ولجعله بوقا يردد ما يقولون أو يصوروه شيطانا يصارعونه كما فعل ترامب في تغطيه وجه مصارع يصرعه بلوجو شبكة سي إن إن

فتاريخ الطغاة يكرر نفسه!

(المصدر: صحيفة الأمة الالكترونية)

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى