سأدعو لحكّام المسلمين إن كانت عندهم نخوة أبي جهل اللعين؟!
بقلم أ.د. محمّد حافظ الشريدة (خاص بالمنتدى)
قال لي أحد المعجبين بعلماء القصر ممّن يقدّس وليّ الأمر ويحرّم الإنكار عليه مهما طغی وفجر في السّرّ أو الجهر ولو خان أو سرق أو قتل أو زنی أو شرب الخمر: كان الإمام الحسن البصريّ يقول: لو كانت لي دعوة مستجابة لدعوتها لحكّام المسلمين! فلماذا لا تقتدي بالحسن سيّد التّابعين وتشجّع الآخرين علی الدّعاء للولاة يا طويل العمر؟! فأجبته بالمختصر: هل تعلم يا ابن الأكرمين أنّ الإمام الحسن دعا للأمويّين الذين حكموا بهذا الدّين ونشروا الإسلام في المشرقين والمغربين ولم يوالوا المشركين؟! وحينما صاحت أسيرة مسلمة: وا حجّاجاه! لبّی الطّاغية الحجّاج نداءها وصمّم أن يأخذ بثأرها ممّن أهانها ثمّ خلّصها من قيدها! أمّا من يسمّون بأولياء الأمر في هذا العصر فقد فرض أكثرهم علی شعوبهم المستعمر ولم يبايعهم أهل الذّكر ولا يجرؤ الواحد منهم أن يحكم بما أنزل اللّه ولا أن يقول للمعتدين: لا ؟! إنّ أكثريّة الزّعماء من العرب والعجم والبربر عجزوا عن إغاثة المرابطين الصّابرين المنكوبين في الثّغر بأرض المحشر والمنشر؟! لذلك لا تعتب عليّ إن قلت -وقلبي من الأسی يتفطّر-: لو كانت لي دعوة مستجابة لدعوتها علی الظّالمين وعلی من فقدوا حميّة هذا الدّين وتسلّطوا علی رقاب المصلحين وفقدوا نخوة وشهامة أبي جهل عليه وعلی كلّ منافق جبان عديم الإحساس لئيم ما يستحقّون من اللّه عزّ وجلّ؟!