رفض فلسطيني لمحاولات منظمات يهودية متطرفة فرض واقع جديد بالمسجد الأقصى
رفضت مرجعيات دينية إسلامية في القدس المحتلة، اليوم الثلاثاء، محاولات منظمات يهودية يمينية متطرفة تضم كبار الحاخامات في دولة الاحتلال الإسرائيلي فرض واقع جديد في المسجد الأقصى والمطالبة بإزالته لبناء “الهيكل” المزعوم على أنقاضه.
وحملت تلك المرجعيات سلطات الاحتلال المسؤولية الكاملة عن تداعيات ما تطلقه تلك الجماعات من دعوات سواء بهدم الأقصى، أو إزالة ما تبقى من التلة التاريخية التي تربط باحات المسجد الأقصى بامتدادها في ساحة البراق.
وتأتي ردود الفعل من المرجعيات الدينية، في ظل ما يتم تداوله من التحضير لاقتحامات الأقصى في ذكرى “خراب الهيكل” المزعوم يوم الأحد القادم. وتقف وراء ذلك منظمة “بيت الحاخام أبراهام كوك”، المعنية بإحياء إرث مؤسس الصهيونية الدينية الذي يعد أول حاخام معاصر اعتبر المسجد الأقصى هيكلاً يهودياً ودعا إلى إزالته؛ ومنظمة “قلب المدينة” المعنية بتطوير المركز اليهودي غرب القدس. ودعت المنظمتان إلى عقد مؤتمر يناقش إحياء “الهيكل الثالث” وتحديد موقعه، وذلك بالتعاون مع “معهد الهيكل”، المؤسسة الروحية الأم لجماعات الهيكل المتطرفة.
وسيعقد المؤتمر في الساعة السادسة من مساء غد الأربعاء، ويتحدث فيه الحاخام إسرائيل آريئيل مؤسس معهد الهيكل عن “الهيكل في الإرث الديني لأبراهام كوك”. كما سيقدم الحاخام إليشا وولفسون، رئيس حلقة “جبل الهيكل” الدينية عرضاً تعريفياً للمسجد الأقصى محاولاً تحديد مواقع المعالم المندثرة المزعومة للهيكل.
والمؤتمر الذي يعقد برعاية بلدية الاحتلال في القدس يأتي في إطار سعي جماعات الهيكل لتحويل نظرة المجتمع الصهيوني للأقصى باعتباره هيكلاً قائماً، وتشجيع الانخراط في اقتحامه وفي أداء الطقوس التوراتية فيه، والسعي إلى إزالته من الوجود وتأسيس الهيكل المزعوم في مكانه.
وفي تعليقه لـ”العربي الجديد” على ما أعلنته تلك المنظمات المتطرفة بهذا الخصوص والمقرر أن تبحثه باستفاضة غداً الأربعاء، قال رئيس الهيئة الإسلامية العليا بالقدس الشيخ عكرمة صبري، في تصريح له، إن هذه الدعوات تحريض على العنف، وتحمل في طياتها أخطاراً كبيرة على المسجد الأقصى خاصة الدعوة لاقتحامات واسعة الأسبوع القادم في ذكرى ما يسمونه “خراب الهيكل” الذي يصادف التاسع من الشهر الجاري وفق التقويم العبري.
بدوره، دعا رئيس مجلس الأوقاف الإسلامية في القدس الشيخ عبد العظيم سلهب في حديث لـ”العربي الجديد” الأمتين العربية والإسلامية إلى تحمل مسؤولياتهما حيال ما يتعرض له المسجد الأٌقصى من أخطار.
وقال سلهب: “إن هذه الدعوات تصب النار على الزيت، وستؤدي إلى نتائج لا تحمد عقباها، وموقف الأوقاف بهذا الخصوص واضح تماماً، لن نسمح لهم بتمرير ما يخططون له وما يحاولون فرضه سواء بدعواتهم لهدم الأقصى أو هدم تلة المغاربة التاريخية”.
بدوره، دعا المفتي العام للقدس والديار الفلسطينية الشيخ محمد حسين المقدسيين إلى تكثيف الرباط في المسجد الأقصى وإعماره وشد الرحال إليه في كل الأوقات.
وفي حديث لـ”العربي الجديد”، قال حسين إن “الرباط هو الرد الأنجع على هذه الدعوات والمحاولات الاستفزازية؛ سواء ما تعلق بمضاعفة الاقتحامات اليومية للأقصى، أو الدعوات لهدم المسجد”.
يذكر أن قرابة 500 مستوطن شاركوا أمس الإثنين، واليوم الثلاثاء، في اقتحاماتهم للمسجد الأقصى بحماية قوات الاحتلال الخاصة، في حين تجاوزت أعداد المقتحمين لباحات المسجد خلال شهر يوليو/ تموز المنصرم 3400 مقتحم.
المصدر: العربي الجديد