مقالاتمقالات مختارة

#رسالة إلى طالبان⁩ بقلم الشيخ الدكتور سعيد بن ناصر الغامدي

#رسالة إلى طالبان⁩ بقلم الشيخ الدكتور سعيد بن ناصر الغامدي

 

#رسالة إلى طالبان⁩

‏1- تذكروا دائما أن النصر من عند الله وحده،وهذا يوجب الشكر والتواضع والعدل والرحمة،كما فعل نبيناﷺ في فتح مكة.

2- تذكروا أن من موجبات الخذلان التكبر والانتقام والتسرع في الأحكام والقسوة.

3- لابد أنكم عرفتم أخطاء تجربتكم الأولى؛ فمن الحكمة والعقل والرشد ألا تكرروها.

4- العالم ينظر إليكم بوصفكم أهل دين وإسلام، وهو دين يجمع بين القوة المستبصرة، والعدل والرحمة غير المنحصرة؛ فأروا الناس من تطبيقكم ما يجعلهم يحبون دين الله العظيم.

5- إن مجتمعاً عاش فترة طويلة تحت الاحتلال وأدواته السياسية والإعلامية والتعليمية والمخابراتية،وتحت وطأة الفساد الإداري والمرض والخوف والفقر؛ هو في حاجة إلى يد رحيمة وقلوب شفيقة،وتوجيه متدرج، أكثر من حاجته إلى العصا والسجن.

6- لقد أثبتم بصبركم وتضحياتكم، وبمهارتكم في المفاوضات أهلية عالية..والمرحلة القادمة تحتاج إلى أهلية أعلى وأرشد..فشعبكم ينتظر عدلكم ورحمتكم..وأعداءكم ينتظرون أخطاءكم..والعالم كله سيتأثر بمدى وعيكم في تطبيق دينكم ‏دين القوة والسلام..ودين الحزم والرحمة.

7- إن تكاليف الشدة والتضحية التي عشتموها لتحرير بلدكم على ضخامتها؛ هي أقل من تكاليف التمكين والإمرة والحكم والمال والجاه والسلطة؛ وهذا يوجب عليكم الحذر من أي طغيان تجلبه لكم المكانة والانتصار.
‏قال تعالى:(على الله توكلنا ربنا لا تجعلنا فتنة للقوم الظالمين).

8- إن الحكم والتمكين ابتلاء من الله واختبار عظيم..ولا يسلم من تبعاته في الدنيا الآخرة إلا من سلمه الله؛ فاعتصم بربه، واصبر وصابر ورابط،واحكم بالحكمة،واجعل الرحمة والعدل أساسا لكل تصرفاته.
‏قال تعالى منبها:
‏(عسى ربكم أن يهلك عدوكم ويستخلفكم في الأرض فينظر كيف تعملون).

9- لاشك أن المتربصين بكم كُثُر..وسوف يبذلون كل جهوهم لشق صفكم،واستمرار الاحتراب الداخلي؛انتقاما منكم ومن حاضنتكم الشعبية.
‏وترياق ذلك بالحكمة، وتقريب كبار الأقوام وتأليفهم؛ لمكانتهم في أقوامهم وأحزابهم، وجماع الأمر الصبر والتقوى (وإن تصبروا وتتقوا لا يضركم كيدهم شيئا).

10- أنتم تعلمون أكثر من غيركم أن الحروب المتوالية جعلت بلدكم أشبه بالخرابة أو المقبرة..وواجبكم العمران والنهضة.
‏والنار لا تطفئ النار،وشارب السم لا يُداوى بشربه مرة أخرى، ومقطوع اليد اليمنى لا يعالج بقطع اليد اليسرى، كذلك لا يُمحى الشقاء في هذا البلد المنكوب بشقاء.

11- نسأل الله جل وعلا أن يوفقكم للعدل والرشاد ويرحم بكم العباد ويعمر بكم البلاد.. ونسأله سبحانه لكم الهداية والرشاد

(المصدر: موقع د. سعيد بن ناصر الغامدي)

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى