مقالاتمقالات المنتدى

رساالة في زمن الفتن إلى كل مسلم

رساالة في زمن الفتن إلى كل مسلم

بقلم الشيخ عارف بن أحمد الصبري (خاص بالمنتدى)

أيها الثابتون على الصراط المستقيم، اعلموا أن من حفظ الله عليه دينه فقد اصطفاه واجتباه، وأراد أن يدخله الجنة.

أيها المسلمون: اعلموا أنه كلما اشتدت المحنة فإنها علامة على قرب الفرج بإذن الله تعالى، وأن الفرج مع الكرب سنةٌ لا تتخلف كالنهار بعد الليل، قال الله تعالى: (فإن مع العسر يسراً إن مع العسر يسراً)

وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (واعلم أن النصر مع الصبر وأن الفرج مع الكرب)،

فإذا أذن الله برفع البلاء، فلا تفكر بكيفية الفرج فإن الله إذا أراد شيئاً سهَّل أسبابه بشكل لا يخطر على بال.

واعلموا أن من أعظم العبادات عند نزول البلاء انتظار الفرج من الله تعالى.

أيها السائرون في طريق الحق:

اعلموا أن للبلايا نهاياتٌ معلومة، قال تعالى: (لكل أجلٍ كتاب)

قال ابن القيم رحمه الله: (إن للمحن آجالاً وأعماراً كأعمار ابن آدم، لا بد وأن تنتهي).

فامضوا أيها المؤمنون في طريقكم متسلحين بالثبات والصبر والدعاء، وثقوا بالله ربكم فإنه أرحم بكم من أنفسكم.

قال ابن الجوزي رحمه الله: (فإياك أن تستطيل زمان البلاء، وتضجر من كثرة الدعاء:

فإنك مبتلىً بالبلاء، متعبدٌ بالصبر والدعاء، ولا تيأس من روح الله، وإن طال البلاء).

وقال ابن عطاء الله السكندري رحمه الله:

(لا يكن تأخرُ أمرِ العطاء مع الإلحاح في الدعاء موجباً ليأسك، فهو ضَمِنَ لك الإجابة فيما يختاره لك، لا فيما تختاره لنفسك، وفي الوقت الذي يريد، لا في الوقت الذي تريد).

أيها السائرون في طريق الحق:

اعلموا أن كل ما يقضيه الله خيرٌ، وكونوا على ثقةٍ من عدل الله وحكمته البالغة ورحمته التي وسعت كل شيء، وأحسنوا الظن بالله فالرضا بمكروه القضاء أرفع درجات اليقين.

أيها المؤمنون:

اعتصموا بحبل الله جميعاً ولا تفرقوا، واثبتوا في طريق الحق واتقوا الله وتوبوا إليه وخذوا بأسباب النصر والتمكين واستعينوا به يجعل لكم من أمركم يسراً.

وفقنا الله وإياكم لكل خير وحفظ علينا ديننا ورد المسلمين إليه رداً جميلاً.

وحسبنا الله ونعم الوكيل ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم.

وسيجعل الله بعد عسرٍ يسراً

وعسى الله أن يأتي بالفتح أو أمرٍ من عنده.

والله غالب على أمره ولكن أكثر الناس لا يعلمون.

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى