مقالاتمقالات المنتدى

رسائل في بداية العام الهجري الجديد ١٤٤٤ هجرية

رسائل في بداية العام الهجري الجديد ١٤٤٤ هجرية

 

بقلم الشيخ علي القاضي (خاص بالمنتدى)

 

أذكر نفسي وكل مسلم حريص على دينه بتفقد التزامه بعقيدة أهل السنة -وأهل السنة هم الذين يتمسكون بالإسلام الأول الذي جاء به رسول الله صلى الله عليه وسلم قبل ظهور الفرق الضالة كالشيعة والخوارج والمعتزلة وغيرهم ممن انحرفوا عن هذه العقيدة بنسب مختلفة-

• وعدم التنازل عن ذرة منها تحت ضغوط الواقع والتغريب ودعاته الذين للأسف فيهم بعض من يحسب على العلم والدعوة!! وهو من البلاء الذي عم والله المستعان
وقد دون أهل السنة عقيدتهم في كل الأبواب في كتب العقائد كالطحاوية وأصول اعتقاد أهل السنة للالكائي وغيرها حتى يميزوها عن اعتقادات الفرق الضالة.

•وقد حذر رسول الله صلى الله عليه وسلم من الذين يبدلون الدين مع مرور الزمن بدعاوى التجديد وغيرها فينكرون ما بعض ما أعتقده أهل السنة كانكار حجية السنة أو التشكيك في صحيحها أو إنكار بعض الأحكام أو الاعتقادات المجمع عليها كالردة والرجم … أوكالدجال أو عذاب القبر أو حب الصحابة والكف عن الطعن فيهم أو في أهل بيت النبي صلى الله عليه وسلم وغيرها مما ثبتت به السنة الصحيحة وأجمعت عليه الأمة
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (يكون في آخر الزمان دجالون كذابون، يأتونكم من الأحاديث بما لم تسمعوا أنتم ولا آباؤكم، فإياكم وإياهم، لا يضلونكم ولا يفتنونكم ) رواه مسلم واحمد وغيره
والدجال المخادع الذي يظهر الباطل حقا والعكس

•قال الإمام ابن رجب الحنبلي في شرح الحديث السابق :
يعني: أنهم يأتون بما تستنكره قلوب المؤمنين، ولا تعرفه، وفي قوله: أنتم ولا آباؤكم إشارة إلى أن ما استقرت معرفته عند المؤمنين مع تقادم العهد وتطاول الزمان، فهو الحق، وأن ما أحدث بعد ذلك مما يستنكر فلا خير فيه.
جامع العلوم والحكم حديث٢٧ لابن رجب

•رحم الله الإمام ابن رجب فقد بين ما اشتمله هذا الحديث العظيم من قاعدة عظيمة في معرفة الحق من الباطل :وهي أن من علامات الضلال رد العقائد والاحكام والآداب التي ثبتت بالكتاب والسنة وقررها الصحابة والتابعون وأئمة الاسلام كالأئمة الأربعة وغيرهم وعاشت عليه الأمة في قرونها المفضلة ومابعدها
فمن أنكر شيئا مما كانوا عليه جميعهم أو جمهورهم فهو ضال يخشى عليه سؤ الخاتمة والمروق من الإسلام كما هو حال كثير ممن يسلم هذا المسلك.

•فليتفقد كل عاقل موفق مدى موافقة تدينه لما دانت به الأمة في خير قرونها ولا يحيد عن ذلك مطلقا وليعلم أن الدين لا يقبل التغيير بتغيير الزمان والمكان بل هو ثابت يحكم الزمان والمكان
وإن التجديد إنما يكون في بيان حكم الشرع في النوازل الجديدة والأمور المعاصرة بعلم واعتدال وفقا لمنهج الاستنباط وشروطه عند اهل السنة واعتصام بالثوابت

وكل عام وانتم بخير

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى