مقالاتمقالات المنتدى

ردّ مرابط فلسطينيّ علی عثمان الخميس!

ردّ مرابط فلسطينيّ علی عثمان الخميس!

بقلم  أ.د. محمّد حافظ الشريدة( خاص بالمنتدى)

لقد وعدت الإخوة الكرام أن لا أكتب مقالات في شهر رمضان تشبّهًا بالإمام مالك الذي كان يترك التّدريس في شهر الصّيام لكنّني مضطر الآن للرّدّ بأدب الإسلام علی الدّاعية السّلفيّ الكويتيّ عثمان فأقول وباللّه ﷻ التّوفيق:

أوّلًا: لا أحد معصوم من الأفراد والجماعات إلا نبيّنا أفضل المخلوقات ﷺ .

ثانيًا: لقد أخطأ الشّيخ عثمان الخميس هداه اللّه بحقّ إخوانه المرابطين المنكوبين بفلسطين وهذا الخطأ الجسيم لا ينسينا ذكر جهوده المباركة في الدّعوة لهذا الدّين والرّدّ علی المنحرفين عشرات السّنين.

ثالثًا: نفترض أنّ المرابطين أخطأوا لأنّهم غير معصومين فإنّ خطأ الفرد أشدّ لقول سيّدنا محمّد ﷺ: {ويد اللّه مع الجماعة}.

رابعًا: ليس من مهمّة المرابطين تحقيق النّصر المادّيّ المبين قال ربّ العالمين: ﴿إِنَّ اللَّهَ اشْتَرَىٰ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ أَنفُسَهُمْ وَأَمْوَالَهُم بِأَنَّ لَهُمُ الْجَنَّةَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَيَقْتُلُونَ وَيُقْتَلُونَ وَعْدًا عَلَيْهِ حَقًّا فِي التَّوْرَاةِ وَالْإِنجِيلِ وَالْقُرْآنِ وَمَنْ أَوْفَىٰ بِعَهْدِهِ مِنَ اللَّهِ فَاسْتَبْشِرُوا بِبَيْعِكُمُ الَّذِي بَايَعْتُم بِهِ وَذَٰلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ﴾ فلم يذكر الكبير المتعال في هذه الآية الكريمة الانتصار (من لم يمت بالسّيف مات بغيره : تعدّدت الأسباب والموت واحد).

خامسًا: لقد مدح رسول اللّه ﷺ النّجاشيّ النّصرانيّ قبل أن يسلم وشكره علی معروفه فما المانع من شكر أيّ إنسان مسلم أو كافر أو فاسق قدّم معروفًا لأهلنا في فلسطين؟!

سادسًا: في بلدك الشّقيقة الكويت التي نكنّ لها أميرًا وحكومة وشعبًا كلّ المحبّة والتّقدير لمواقفها المشرّفة تجاه شعبنا الفلسطينيّ مئات الحسينيّات ولكن لا توجد في فلسطين حسينيّة واحدة فلماذا الكيل بمكيالين أخي ابن الأكرمين؟!

سابعًا: لعلّ علماء فلسطين أشجع علماء الأرض في الدّعوة إلی اللّه وفي الأمر بالمعروف والنّهي عن المنكر فلا نسمع بمن يطعن في الإسلام والمسلمين إلا ونردّ عليه ونكيل له الصّاع صاعين وكلّ داعية فلسطينيّ هو بطل غنضفر يأنف الذّلّ ولا يرضی بنشر كفر وعهر وأشدّ النّاس دفاعًا عن صحابة خير البشر ﷺ.

ثامنًا: كلّ من باع التّمر في أرض هجر فقد خسر فلا تعلّمنا الولاء والبراء ونحن أهل الثّغر في موطن المحشر والمنشر نكتب مقالاتنا بالدّماء ونرتجف من البرد في الشّتاء لارتفاع أسعار الكهرباء وليس كحضرتك تعيش في حدائق غنّاء يا ابن الكرماء.

تاسعًا: كان الأولی بك أخي الحبيب اللبيب والدّاعية الأريب أن تسكت إن لم تكن سببًا في رفع معنويّاتنا وذلك تكريمًا لشهدائنا واحترامًا لأسرانا وجرحانا وتضامنًا مع اليتامی والأرامل والمساكين الذين يعانون الأمرّين من قلّة الغذاء والماء والدّواء والكساء والذين تأثّر لما أصابهم بعض الكفرة الألدّاء (لا خيل عندك تهديها ولا مال: فليسعد النّطق إن لم يسعد الحال).

عاشرًا: نحن الطّائفة المنصورة والظّاهرة علی الحقّ في بيت المقدس وأكناف بيت المقدس لا يضرّنا من خذلنا ولا من خالفنا بإذن مولانا وأتحدّی أن يتحمّل أحد في الأرض ما تحمّلناه من عناء صيف شتاء فبدل أن تواسينا وتشدّ من أزرنا تشمت أعداءنا بنا بل وتشتّت جهدنا وتضيّع أوقاتنا في الرّدود عليك وعلی غيرك من المخالفين والمفترين!

نعم نحن في فلسطين السّلفيّة والسّلفيّة نحن ولذلك لن نسمح لأيّ كان أن يستغلّ ما حدث للتّصيّد في الماء العكر والغمز واللمز بعقيدة السّلف بحجّة أنّ أخانا السّلفيّ عثمان الخميس طعن في المرابطين! ومن باب التّحدّث بنعمة اللّه أقول: إنّ العلّامة الكبير شيخ بلاد الشّام أ.د. وهبة الزّحيلي رحمه اللّه قال لأحد زملائي بأنّه كان أحد الذين قاموا بتحكيم إنتاجي العلميّ قبل عشرين سنة لنيل درجة بروفيسور: إنّ (محمّد حافظ الشريدة) هو أفضل من كتب في العقيدة الإسلاميّة في هذا العصر وللّه الحمد والشّكر! إنني أقول في الختام بالمختصر: أرجو من الشّيخ عثمان الخميس السّلفيّ الموقّر أن يسحب كلامه وأن يعتذر للمرابطين في الثّغر!

إقرأ أيضا:الرد على الشيخ عثمان الخميس(١)

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى