رحيل إمام الوسطية (12)
بقلم الشيخ علي القاضي (خاص بالمنتدى)
•من أخلاق السلف انهم لاينتقدون إلا لضرورة قصوى وبأدب وورع
قال الإمام ابن القيم في نقد الهروي:
وهو شديد في إنكار الأسباب. وهذا موضع زلت فيه أقدام أئمة أعلام.
ولولا أن حق الحق أوجب من حق الخلق لكان في الإمساك فسحة ومتسع.
مدارج السالكين٤٤/٢
فأين من هذه الأخلاق الذي يبحثون عن الزلات بالمنقاش وينفخون فيها حتى تصير الحبة قبة والذرة فيلا ؟!
•ومن أخلاقهم أنهم ينصفون ويتورعون في كلامهم حتى على الزنادقة المتفق على زندقتهم فضلا عن مخالفيهم من إخوانهم من أهل السنة ويتورعون من مجرد التحامل عليهم أوتقوليهم مالم يقولوا أو تحميل كلامهم مالايحتمل فضلا عن الكذب عليهم أو ظلمهم!!
قال الإمام ابن كثير(وفيها -اي سنة٣٠٩ هجرية-كان مقتل الحسين بن منصور الحلاج، ولنذكر شيئا من ترجمته وسيرته، وكيفية قتله على وجه الإيجاز وبيان المقصود بطريق الإنصاف والعدل، من غير تحمل ولا هوى ولا جور..ونحن نعوذ بالله أن نقول عليه ما لم يكن قاله، أو نتحمل عليه في أقواله وأفعاله)
البداية والنهاية ١٥٢/١١
فأين من هذه الأخلاق من يحرف كلام مخالفيه من العلماء والدعاة الفضلاء ويجتزئه ليتوصل بذلك إلى تضليلهم والله المستعان
•ومن أخلاقهم أنهم لايشمتون بموت مخالفيهم من أهل السنة مهما اختلفوا معهم ولايُحزنون أهلهم باظهار شماتتهم وفرحهم بذلك بل ويساعدون اهلهم بعد موتهم!!
قال الإمام ابن القيم(وما رأيت أحدا قط أجمع لهذه الخصال من شيخ الإسلام ابن تيمية – قدس الله روحه – وكان بعض أصحابه الأكابر يقول: وددت أني لأصحابي مثله لأعدائه وخصومه وما رأيته يدعو على أحد منهم قط، وكان يدعو لهم.
وجئت يوما مبشرا له بموت أكبر أعدائه، وأشدهم عداوة وأذى له. فنهرني وتنكر لي واسترجع. ثم قام من فوره إلى بيت أهله فعزاهم، وقال: إني لكم مكانه، ولا يكون لكم أمر تحتاجون فيه إلى مساعدة إلا وساعدتكم فيه. ونحو هذا من الكلام. فسروا به ودعوا له. وعظموا هذه الحال منه. فرحمه الله ورضي عنه.)
مدارج السالكين٣٢٨/٢-٣٢٩
•أخيرا هذه فوائد ذكرتها ليستفيد منها الموفق وليعلم من يطلع على ما كتبه الشامتون الشتامون للشيخ رحمه الله إنهم على غير منهج السلف في النقد والأخلاق ولعلهم أيضا يعقلون أو يتقون بهذه النقول ومن أراد الله به خيرا ينصف ولايجحف ويتورع ولا يجازف بدينه والله الموفق ورحم الله شيخنا القرضاوي وغفر له وجعل أجور من سبه وظلمه في ميزان حسناته