مقالاتمقالات المنتدى

رحم اللّه محرّر أولی القبلتين!

رحم اللّه محرّر أولی القبلتين!

أ.د. محمّد حافظ الشريدة (خاص بالمنتدى)

الغازي صلاح الدّين هو الملك النّاصر العادل أبو المظفّر صلاح الدّين يوسف بن أيّوب بن شاذي بن مروان بن يعقوب التّكريتيّ الملقّب ب: (صلاح الدّين الأيّوبيّ) كان قائدا عبقريّا ومجاهدا ربّانيّا وفذّا بارعا سياسيّا قاد الجيوش الإسلاميّة خلال الحروب الصّليبيّة وتحقّق علی يديه النّصر المبين في المعركة الخالدة حطّين وقد ولد جزاه اللّه خيرا عن الإسلام وأمّة المسلمين في عائلة كرديّة معروفة عام 532 هـ في قلعة تكريت وعند ولادته قرّر والده نجم الدّين أيّوب أن ينتقل إلى حلب وقد نشأ صلاح الدّين في بعلبك ودمشق وكان رحمه اللّه يحبّ الجهاد حبّا شديدا وأمضى زهرة شبابه في بلاط الملك العادل نور الدّين محمود بن زنكي أمير دمشق واختاره العاضد آخر خلفاء الفاطميّين للوزارة وقيادة الجيش ولقّبه بالملك النّاصر لنجاحه في صدّ هجمات الصّليبيّين الذين غزوا مدينة دمياط وعمل صلاح الدّين بعد ذلك على دعم النّفوذ السّنّيّ في مصر وعندما مرض الخليفة الفاطميّ مرض الموت قطع صلاح الدّين خطبته له وخطب للخليفة العبّاسيّ المستضيء بأمر اللّه وقد انتهى بذلك أمر الفاطميّين الذين كانوا شوكة في حلوق المسلمين عام 567 هـ وبدأ بعد ذلك حركة الاستقلال في مصر وبسط عليها نفوذه ثمّ شيّد القلعة وأنشأ سور القاهرة وعمل علی تأسيس جيش قويّ وقضى على الفتن وحركات التّمرّد فصارت دولته أعظم دولة إسلاميّة آنذاك وقد استطاع بعد ستّة عشر عاما من الإيمان العميق والتّكوين الدّقيق والعمل المتواصل أن يستكمل مسيرة الجهاد ويحقّق النّصر المبين على جيش الصّليبيّين بمعركة حطّين عام 583 هـ وحرّر بيت المقدس أولی القبلتين الذي كان حلما يراود الأبطال الميامين وسجّل التّاريخ هذا الانتصار بمداد من أنوار علی صحائف من قلوب الأطهار الأبرار وبعد حياة حافلة بالجهاد في مرضاة ربّ العباد آن للفارس أن يترجّل وعن هذه الدّنيا الفانية أن يرتحل فمرض رحمه اللّه مرضا شديدا وساءت حالته ودخل في غيبوبة طويلة لم يفق منها إلا نادرا وفي اللّيلة الثّانية عشرة من مرضه كلّف أحد القرّاء أن يتلو عنده القرآن الكريم وحين وصل لقول ربّ العالمين: ﴿فَإِن تَوَلَّوْا فَقُلْ حَسْبِيَ اللَّهُ لَا إِلَٰهَ إِلَّا هُوَ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَهُوَ رَبُّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ﴾ تبسّم البطل الذي لم يضحك قبل أن يحرّر المسری من براثن المحتلّين وأسلم الرّوح إلی بارئها بعد حياة حافلة بمقارعة الصّليبيّين عام 589 هـ نقول في الختام: اللّهمّ يسّر لأمّتنا الماجدة خليفة الإسلام يرفع راية القرآن ويحرّر لنا مسری خير الأنام ﷺ!

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى