رحم اللّه أسد الإسلام أبا خالد البطل الهمام
بقلم أ.د. محمّد حافظ الشريدة (خاص بالمنتدى)
يقول اللّه تعالی: ﴿مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ فَمِنْهُم مَّن قَضَىٰ نَحْبَهُ وَمِنْهُم مَّن يَنتَظِرُ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلًا﴾ إنّ من هؤلاء الرّجال الأبطال القائد المغوار الشّهيد الجنرال الخالد -نحسبه كذلك ولا نزكّي علی اللّه أحدًا-: محمّد الضّيف (أبو خالد) محمّد دياب إبراهيم المصريّ وسمّي بذلك: لأنّه كان لا يقيم في مكان واحد.. أكثر من يوم واحد: بسبب مطاردة المحتلّ له وقد عرف عنه رحمه اللّه بأنّه نادر الظّهور أو الكلام!
وتعود أصوله لأسرة فلسطينيّة لاجئة هجّرت في النّكبة الأولی 1948م من قرية (القبيبة) إلى قطاع غزّة ولد في مخيّم خان يونس عام 1965م وحصل في عام 1988م على البكالوريوس في علوم الأحياء من الجامعة الإسلاميّة وقد عمل إلى جانب والده في مجال الغزل والتّنجيد كما أنشأ مزرعة لتربية الدّواجن وعمل سائقًا بغزّة وانضمّ خلال دراسته في الجامعة إلى الحركة الإسلاميّة وانخرط في صفوف المقاومة منذ بداية انطلاقتها: عام 1987م وقد اعتقله المحتلّ عام 1989م وسجن حوالي سنة ونصف وبعد خروجه من السّجن أسّس الكتائب ثمّ أصبح قائدها العامّ بعد اغتيال سلفه: الجنرال صلاح شحادة رحمه اللّه تعالی في غارة إسرائيليّة عام 2002م.
كما ساهم -الضّيف- في تطوير شبكة الأنفاق بقطاع غزّة وهو العقل المدبّر للهجوم في طوفان الأقصى في السّابع من أكتوبر عام 2023م هذا
وقد أعلن عن استشهاده أمس هو وثلة كريمة من خيرة إخوانه قادة المقاومة الأطهار الأبرار الأخيار -مقبلين غير مدبرين- في أرض المحشر والمنشر رحمهم مولاهم رحمة واسعة وأسكنهم فسيح جنّاته وإنّا للّه وإنّا إليه راجعون! قال تعالی في محكم الذّكر: ﴿وَلَا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتًا بَلْ أَحْيَاءٌ عِندَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ فَرِحِينَ بِمَا آتَاهُمُ اللَّهُ مِن فَضْلِهِ وَيَسْتَبْشِرُونَ بِالَّذِينَ لَمْ يَلْحَقُوا بِهِم مِّنْ خَلْفِهِمْ أَلَّا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ يَسْتَبْشِرُونَ بِنِعْمَةٍ مِّنَ اللَّهِ وَفَضْلٍ وَأَنَّ اللَّهَ لَا يُضِيعُ أَجْرَ الْمُؤْمِنِينَ﴾ وقال رسول اللّه ﷺ: {وَالذي نَفسِي بِيَدِه وَددتُ أنِّي أُقاتلُ في سَبيلِ اللّهِ فأُقتلُ ثمّ أُحيا ثمّ أُقتلُ ثمّ أُحيا ثمّ أُقتلُ} وقال ﷺ: {إنَّ في الجَنّةِ مائةَ دَرَجةٍ أعدَّهَا اللّهُ لِلمُجاهدينَ في سَبيلِ اللّهِ ما بَينَ الدَّرَجتينِ كما بَينَ السّماءِ وَالأرضِ} وقال نبيّ اللّه ﷺ: {لِلشَّهِيدِ عِنْدَ اللَّهِ سِتُّ خِصَالٍ: يُغْفَرُ لَهُ فِي أَوَّلِ دَفْعَةٍ وَيَرَى مَقْعَدَهُ مِنَ الْجَنَّةِ وَيُجَارُ مِنْ عَذَابِ الْقَبْرِ وَيَأْمَنُ مِنَ الْفَزَعِ الأَكْبَرِ وَيُوضَعُ عَلَى رَأْسِهِ تَاجُ الْوَقَارِ الْيَاقُوتَةُ مِنْهَا خَيْرٌ مِنَ الدُّنْيَا وَمَا فِيهَا وَيُزَوَّجُ اثْنَتَيْنِ وَسَبْعِينَ زَوْجَةً مِنَ الْحُورِ الْعِينِ وَيُشَفَّعُ فِي سَبْعِينَ مِنْ أَقَارِبِهِ} وَحينَما سُئلَ ﷺ: مَا بَالُ المُؤْمِنِينَ يُفْتَنُونَ فِي قُبُورِهِمْ إِلاَّ الشَّهِيدَ؟ أجابَ: {كَفَى بِبَارِقَةِ السُّيُوفِ عَلَى رَأْسِهِ فِتْنَةً}!
وللّه درّ الشّاعر القائل:
يا شهيدًا رفع اللّه به: جبهة الحقّ علی طول المدى!
سوف تبقى في الحنايا علمًا: هاديًا للرّكب رمزًا للفدى!
ما نسينا أنت قد علّمتنا: بسمة المؤمن في وجه الرّدى
اقرأ أيضا: استشهاد السنوار رحمه الله