عقدت رابطة علماء فلسطين فرع محافظة خان يونس، بالتعاون مع الجامعة الإسلامية فرع الجنوب الملتقى الخامس لرجال الإصلاح والقضاء الشرعي بعنوان: (واقع الطلاق في المجتمع الفلسطيني ، الإشكالات والمعالجات) بقاعة المؤتمرات بالجامعة الإسلامية فرع الجنوب.
وشارك في الملتقى كلٌّ من الدكتور إبراهيم الأسطل عميد الجامعة الإسلامية فرع الجنوب، وسماحة الشيخ إحسان عاشور مفتي محافظة خان يونس، وسماحة الشيخ الدكتور إبراهيم النجار رئيس محكمة الاستئناف الشرعية وعضو الرابطة، و الاستاذ محمد الفرا رئيس فرع الرابطة في محافظة خان يونس، كما حضر الملتقى لفيفٌ من رجال الإصلاح والقضاء الشرعي، والوجهاء والطلبة، والأكاديميين.
وفي كلمته رحب الدكتور إبراهيم الأسطل برجال الإصلاح والوجهاء على أرض الجامعة الإسلامية التي تمثل صرحاً حضارياً، يتفاعل مع قضايا المجتمع الفلسطيني، ويعمل على المساهمة في علاج مشاكله، من خلال الأنشطة رفد المجتمع بالخبراء، والأكاديميين ذوي الكفاءات العلمية.
وقال الاستاذ محمد الفرا: ” إن هذا الملتقى يعالج قضيةً حساسةً في المجتمع الفلسطيني، وهي متصلةٌ اتصالاً مباشراً بعمل رجال الإصلاح والتحكيم الشرعي، ولذلك يجب بحثها، والنظر في كل ما يعتريها من عوامل ثقافية واجتماعية، من أجل الحد من الطلاق، والعمل على تحصين المجتمع من الآثار السلبية للطلاق “.
من جهته قدم الدكتور حمدان عبد الله الصوفي أستاذ أصول التربية المشارك ورقة عمل تناولت (المتغيرات الثقافية والاجتماعية وأثرها على البنية الأسرية في قطاع غزة)، حيث عرض فيها أبرز المتغيرات الثقافية والاجتماعية التي طرأت على المجتمع الفلسطيني، ومنها: اندثار الأسرة الممتدة، وبروز الأسرة الصغيرة، وضعف تأثير المؤسسات التربوية التقليدية، وغلاء المهور وتكاليف الزواج، وترسيخ الانقسام الاجتماعي، وتحويل المجتمع إلى فئات، ثم أشار للتأثير السلبية لهذه المتغيرات على الروابط الاجتماعية والأسرية.
ثم قدم الدكتور إبراهيم النجار ورقة عمل تناولت (واقع الطلاق وأسبابه في المحاكم الشرعية في محافظات قطاع غزة)، عرض فيها أهم الأسباب التي أدت لزيادة حالات الطلاق في المجتمع الفلسطيني، ومنها مخالفة المنهج النبوي في اختيار الأزواج، والجهل بالحقوق والواجبات الشرعية، وغياب فقه الرضا والتحمل عند الزوجين.
ثم عرض الشيخ إحسان عاشور ورقة عمل بعنوان: (الضوابط الشرعية في الحد من الطلاق، ودور الإصلاح في معالجة أسبابه)، تحدث فيها عن المنهج القرآني في علاج قضايا الشقاق بين الزوجين، كما قدم عدداً من النصائح الشرعية والمسلكية لرجال الإصلاح في القضايا المتعلقة بإصلاح المشاكل الأسرية.
وقد شهد الملتقى تفاعلاً كبيراً، ونقاشاً جاداً، وحوارات مستفيضة، من قِبل الحضور والمشاركين، لما تمثلُ قضية الطلاق من مشكلةٍ اجتماعيةٍ، بدأت تظهر آثارها السلبية في المجتمع.
وقد خلص المشاركون في الملتقى إلى عددٍ من النتائج والتوصيات النافعة، منها:
- وجوب قيام المؤسسات التعليمية والتربوية والإعلامية بدورها في التوعية الاجتماعية، وتبصيرِ فئات المجتمع بالحقوق والواجبات التي تضمن تقوية الروابط الأسرية والاجتماعية.
- ضرورة قيام وزارة التربية والتعليم بتدريس مساقٍ لطلبة الثانوية يتناول أسسِ الحياة الأسريةِ، ومقومات البيت السعيد، أو اعتماد هذه الموضوعات متطلباً جامعياً لطلبة الجامعات الفلسطينية على حد سواء.
- على المؤسسات الشرعية كالأوقاف حثُّ الخطباء والدعاة على تناول القواسم المشتركة، للتخلص من آثار الانقسام الاجتماعي الذي أثر سلباً على البنية الأسرية في قطاع غزة.
- عقد دوراتٍ تدريبيةٍ: شرعيةٍ وتربويةٍ ونفسيةٍ، للمقبلين على الزواج، لتبصيريهم بالحقوق والواجبات الزوجية، وتحصين الأسر الناشئة من خطر التفسخ وعوامل الانحلال.
المصدر: رابطة علماء فلسطين.