رابطة علماء أهل السنّة تنعي للأمّة الشيخ العلّامة الدكتور يوسف القرضاوي
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين ، والصلاة والسلام على المبعوث رحمة للعالمين ، وبعد…
تنعى رابطة علماء أهل السنّة إلى الأمة فقيدها، العلّامة الشيخ الدكتور / يوسف القرضاوي، الرئيس السابق والمؤسس للاتحاد العالمي لعلماء المسلمين.
ولد فضيلته في 9 سبتمبر 1926 في قرية صفط تراب مركز المحلة الكبرى بمحافظة الغربية في مصر.
حفظ القرآن وهو دون العاشرة، وقد التحق بالأزهر حتى تخرج من الثانوية ثم التحق الشيخ بكلية أصول الدين بجامعة الأزهر ومنها حصل على العالمية سنة 1953 وكان ترتيبه الأول بين زملائه، ثم حصل على العالمية مع إجازة التدريس من كلية اللغة العربية سنة 1954م، وحصل على الدراسة التمهيدية العليا المعادلة للماجستير في شعبة علوم القرآن والسنة من كلية أصول الدين بالأزهر، وفي سنة 1973 م حصل على (الدكتوراة) بامتياز مع مرتبة الشرف الأولى من نفس الكلية، وكان موضوع الرسالة عن “الزكاة وأثرها في حل المشاكل الاجتماعية”.
كان فضيلته صادحا بالحق لا يخشى في الله لومة لائم، مما عرّضه للسجن عدة مرات منذ عام 1949 وحتى عام 1963م، ثم سافر إلى دولة قطر حيث قام بتأسيس وعمادة كلية الشريعة والدراسات الإسلامية بجامعة قطر وظل عميداً لها إلى نهاية 1990م، كما أصبح مديراً لمركز بحوث السنة والسيرة النبوية بجامعة قطر، ورغم سفره إلا أنه لم يسلم من بطش الظالمين حيث قامت المحكمة العسكرية المصرية بالحكم عليه بالسجن المؤبد عام 2018م، رغم عدم وجوده في مصر.
حصل فضيلته على مراتب وجوائز علمية كثيرة، مثل جائزة الملك فيصل العالمية في الدراسات الإسلامية، وجائزة السلطان حسن البلقية في الفقه الإسلامي، والمرتبة الثالثة على مستوى العالم في قائمة عشرين شخصية أكثر تأثيرا على مستوى العالم لعام 2008، وغيرها الكثير من الجوائز والمراتب التي استحقها الشيخ ببذله وعطاءه وجهده الذي لم يبخل به على طلاب العلم في الدنيا كلها.
شارك فضيلته في العديد من المؤسسات العلمائية في العالم أجمع، مثل مجمع البحوث الإسلامية في مصر ومجلس الإفتاء الأوروبي ومجمع الفقه الإسلامي التابع لرابطة العالم الإسلامي بمكة المكرمة، وغيرها.
قام فضيلته بترك مكتبة زاخرة في الفقه الإسلامي معالجا فيها كل القضايا المعاصرة والتي استشكلت على كثير من العلماء، وكذلك في القرآن والسنّة المطهرة والشعر.
كان لفضيلته العديد من المواقف والتي قال فيها كلمة الحق في وقت سكت فيه الكثيرون خوفا من بطش الظالمين، والتي كانت سببا في منعه من دخول بعض الدول، مثل إنجلترا وفرنسا، وتعرّض ذويه للاعتقال والتعذيب من الظالمين.
رحم الله شيخنا الفاضل، وتقبل صالح عمله في ميزان حسناته، وألحقه بالنبيين والصديقين والشهداء والصالحين.. وحسن أولئك رفيقا.
نتقدم لأهله وكل محبيه وطلابه ولإخوانه وللأمّة كلها بخالص العزاء وصادق المواساة .
إنا لله وإنا اليه راجعون
رابطة علماء أهل السنّة
الإثنين : 30 صفر 1444هـ – 26 سبتمبر 2022 م