أخبار ومتابعات

رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين يدعو لدعم غزة وجنوب إفريقيا قضائيًا ضد إسرائيل ويحث على التضامن في شهر رمضان

رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين يدعو لدعم غزة وجنوب إفريقيا قضائيًا ضد إسرائيل ويحث على التضامن في شهر رمضان

قال الشيخ الدكتور علي القره داغي رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين، إن حملة “الإبادة” التي تشنها إسرائيل على قطاع غزة تظهر عجز الغرب عن الالتزام بالمبادئ والقيم.

ودعا الحكومات الإسلامية والإنسانية إلى دعم جنوب إفريقيا في جهودها لمحاكمة إسرائيل أمام المحكمة الدولية وتعويض الأضرار الناجمة عن الهجمات.

وتشن إسرائيل منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023 حربًا مدمرة على غزة، أسفرت عن وفاة عشرات الآلاف من المدنيين، بينهم العديد من الأطفال والنساء، وأحدثت كارثة إنسانية ودمارًا هائلًا،، وهذا ما جعل إسرائيل تواجه اتهامات بارتكاب “جرائم إبادة جماعية” أمام المحكمة الدولية.

وأضاف القره داغي أن المقاومة الفلسطينية ما زالت قوية، وأن الموقف الإسرائيلي يظهر ضعفه، لا من الناحية العسكرية فحسب، بل أيضًا من الناحية الأخلاقية والمعنوية.

وختم قائلاً: “لقد أظهرت أحداث اليوم نكرانًا عالميًا لسياسات الاحتلال الإسرائيلي، وهذا مؤشر إيجابي، وقد يكون بداية النهاية لهذه الحضارة الغربية الظالمة التي تدعم الظلم وتبرر الجرائم باعتبارها دفاعًا عن النفس”.

واستطرد: “تقييمنا للوضع الإنساني مؤلم جدا جدا، لم يشهد التاريخ لا أيام المغول ولا التتار مثل هذه المأساة التي نشاهدها في غزة، إبادة جماعية قتل وتدمير وتجويع وموت بالجوع”.

وجراء الحرب وقيود إسرائيلية بات الفلسطينيون بقطاع غزة ولا سيما محافظتي غزة والشمال بين براثن مجاعة أودت بالفعل بحياة أطفال ومسنين، في ظل شح شديد في إمدادات الغذاء والماء والدواء والوقود، مع نزوح نحو مليوني فلسطيني من سكان القطاع البالغ عددهم حوالي 2.3 مليون، والذي تحاصره إسرائيل منذ 17 عاما.

غزة ورمضان

وبخصوص واجبات المسلمين في شهر رمضان المبارك الذي بدأ الاثنين في معظم الدول، قال القره داغي إنه “شهر الانتصارات والجهاد والخيرات والبركات والجود، وكان رسول الله (ص) أجود الناس، وعلى الأمة أن تقتدي به في الجود الذي لا بد أن يصل إلى مرحلة الإيثار”.

وأردف: “أطالب أمتي أن يسارعوا إلى الخيرات، وأن يجودوا بكل ما يمكن أن يجودوا به، وأن يحسوا بما عليه إخواننا في غزة من جوع وعطش ومرض”.

وشدد على أنه “لا يجوز لأمتنا أن تقوم بمثل ما تقوم به في بقية السنوات من الإسراف والتبذير باسم شهر رمضان، يجب علينا أن نقدم (لأهل غزة) كل ما يمكن”.

وزاد قائلا: “إنني أفتي بأنه ينبغي للشخص الذي يريد أن يعمل عمرة مستحبة في رمضان، أن يعطي قيمة العمرة المستحبة لإخواننا في غزة، فيكون أجره عند الله سبحانه وتعالى أكثر من ذلك”.

و”أطالب إخواني كذلك بالدعاء والتضرع إلى الله. أطالب إخواني الخطباء بتخصيص خطب الجمعة لغزة.. وأن يضغطوا على الحكومات بالأسلوب السلمي دون أي أضرار، سواء كانت مظاهرات سلمية أو أي نوع أو اعتصامات، حتى نوقف هذا العدوان”، بحسب القره داغي.

مخاطر على الأقصى

وردا على سؤال بشأن إذا كانت مخاطر إسرائيلية على مدينة القدس المحتلة والمسجد الأقصى خلال رمضان، أجاب بأن “هذه الحكومة اليمينية النازية المتطرفة (في إسرائيل) تفعل كل ما في وسعها، لو استطاعت أن تهدم الأقصى لفعلت”.

وأضاف: “ما طوفان الأقصى (هجوم حماس على إسرائيل في 7 أكتوبر) إلا حمايةً للأقصى، هم أتوا بخمس بقرات حمراء لذبحها على أساس يُهدم المسجد الأقصى بأي وسيلة، ثم حسب ترانيمهم وطقوسهم تُذبح هذه البقرات، فلذلك كل شيء ممكن”.

و”على الأمة أن تنتبه لهذه المسألة، وعلى إخواننا في فلسطين، سواء داخل ما يُسمى ثمانية وأربعين (إسرائيل) أو في الضفة، الذي يستطيع أن يذهب إلى القدس فليذهب”، كما زاد القره داغي.

واستطرد: “ونقول حتى الذي يستطيع أن يذهب (من خارج فلسطين) دون فيزا (تأشيرة) دولة الاحتلال فليذهب، ويعمرون المسجد الأقصى ليل ونهار، يحمون ويقومون بواجبهم”.

وشدد على أنه يجب أن “نبذل كل ما في وسعنا لخدمة هذه القضية ولحماية الأقصى، الذي هو قبلتنا الأولى ومسرى رسول الله صلى الله عليه وسلم ومحل عروجه”.

دعم جنوب إفريقيا

وبخصوص محاكمة إسرائيل حاليا أمام محكمة العدل الدولية، قال القره داغي: “نحن في البداية، دعونا في أحد البيانات إلى محاكمة هذه الحكومة المجرمة العنصرية، التي تتوافر فيها ليست جريمة واحدة، يمكن مئات الجرائم التي تستحق أو يجب أن تكون سببا لمحاكمة مَن تسبب بها”.

وأكمل: “عشرات الجرائم هدم المستشفيات والمساجد قتل المدنيين والنساء والأطفال منع الغذاء، كل ذلك جرائم. والآن طلبنا مقابلة رئيس جنوب إفريقيا (سيريل رامافوزا)، ووافق على مقابلتنا وأرسل الينا سفيره في قطر. وندعو جميع الحكومات الإسلامية بل الحكومات الإنسانية لدعم هذا الموقف حتى لا تقف حكومة جنوب إفريقيا وحيدة في الساحة”.

وأوضح: “كلمنا السفير فقال إن دولة جنوب إفريقيا تتضرر (من ملاحقتها إسرائيل) لكن في سبيل المبادئ مستعدون (للاستمرار).. وأنا أطلب من دولنا الإسلامية أن تعوض هذا الضرر بالتأييد والدعم والاستثمارات؛ لأنه مع الأسف الشديد الاستثمارات العالمية معظمها بأيدي اليهود والأمريكان والدول الغربية”.

خطة عمل الاتحاد

وبشأن خطط الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين في المرحلة المقبلة، قال القره داغي: “وضعنا خطة استراتيجية وخطة طارئة.. خطة استراتيجية للنهوض بفكر الأمة والخروج من هذا الخلل الذي أصاب أمتنا الإسلامية في موازينها”.

وأضاف: “الآن الخلل كبير في موازين الأمة. الأمة لا تتحرك. معظم الدول العربية والإسلامية مع الأسف الشديد مواقفها ليست صامتة، وإنما سلبية”.

وأردف: “لابد أن تدرس أين الخلل في هذا المسألة، أهل غزة يُبادون وهم مسلمون، أهل غزة يُبادون وهم عرب، أين العروبة والشهامة والنخوة العربية والأخوة الإسلامية والأخوة الإنسانية؟”.

أما الخطة الطارئة، بحسب القر داغي، فتخص “المعالجات (التي) نقدر عليها، سواء كان من خلال البيانات أو المقترحات. الآن لأول مرة رئاسة الاتحاد لها خطة في أربع مسارات”.

وأوضح أنها “مسار علمي وفكري، ومسار العلاقات الدولية، ومسار قضايا الأمة الكبرى، مثل قضية فلسطين وبقية شعوبنا مثل (أقلية) الروهنغيا (المسلمة في ميانمار) وقضايا التخلف والفقر والبطالة، وكذلك مسار العلاقات مع بعض المؤسسات أو القضايا الإنسانية”.

في الأمانة العامة أيضا وضعنا استراتيجية كاملة من خلال اللجان والإدارة التنفيذية، بحيث خلال هذه السنوات الخمس ننهض بالاتحاد ليكون أكثر مرجعية لأمتنا الإسلامية ويكون الناس أكثر ثقة بهذه المرجعية، وخاصة في ظل سقوط المرجعيات الكبرى”، كما أردف القر داغي.

موقف الغرب

وبالنسبة لموقف الدول الغربية مما تتعرض له غزة، قال: “في الغرب كل شيء لم يعد له قيمة، أصبحت المبادئ بلا قيمة، لا مبادئ قانونية وإنسانية كما نشاهد في غزة. لا قانون دولي ولا قانون إنساني ولا رحمة إنسانية. المبادئ الإنسانية والقوانين الإنسانية وضعت تحت أرجل الصهاينة”.

وشدد على أنه “إذا انهارت القيم، فالملجأ الوحيد الذي يستطيع أن يعيد هذه المبادئ والثوابت والمبادئ الحقيقية إلى الإنسانية جمعاء هو الإسلام فقط. لذلك يجب على الأمة أن تعتز بالإسلام، وأن تعيد إليه اعتباره وتلتزم به الالتزام المطلوب”.

وختم بأنه “على هذه الأمة أن تعود إلى توازنها، فالعالم اليوم كله محتاج إلى القيم الإسلامية، إلى المبادئ الإسلامية، ولكن فاقد الشيء لا يعطيه، فإذا لم نكن ملتزمين بهذه العبادات، لم نكن ملتزمين بأخلاقنا الإسلامية، فلا نستطيع أن نؤثر في الآخر”.

المصدر: (مقابلة مع وكالة الأناضول)

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى