مقالاتمقالات مختارة

ذكريات مع علماء العراق ورجالاته العظام

ذكريات مع علماء العراق ورجالاته العظام

د. محمد الشرقاوي

أومن أن العراق كانت تعدل -استراتيجيا – ثلث أمة العرب؛ ليس بموقعها فحسب، ولا بثرواتها الزراعية والنفطية والتعدينية ، ولكن بناسها وشعبها الأصيل وارث الحضارات وصانع التاريخ!!

وأومن -كذلك – أن ضياع العراق كان لأسباب وعوامل داخلية، مهَّدت وسَّهلت الطريق أمام التدخلات الخارجية!!، وكان السببُ الأساس هو: غياب الديموقراطية وما تبعه  -بالضرورة- من غياب حقوق الإنسان العراقي وإِهدار كرامته وتحويله إلى أشياء وأدوات وأرقام. وهذه سُنٌَّة حاكمة ماضية في (كل المجتمعات البشرية)، لا تجد لها تحويلا ولا تبديلا!!

لم أسافر إلى العراق البتة، على كثرة ما تلقيته من دعوات كريمات، لكن أُتيح لي -منذ ثلاثين سنة أو يزيد – التعرفُ على عدد كبير من علماء العراق ورجالاتها الكبار، كنا نلتقي كثيرا في مصر وخارجها؛ من هؤلاء الكرام: أستاذنا الكبير عرفان عبد الحميد فتاح (أستاذ الفلسفة الإسلامية والأديان) الذي لقي ربه في كوالالمبور، وقاسم السامرّائي الأستاذ المرموق في لايدن، واليوم هو نزيل لندن، ومساعد مسلم آل جعفر الشمَّري الحديثي، وآل السعدي الكرام ؛ الشيخ عبد الملك والشيخ عبد الحكيم، وناجي صبري آخر وزير خارجية قبل احتلال (أمريكا وإيران  للعراق الشقيق) وهو رجل أكاديمي  قبل أن يكون وزيرا، وشيخ المجاهدين للاحتلال  حارث الضاري الذي لقي وجه ربه أخيرا في عمّان.. وغيرهم ..وغيرهم .

قويت علائقنا وتمتَّنت، وكنا نتناقش طويلا وتفصيلا في واقع الأمة وأزماتها المتوطنة.. وكانوا يدركون -بحق- ويتوقعون كثيرا من التطورات التي وقعت تباعا -كما كانوا يتحدثون- على الأغلب !!

  ذكّرني ببعض ذلك، وأهاج خاطري انتقال العالم العراقي الكبير أحمد مطلوب للقاء وجه ربه الأعلى، وكنتُ قد التقيته -لمرة واحدة- في مجلس عراقي كريم في بيت أخينا الأستاذ الدكتور عبد الحكيم السعدي.

  رحم الله أحمد مطلوب رئيس المجمع العلمي العراقي وزوجه الأستاذة الكبيرة خديجة الحديثي؛ نسبة إلى بلدة حديثة، (وما أدراكم ما حديثة!!).

(المصدر: صحيفة الأمة الالكترونية)

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى