مقالاتمقالات المنتدى

ذكرى مجزرة صبرا وشاتيلا![2] 

ذكرى مجزرة صبرا وشاتيلا![2]

بقلم أ.د. محمد حافظ الشريدة (خاص بالمنتدى)

بعد يومين من القتل والإبادة الجماعيّة أحكمت آليات المجرمين إغلاق كلّ المداخل المؤدّية لصبرا وشاتيلا ولم يسمحوا للصّحفيّين بالدّخول للمخيّم المنكوب إلا بعد الانتهاء من هذه المجزرة التي هي وصمة عار على جبين حثالة مغول العصر النّازيّين الأشرار! استفاقت الكرة الأرضيّة على مذبحة هي من أبشع المذابح في تاريخ القضيّة الفلسطينيّة وبدأت معالم الجريمة تتّضح لسكّان المنطقة أكثر فأكثر حين شاهدوا الموتى والجرّافات التي هدمت المنازل فوق رؤوس أصحابها ودفنتهم وهم أحياء لقد استفاق العالم على مأساة العصر وبدأت حالات الفرار من المخيّم وتمكّن بعض اللاجئين من النّجاة من موت محقّق كما طالت عمليّات القتل أطبّاء ومسعفين لا ذنب لهم إلا الانتماء لفلسطين! ونقل شهود عيان ممّن اطّلع علی هذه المجزرة عن كثب مشاهد للنّساء الحوامل بقرت بطونهنّ وألقيت جثثهنّ في الطّرق وأطفال قطعت أطرافهم ومئات الأشلاء والجثث المشوّهة تحت الأنقاض وقد اعتبرت منظّمة هيومن رايتس ما حدث من ضمن جرائم ضدّ الإنسانيّة واكتفت هيئة الأمم ومجلس الأمن كما هو متوقّع وكما جرت العادة بعبارات الشّجب والتّنديد والاستنكار الشّديد! ولا نملك في الختام أحبّتي الكرام إلا أن نردّد قول ذي البطش الشّديد: ﴿وَمَا نَقَمُوا مِنْهُمْ إِلَّا أَن يُؤْمِنُوا بِاللَّهِ الْعَزِيزِ الْحَمِيدِ الَّذِي لَهُ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاللَّهُ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ إِنَّ الَّذِينَ فَتَنُوا الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ ثُمَّ لَمْ يَتُوبُوا فَلَهُمْ عَذَابُ جَهَنَّمَ وَلَهُمْ عَذَابُ الْحَرِيقِ﴾ ربّنا خذ بثأرنا ممّن ظلمنا!*

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى