اسم الكتاب: دَور العلماء والمفكِّرين في مواجهة الغَزو المغولي.
اسم المؤلف: محمَّد بن صامل السلمي, وناصر بن سليمان العمر.
عدد الصفحات: 256 صفحة.
الناشر: دار الفضيلة – الرياض.
نبذة عن الكتاب:
العلماءُ الربانيُّون هم صِمامُ أمان الأمَّة؛ فهم حمَلَةُ الدِّين, والذَّائدون عن حِماه, والمدافعون عن بيضتِه, يَستمدُّ منهم غيرُهم قوةً في زمن الأزمات, ويستنير الناسُ بهديهم في أوقات الملمَّات, ويتَّبعون آراءَهم, ويَصدُرون عن أقوالهم.
وقد مرَّت بهذه الأمَّة كثيرٌ من الأحداث الِعظام, والأمور الجِسام، كان للعلماء فيها الدَّور الأكبر في تثبيت الأمَّة وإرشادها, وقيادة دَفَّتها, ومن أهمِّ تلك الأحداث غَزْو المغول للعالَم الإسلاميِّ.
وهذا الكتابُ يتحدَّث عن دَور العلماء والمفكِّرين خلالَ تلك الحِقبة العصِيبة من تاريخ الأمَّة الإسلاميَّة, وعن أهمِّ الأعمال التي قاموا بها للوقوفِ أمامَ هذا المدِّ المغولي الجارِف الذي اكتَسح العالمَ الإسلاميَّ.
وقد بدَأ المؤلِّف كتابه بتمهيدٍ، ناقش فيه الأحوالَ السياسيَّة والدِّينيَّة التي كان عليها المشرقُ الإسلاميُّ قَبل الهجمة المغوليَّة, وتوقَّف عند عِدَّة نقاط بارزة في هذا الموضوع, كتفكُّك الدَّولة السلجوقيَّة، والذي كان له نتائجُ وخيمةٌ أدَّت إلى ضَعف البلاد الإسلاميَّة, وانصراف زعامات هذه الدَّولة عن متابعة الجِهاد ونُصرة الإسلام والمسلمين، وكوضع الدولة الخوارزميَّة السياسيِّ قُبيل الغزو المغولي، ودَورها في حماية المشرق الإسلاميِّ, وهي الدولة التي حدَث الغزوُ في عهدها, وقد بذَلَ سلطانُها جلال الدين منكبرتي جهدًا كبيرًا في مقاومة المدِّ المغولي في المشرق إبَّانَ هجمتهم الأولى, إلَّا أنَّ هذه الدولة سقَطتْ.
تناول المؤلِّف كذلك أحوالَ الخلافة العباسيَّة بعد سقوط الدَّولة الخوارزميَّة سنة 628هـ, وتحدَّث عن انتشار بعض المذاهب المنحرِفة كالتشيُّع، والاعتزال، والتصوف، ممَّا أحدث بلبلةً فكريَّة، وفوضى دِينيًة، وصدامًا، تفرَّقت على إثره الجهودُ, وزُعزعت العقيدة, وفُرِّقت الأمَّة. كما تطرَّق في التمهيد كذلك إلى الحديثِ عن أثَر اليهود والنصارى في الهجوم المغوليِّ على البلاد الإسلاميَّة.
ثمَّ شرَع المؤلِّفُ بعد ذلك في فُصول الكتاب الثَّلاثة:
ففي الفصل الأوَّل: يُطلِعنا المؤلِّف على دَور العلماء والمفكِّرين في الجهاد إبَّان غزواتِ المغول الأولى, متحدِّثًا عن دَورهم في محاولة الصُّمود أمامَ غزوات جِنكيز خان وأبنائِه في المشرق, ودَورهم في فضِّ الخلافات السياسيَّة بين حُكَّام المسلمين, وتحذيرهم من خطَر الغزو المغولي, وآثارهم في سَير المعارك، وإذكاء رُوح الجهاد في النَّاس.
أمَّا الفصل الثَّاني: فقد تحدَّث المؤلِّف فيه عن دَور العلماء والمفكِّرين في جهاد المغول زمنَ حَمَلات هولاكو، من خِلال قيامهم بالسِّفارة بين هولاكو وبعض حُكَّام المسلمين, ومحاولتهم إقناعَ هولاكو بعدم الدُّخول إلى بغداد, ثم تحدَّث عن آثار سقوط بغداد السياسيَّة, والاجتماعيَّة, والفكريَّة, والاقتصاديَّة شمِلت العالمَ الإسلاميَّ, وكان لها أبعادٌ عِدَّة على مستقبل الشُّعوب الإسلاميَّة ودُولهم وثقافتهم ولُغاتهم. وتحدَّث المؤلِّف كذلك عن قِيادة العلماءِ للأعمال الجهاديَّة في المدن الإسلاميَّة ضدَّ الحُكم المغولي، حيث أظهروا صفحاتٍ مشرقةً، ونماذجَ فذَّةً من صور البذل والتضحية.
وفي الفصل الثَّالث: يَتكلَّم المؤلِّف عن أثر علماء الشَّام ومصر في الجهاد ضدَّ المغول, موضِّحًا دَورهم في إذكاء الرُّوح المعنويَّة والجهاديَّة للمسلمين عقِبَ سقوط بغداد, ودَورهم في شحذ همم المسلمين في معركة عين جالوت ومعركة حمص, والدَّور الذي قاموا به في نشْر الإسلام في صفوف المغول، وإسلام بعض سلاطينهم, وتحدَّث كذلك عن حملات سلطان المغول قازان على بلاد الشَّام بعد إسلامه, وموقعة مَرج الصُّفَّر أو معركة شقْحب – موضِع بغُوطة دِمشق – التي كان فيها النَّصر حليفًا للمُسلمين.
تحدَّث المؤلِّف بعد ذلك عن دَور شيخ الإسلام ابن تيميَّة في جهاد المغول، مستعرضًا جهوده في ذلك, ثم ختَم هذا الفصل بذِكر معاهدة الصُّلح بين سلطان المماليك محمَّد الناصر، وسلطان المغول أبي سعيد، الذي كان للعلماء دَورٌ بارزٌ في إتمامه.
وختَم المؤلف كتابَه بخاتمة، ذكَر فيها الحقائقَ التاريخيَّة، والنتائج التي توصَّل إليها.
هكذا يكون دور علماء المسلمين الربَّانيين في كل زمان ومكان.
المصدر: الدرر السنية.