د. محمد الصغير يطالب برفع الصوت لمواجهة ظاهرة الترويج للشذوذ الجنسي
أكد العالم المصري الشيخ محمد الصغير، أن “مواجهة الشذوذ الجنسي قضية مهمّة، وتبنّي الإعلام لها جعلها تكون في مقدمة ما يثار الآن إعلامياً، وعلماء الإسلام ينبغي أن يكون لهم رأي واضح ومتقدّم”.
كلام الصغير جاء في لقاءٍ خاص مع “وكالة أنباء تركيا”، رأى فيه أن “الكثير من العلماء لا يقومون بدورهم في هذه القضية، بعضهم من باب الحياء وبعضهم يتحرّج أن يتحدث فلا تصل الصورة كاملة”.
وتابع “كما أن صوت الذين ينادون بموضوع الشذوذ الجنسي عالياً، لا بدّ أن تكون آراء وفتاوى العلماء أعلى من ذلك وأكثر قوةً حتى يتضح الأمر ويكون الرأي الشرعي والفقهي موجود لدى من يبحث عنه من أقصر طريق”.
وتعليقاً على واقع وجود جو عام يدعم ويشجّع على الشذوذ الجنسي تحت بند حقوق الإنسان، قال الصغير إن “الإصرار على تصدير قضية الشذوذ الجنسي وتهيئة الأجواء إعلامياً لها والإصرار على وجودها في صدارة المشهد الإعلامي، يجعلنا نعتزّ بالنصّ القرآني الذي كان معجزاً وسابقاً، حيث قال الله تعالى (إن الذين يحبّون أن تشيعَ الفاحشة في اللذين آمنوا)”.
وفي هذا المجال أوضح أن “إشاعة الفاحشة معناها إنتشار الفاحشة وذيوع الفاحشة، حتى من أصابه ضعف أو وقع في خلل ومعصية، وكلّ ابن آدم خطّاء، فينبغي أن يستتر بهذه المعصية، النبي صلى الله عليه وسلّم يقول (كلُّ أمّتي مُعافى إلا المجاهرون)، و(من تستّر بستر الله ستره الله)”.
وتابع الصغير “لكن الذي يحدث الآن هو إصرار على إشاعة الفاحشة والتسويق لها، ولو رأينا كمية ما يقال عن الزواج والحث عليه في المجتمعات لا يقارب نسبة بسيطة من الحثّ على قوننة وإشاعة الشذوذ الجنسي”.
وفي إجابةٍ على سؤال حول إمكانية تجديد الخطاب الديني لمواجهة إِاعة الشذوذ الجنسي في المجتمعات، قال الصغير “ينبغي على العلماء وأصحاب المنصّات الدعوية ودور الإفتاء أن تجعل جزءاً مهمّاً من رسالتها لإيضاح الحكم الشرعي والفقهي، لأن هذا أمرٌ فيه حدّ من حدود الله تبارك وتعالى”.
وأردف “ينبغي للعلماء الذين عايشوا الغرب أو عاشوا فيه وإطلعوا على الآثار المدمّرة لهذا الانحراف الإنساني والخُلقي والقِيَمي أن تكون رسالتهم فيه أكبر وأوضح”.
أما حول كيفية الضغط للحدّ من الإنتاجات الدرامية التي تركز على تشجيع الشذوذ الجنسي، رأى الصغير أنه “لا شكّ أن الإنتاج الدرامي والإعلامي موجّه، والشيخ سيّد قطب كتب قبل عام 1950 أنه من السياسة التي تريد أمريكا أن تسنّها في العالم هي سياسة محاربة الأخلاق أو الوقوف ضد الفضيلة”.
وأوضح أن “الترحيب الزائد الذي يحدث في المجتمع بهذا المنحدر الأخلاقي فيه تهديد لكيان الأسرة، والعالم ما هو إلا مجموع من الأسَر، وشيء مؤسف أن نقول أن بعض الكنائس بدأت تتقبّل الأمر في الغرب، بل رأينا بعض الحكومات تتفاخر بأن فيها وزير متزوج من رجل…”.
وشدد أنه “إذا كان بعض الكتّاب والصحافيين قد سقطوا في هذا المنحدر، فما كان يجب على مؤسسة دينية مثل الكنيسة أن تخالف الدين والعرف والأخلاق”.
المصدر: وكالة أنباء تركيا