إدريس الكنبوري: الإسلام يغير العالم الآن
قال المفكر والباحث د. إدريس الكنبوري إن “الإسلام يغير العالم الآن. مقولة قد تفاجئ البعض وقد تثير سخرية البعض وتستفز آخرين. لكن الإسلام يغير العالم اليوم؛ وبطريقة لا رجعة فيها”.
وأضاف على جسابه ب”فيسبوك” أن الإسلام “يغير نظريات بكاملها اليوم؛ ويشكل الأساس الذي تدور حوله الجيوسياسة؛ ويخلق تحالفات دينية بغرض التصدي له؛ ويحرك الإعلام العالمي؛ ويشغل مراكز البحث في العالم؛ وينشئ جبهة عالمية ضده. كل شيء يدور حوله اليوم”.
وزاد: “لنأخذ هذا المثال. عاشت العلمانية في أوروبا مائة عام ثابتة مستقرة لا تفكر في نفسها ولا في تعديل نظرياتها. وفي أوروبا اجتمعت جميع الأديان؛ اليهودية والمسيحية والبوذية والبهائية والقاديانية؛ الكاثوليكية والبروتستانتية والاورثوذوكسية؛ لكن العلمانية بقيت كما هي طوال قرن من الزمان؛ لكن ما إن بدأ الإسلام يظهر في أوروبا حتى بدأت العلمانية تتململ وتعيد النظر في نفسها؛ لم تعد مقتنعة بذاتها؛ ولم تعد تؤمن بفصل الدين عن الحكومات؛ بل صارت تؤمن بالتدخل”.
وتابع ذات المتحدث أن “هذا ليس تحولا بسيطا كما قد يتصور البعض؛ إنه تغيير جذري عميق في بنية الفكر الأوروبي كما عرفه الناس طيلة ثلاثة قرون على الأقل”، مشيرا إلى أن “هناك تحالفات دولية جديدة تتكون من أجل الإسلام بدعوى مواجهة الإرهاب؛ لكنها تتخذ الإرهاب ذريعة لاستهداف الإسلام نفسه. طوال قرن من الزمان والعالم يحارب العنف والجريمة بالسلاح والأمن؛ وظهر الإرهاب باسم اليهودية وباسم المسيحية؛ ومنظمات متطرفة لها بعد ديني؛ ولكنها حوربت بالعنف والسلاح؛ وعندما ظهرت تنظيمات متطرفة باسم الإسلام لم يقتنع العالم بالسلاح والأمن؛ بل أراد وجه الإسلام نفسه”.
إلى أن قال الكنبوري: “مراكز البحث في العالم اليوم تدور حول الإسلام؛ والعربية صارت مطلوبة لفهمه أكثر. وفي وسائل الإعلام في العالم لا تمر عشر دقائق دون أن يكون هناك خبر عن الإسلام والمسلمين. واختفى دور الخطباء والفقهاء وانتشر دور دعاة “الإصلاح الديني” في كل مكان؛ فهم فقهاء هذا الوقت. وليس يوجد حديث في العالم كله اليوم سوى عن الإسلاميين؛ من ماتوا ومن بقوا على قيد الحياة ومن ضلوا السبيل”.
وختم تدوينته بالقول: “وأصبح الإسلام عنصرا حاسما في العلاقات الدولية؛ وصنعت إسرائيل نخبة تتحدث في الإسلام بالعربية وتخاطب الجماهير؛ وصار رؤساء الحكومات الغربية ينطقون كلمات بالعربية ويبدأون أحاديثهم بتحية الإسلام”.
المصدر: هوية بريس