
خياراتنا السياسية في ميزان الشرع
بقلم د. محمد خليل أسوم ( خاص بالمنتدى)
حتى اللحظة هناك عوامل عديدة تدفعنا إلى خياراتنا السياسية بعيدا عن الموازين الشرعية وعن مقتضيات الوعي السياسي ..
نحن حاليا ننطلق في تأييدنا السياسي للأشخاص والجهات من المنطلقات التالية :
١- الطائفية : وهي عصبية مقيتة مرفوضة بعيدة كل البعد عن الإسلام ..وغالبا تقوم على الغرائزية وردود الفعل العمياء..
الإسلام لا يقابل التعصب بالتعصب ، بل يدعو إلى الالتزام والانفتاح على الآخر والعيش المشترك معه ..
وبنفس الوقت لا يقبل التنازل أو الاستسلام ، بل يواجه ليرد المتعصب إلى لغة الحوار والتعاون والسلم …
٢- العائلية : وهي أيضا عصبية مرفوضة تقوم على رابطة الدم ، والإسلام لم يحاربها ، لأنها فطرية، بل هذبها ووجهها نحو الحق، بحيث يصبح الحق حاكما لها بدلا من أن تكون حاكمة له
٣- المنفعة العامة : وهي ميزان مفيد لكنه لا يكفي ، وأغلب اللبنانيين يستندون عليها ومن بينهم المسلمون ..فهم يختارون من يقدم المشاريع وينهض بالبلاد عمرانيا بغض النظر عن الخلفية الفكرية التي يحملها والمشروع السياسي الذي ينادي به …
بينما من الواجب شرعا أن تكون خلفيته الفكرية تتوافق مع الإسلام وقيمه وأحكامه ، وأن يكون مشروعه السياسي يصب في مصلحة البلاد والعباد ، وليس خدمة للأجندات الخارجية أو الداخلية المشبوهة
٤- الحزبية : والحزبية تلزم أعضاءها بالالتزام بخياراتها ، بغض النظر إن كانت تتوافق مع الحق أو مع المصلحة الوطنية أم لا ..
بينما المطلوب أن يكون الحزب متوافقا في أدبياته ومشروعه مع الاسلام ، وان يحقق المصلحة الوطنية العليا
وهنا تحضر القاعدة الشرعية : لا طاعة إلا في معروف
٥- المنفعة الخاصة : والقاعدة فيها أنا معك طالما أنك تخدمني أو لأنك خدمتني بشكل خاص …
أو أنا معك طالما أنك تدفع لي …
وهذا يلغي أي تفكير آخر يقوم على ميزان الشرع أو ميزان المصلحة العامة ..ويفتح باب الرشوة والفساد على مصراعيه ، ويجعل الثروة مهما كان مصدرها بوابة للسلطة ..
٦- الدعم الدولي : وهو شرط بالنسبة للكثير من الناس ، لأنهم يعتبرونه مصدر قوة للزعيم أو المسؤول ..
والحقيقة هي أن الدعم الدولي مهم ، لكن يجب أن لا يكون مشروطا بما يتناقض مع إسلامنا ومصلحة بلدنا وقضايا أمتنا
٧- أفضل الموجود لعدم وجود البديل الأفضل : فالناس يقارنون بين اللاعبين فيختارون أفضلهم حتى لو كان عليه ما عليه ..
وعندما يشرحون خيارهم يقولون : أين البديل ؟؟
والبعض يعتكف ويرفض تأييد أحد بانتظار البديل ..
ويغيب عن الأذهان أن الناس هم الذين يصنعون البديل وهم الذين يعطون الدعم والتأييد لهذا البديل
فالمطلوب هو إرادة التغيير الحقيقية عند الناس ، والباقي تفاصيل
■ كمسلمين يجب أن يكون ميزاننا الكتاب والسنة وتحقيق المصلحة العامة والمصلحة الإسلامية ..
وبالتالي :
– تقديم القوي التقي الأمين العالم الحكيم على غيره (صفات قرآنية )#لا_للضعيف. #لا_للفاشل
– تقديم كل من يحمل ما يتوافق مع الإسلام شريعة وأخلاقا وقيما : #لا_للعلمنة ، #لا_للنسوية، #لا_للجندرة
– تقديم كل من يرفض الاعتراف بالعدو الإسرائيلي : #لا_للتطبيع
– تقديم الأمين غير الفاسد أو غير الداعم والمغطي للفاسدين : #لا_للمال_السياسي، #لا_لتسخير_السلطة
– تقديم من ينصر المظلوم ويرفض الظلم ويواجه الظالمين في ظلمهم ولا يبرر لهم ظلمهم ..#لا_للتعذيب ، #لا_لانتهاك_حقوق_الإنسان
– تقديم المعتدل الوسطي الذي يعترف بحق الآخر في المواطنة ولا يستسهل التكفير وإباحة الدم الحرام ..#لا_للتطرف ، #لا_للطائفية
– تقديم الوطني المستقل غير المرتهن للخارج الذي ينفذ أجندة معادية للدين ولقضايا الأمة : #لا_للعمالة ، #لا_للارتهان
والقاعدة القرآنية التي أذكر بها دائما
(( إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم ))
إقرأ أيضا:أمريكا.. بين الغطرسة والزوال..!!