مقالاتمقالات المنتدى

خدائع التَّشَيُّع لإخفاء التخادم مع أعداء الإسلام!

خدائع التَّشَيُّع لإخفاء التخادم مع أعداء الإسلام!

بقلم أ. د. فؤاد البنا 

‼ مَكْرُ التَّشَيُّع:
من القراءة التحليلية لوقائع تأريخ صدر الإسلام، يبدو للمتمعن أن نواة التشيع كانت صورة من صور المكر بالإسلام والكيد للمسلمين، حيث كان فريق من الفرس – وليس جميع الفرس – ومن شاركهم من الأعراب واليهود، يريدون إسقاط أمة الإسلام من الداخل واستعادة الأمجاد الإمبراطورية للفرس باسم الإسلام نفسه بعد أن صار قوة لا تقاوَم وصار جنده هم الغالبون في سائر المعارك !
وبسبب القوة الذاتية الهائلة لهذا الدين والتي صنعت الأعاجيب وقلبت الموازين، ولأن مشيئة الله قد قضَتْ بخلود الإسلام إلى قيام الساعة، وحكمت بأن {لا يَحيقُ المَكرُ السّيّءُ إلا بأهْله}، فقد مَكَر الله لأوليائه حتى انقلب سحرُ التشيع على سحَرة الفرس، إذ غرق مَرَدتُهم في بحر التشيع الذي صار متلاطما، بعد أن سقطوا في حبائله التي نَصَبوها لجموع المسلمين، ولا شكّ أنهم قد أغرقوا معهم أعداداً من حسني النية ولاسيما في زماننا هذا، لكن هدفهم الغائي في استعادة إمبراطورية فارس الزرادشتية لم ولن يتحقق!

⁉ خداع التَّشَيُّع:
“غَلَب عليك من دعا إليك”، هذا مثل عربي جرى على ألْسِنة الأجداد، ويبدو أنه يُعبّر بقوة عن الحالة التي كان عليها لفيفٌ من الفُرس عَشيّة انطفاء آخر نيرانهم المقدسة بأَنْفاس جنود الحق. فقد سقطت إمبراطوريتُهم العجوز تحت حوافر خَيْل المسلمين، وانتزع فرسان الإسلام عرشَ الأكاسرة بسرعةٍ حيَّرت علماء الاجتماع وأدهشت أساطين التأريخ!
لقد هالَتْهم قوّةُ هذا الدين التي لا تُقاوَم، فعَمَد بعضُهم إلى التصدي للمسلمين من داخلهم، حيث أعلنوا تشَيُّعَهم لمن سموهم ب(آل البيت) النبوي، منطلقين من فكر مجوسي عميق يقدس الحكام ويعتقد أن سلالتهم معصومة وأنها ذات نسب متصل بالسماء، وحاولوا شنّ الحرب على الأمة تحت هذه الراية الماكرة!
وبالفعل فقد حقّقوا بعض المكاسب التي ظلت تزيد كلما نقص وعيُ المسلمين، كما حدث أيام البويهيين. ثم أقاموا دولة كبيرة على أيدي الصفويين، لكنهم لم يتجرؤوا على إعلان هُويتهم الفارسية ذات الثقافة الوثنية بفعل تملّك الإسلام لجوانح الكثير من الفُرس، بجانب أن قادة الدولة الصفوية كانوا من أصول تركية لا فارسية.
ومع ذلك فقد ظلوا يتدرجون في تحقيق هدفهم المنشود، لكنهم كانوا كلما أظهروا رُكناً من أركان تلك الهُوية الشيطانية يُسقطون عموداً من أعمدة شرعية دولتهم، ولذلك غرقت تلك الدولة قبل أن تصل إلى شاطئ الانتصار، وهذا ما يبدو أن الدولة الخُمينية تُكرّرُه في عصرنا الرّاهن، وستحصد ذات الخسارة والوبال!

❕ سَلّةُ التّشيّع:
لجأ بعض الذين تَلفّعوا بأرْدِيَة الإسلام، إلى التّجَمُّل والتزين عبر وسائل عديدة، أهمها ادعاء التشيع لمن سموهم ب(آل البيت)، وهو مصطلح ما أنزل الله به من سلطان ولا يستقيم على ساق منطق ولا واقع، وكذلك بزعم الانتصار لمظلومية أبناء النبي صلى الله عليه وسلم رغم أنه لم يكن له أبناء في الأصل، بجانب أن القرآن الكريم نفى أن يكون الرسول صلى الله عليه وسلم أبا لأي رجل في حياته، فكيف به بعد أن يموت؟!
وكانوا يظنون أن الإسلام مثل مللهم القديمة وسائر الديانات المحَرَّفة التي تعطي مزايا غير محدودة للمنتسبين للأنبياء والمصلحين، حيث حلموا بجَمْع أَزِمَّةِ السلطتين الدينية والزمنية في أيديهم، ومن أجل ذلك لَوَوا أعناقَ النصوص ووضعوا الأحاديث المكذوبة، واخْتلقوا الكثير من القصص التي لم تَثبت!
لقد حاولوا إعادة أمجاد (الساسانيين) تحت لافتات (الحُسَيْنيّين)، لكنهم خابوا وخسروا، فالإسلام قد جعل المسلمين كلهم إخوة في سائر الحقوق والواجبات، ولا يتمّ التمايزُ بينهم في شؤون الدنيا وفق نطف منوية أو جينات وراثية، وإنما وِفْقَ معايير موضوعية عادلة يستوي أمامها جميع البشر، أما في شؤون الآخرة فيتم التفاضل بالتقوى التي لا يعرف كُنْهَها إلا الله ولا يجازي بها إلا مالك المُلْك!

❔استثمار كراهية الاستعمار:
في الطَّور المعاصر من أطوار التشيُّع الإيراني، لم يَعُد التشيع ل(آل البيت) وحده كافياً لخداع الجماهير العربية، بعد أن انْفضحت عوراتُهم طيلة قرون من التجارب المريرة والخبرات المُضمَّخَة بالدماء، ولهذا لجؤوا إلى شعارات وأساليب جديدة!
ومنذ أنْ قامت الثورة الخُمينية في إيران وهي تُصدِّر أفكارها المدمِّرة تحت لافتات (الموت لأمريكا والموت لإسرائيل) وتَلْعن اليهود والنصارى في كل منتدى ومناسبة، وتُعلن بأن أمريكا هي (الشيطان الأكبر) وأن إسرائيل هي السرطان الأسود، كل ذلك لاستثمار رصيد الكراهية الثاوي في قلوب الجماهير المسلمة، في نشر أفكارها المتخلفة وسط هذه الجماهير التي يتسم أغلبها بالغنى العاطفي والفقر المعرفي، لكن حبل الكذب مهما طال يظل قصيرا، ومهما كبر جليد الأكاذيب لا بد أن يذوب أمام إشراقة شمس الحقيقة!

?خدائع المُمانَعة والمقاومة:
وفي هذا السياق تَلفعّتْ الثورةُ الايرانية بأَرْدِيَة الإسلام، وما فتئت تتشدق بمصطلح الصحوة الإسلامية وتدعو إلى الأخوة الإسلامية، وظلت تتجَمَّل بشعارات المقاومة لإسرائيل والممانعة أمام العَوْلمة الأمريكية، مما أكسبها تعاطف أعداد غفيرة من المسلمين كافة والعرب خاصة في السنوات الأولى.
غير أن الممارسات الإيرانية ولا سيما في السنين الأخيرة قد أثبتت أن هذه الشعارات ما هي إلا صورة من صور (الدعاية السوداء)، التي تَذُرّ الرّمادَ في العيون، بحيث يقوم غبار المعارك الكلامية بين الشيعة والصهاينة بحجب الرؤية عن الجماهير حتى لا ترى حقيقة التخادم مع الأعداء الأزليّين للأمة!
ولقد كتب أحد صُنّاع (الاستراتيجية الإسرائيلية) ذات يوم بأن إيران لو لم توجَد خلال هذا العصر لقامت (إسرائيل) بإيجادها. وهو يشير بكلامه هذا إلى حجم الإنجازات التي حقّقتها بلاده لصالح (استراتيجيتها)، بسبب ما ترتكبه إيران في المنطقة من جرائم وحماقات، وفي مقدمة ذلك إدخال العرب في مواجهة طائفية استَهْلكت طاقاتهم، وفرَّقتْ جموعَهم، وشغَلتْهم عن عدوِّهم!
ولهذا رأينا العالَمَ يتَخنْدقُ مع النظام السوري منذ ما يزيد عن عشر سنوات، تحت شعارات ودعاوى عديدة، حيث ساعدوه أو مالؤوه في قتل ما يزيد عن مليون سوري وتشريد نصف الشعب السوري، فهو نظام شيعي إسماعيلي في ثوب علماني، وهو ماهرٌ في حماية (إسرائيل) مع تَدثُّرِه بشعارات الممانعة وتَزيُّنِه بدعم المقاومة!
أما ما فعله الشيعة في العراق وما فعله الحوثيون في اليمن، فلم تكن خطط اليمين الغربي المتآمر تحلم بأن تتحقق أهدافه بهذه الصورة وخلال هذه الفترة الوجيزة من الزمن!

? حقيقة:
ما زال التشَيُّعُ سيّارةً مُخادعةً في واقعنا المعاصر، حيث يُؤشِّرُ (يميناً) ويَتّجِهُ (يَساراً)، يرفعُ رايةَ (مكة) بيده ويَسيرُ نحو (واشنطن) بقدميه، لسانُهُ مع (القدس) وحسامُهُ مع (تل أبيب)
وحتى يمنع العامة من رؤية هذا التناقض الحاد، فقد قام النظام الغربي المتخادم مع إيران، بالضغط الشديد على أنظمته الوظيفية حتى تقوم بمحاصرة حماس وتجفيف منابع الدعم الذي كان يأتيها من الشعوب، وسمح في المقابل لإيران بتجميل وجهها من خلال دعم حركة حماس التي ستضطر لمجاملة إيران وحلفائها، وها نحن نرى كيف يتم استثمار ذلك الدعم المحدود لحماس من أجل أن تقوم بتسويق إيران كزعيمة لتيار المقاومة والممانعة في المنطقة، ولو كان عبر الزيارات والتصريحات والتهاني في المناسبات؛ فإن أجهزة التشيع الخبيثة في العراق واليمن وسوريا ولبنان تجيد استثمار هذه التصريحات والتهاني في صناعة مزيد من المشانق للأحرار في هذه البلدان، وفي كسب مزيد من الكوادر لصالح أفكارها في بلدان أخرى!

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى