حول أكل اللحوم والدجاج في الغرب
د. صلاح الصاوي (الأمين العام لمجمع فقهاء الشريعة ورئيس الجامعة الإسلامية بأمريكا «مشكاة»)
سئلتُ: ما حكم أكل اللحوم والدجاج فى الدول الأوروبية؟
سمعت أنهم يصعقونها بالكهرباء أو ما شابه ولا يذبحونها
وما معنى آية وطعام أهل الكتاب حل لكم إذا؟
وأجيب: بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه، أما بعد: فإن آية (وطعام الذين أوتوا الكتاب حل لكم) في ذبائح أهل الكتاب، وليس في عموم طعامهم، فإن في طعامهم ما هو محرم بلا نزاع كالميتة ولحم الخنزير ومنها ما هو حلال بإجماع كالفاكهة والخضار ونحوه، فالمقصود إذن بالآية هو ذباحهم مما أحله له لنا من الحيوانات، جاء في تفسير الطبري (قال ابن عباس وأبو أمامة ومجاهد وسعيد بن جبير وعكرمة وعطاء والحسن ومكحول وإبراهيم النخعي والسدي ومقاتل بن حيان : يعني ذبائحهم .وهذا أمر مجمع عليه بين العلماء ؛ أن ذبائحهم حلال للمسلمين؛ لأنهم يعتقدون تحريم الذبح لغير الله ، ولا يذكرون على ذبائحهم إلا اسم الله ، وإن اعتقدوا فيه تعالى ما هو منزه عن قولهم، تعالى وتقدس)
ولكن الأمور أيها الموفق لا تبنى على مجرد (سمعنا!)
بل إن ثبت يقينا أنهم يصعقون صعقا مميتا فهي ميتة لا تحل، اما ان كان الصعق لإضعاف حركتها (وهذا هو الغالب) ثم تذبح بعد ذلك فهي ليست بميتة
متابعة
طيب يا شيخنا أنا لا أستطيع أن استوثق هل هم يذبحونها أم يصعقونها
فلذلك لا آكل منها. ولذلك أسأل حتى أجد مطاعم يقولون أن عندهم لحم حلال فآكل.. ولكن بعض الزملاء يأكلون بدون معرفة حال هذا اللحم.
فما الصواب جزاكم الله خيرا؟
الطريق إلى الصواب هو سؤال أهل الذكر في محلتك من أهل العلم بالشرع والدراية بالواقع، هناك المراكز الإسلامية المنتشرة على الصعيد الأوربي، وهناك المجلس الأوربي للإفتاء والبحوث، هؤلاء وأمثالهم هم أهل الذكر في أوربا (فاسألوا أهل الذكر أن كنتم لا تعلمون)
في أمريكا لدينا مجمع فقهاء الشريعة بأمريكا، وقراره في هذا الشأن ما يلي:
(يكره تناول لحوم الأبقار والأغنام المذبوحة في مذابح الولايات المتحدة الأمريكية لقوة الشبهة فيها، بسبب ما تتعرض له من تدويخ قبل الذبح يؤدي إلى نسبة كبيرة منها، وهي نسبة تتفاوت من مجزر إلى آخر، فتختلط الميتة بالمذكاة، فضلا عن كونها تنحر طوليا في أعلى الصدر على نحو تكتنفه الريبة.)
يحل تناول الدواجن التي تذبح في الولايات المتحدة الأمريكية لأنه بتدويخها قبل الذبح خفيف لا تكاد تموت منه نسبة تذكر.
الترخص في أكل الدجاج ونظائره من الطيور من الأسواق العامة، لضعف الشبهة فيها لأنها تذبح في العنق، ولأن تدويخها لا يكاد يميت منه نسبة تذكر، مع أفضلية التورع والاحتياط في ذلك كله، خروجا من الخلاف، واحتياطا في باب اللحوم التي يؤكد جماهير أهل العلم أن أصلها على المنع عند قيام الشبهة المعتبرة)
وعلى كل حال لقد سلكت مسلك التورع والاحتياط، وهذا مسلك حسن بارك الله فيكم
والله تعالى أعلى وأعلم
(المصدر: صحيفة الأمة الالكترونية)