مقالاتمقالات مختارة

حقيقة حملة محمَّد علي على الحجاز ونجد… نحو قراءة تاريخية جديدة

حقيقة حملة محمَّد علي على الحجاز ونجد… نحو قراءة تاريخية جديدة

بقلم د. علي الصلابي

إِنَّ الحرب بين محمَّد علي، وأتباع الشَّيخ محمَّد بن عبد الوهَّاب لم تكن بين قوَّات يدين طرفاها بالإِسلام، كما لم تكن حرباً عربيَّةً، كما يحاول البعض أن يصفها، بل إِنَّ هذه الحرب كانت بين قوَّة إِسلاميَّةٍ ليست لها أيَّة أطماعٍ سياسيَّةٍ، ولكنَّها أبدت غيرةً، وحرصاً على العودة إِلى المبادئ الأساسيَّة للدِّين الإِسلاميِّ، وهي القوَّة السُّعوديَّة، كما أظهرت حماساً في دفع خطر المستعمرين (الكفَّار) عن الدِّيار الإِسلاميَّة، أمَّا القوَّة الَّتي حاربتها، والمرسلة من قبل والي مصر ـ والَّتي لم تكن مصريَّة بأيِّ صورةٍ من الصُّور؛ فأغلبها من الأرناؤوط، وبعض الأتراك، والنَّصارى، وبعض الضُّبَّاط الفرنسيِّين، ولا يحمل أغلب قادتها من الإِسلام سوى الاسم، ويصوِّر لنا المؤرِّخ الجبرتي طبيعة هذه القوَّة من خلال تعليق مَنْ وصفه بالصَّلاح، والورع، وهو شاهد عيانٍ، على هزيمة هذه القوَّات في البداية أمام أتباع الدَّعوة السَّلفيَّة، فيقول:

(أين لنا النَّصر.. وأكثر عساكرنا على غير الملَّة! وفيهم من لا يتديَّن بدينٍ، ولا ينتحل مذهبنا، وصحِبَتْنا صناديق المسكرات، ولا يسمع في عرضينا أذانٌ، ولا تقام به فريضةٌ، المؤمنون ينتظمون صفوفاً خلف إِمامٍ واحدٍ بخشوعٍ وخضوعٍ، وإِذا حان وقت الصَّلاة والحرب قائمةٌ؛ أذَّن المؤذِّن، وصلُّوا صلاة الخوف، فتتقدَّم طائفةٌ للحرب، وتتأخَّر الأخرى للصَّلاة، وعسكرنا يتعجَّبون من ذلك؛ لأنَّهم لم يسمعوا به فضلاً عن رؤيته، وينادون في معسكرهم هلمُّوا إِلى حرب المشركين، المحلِّقين الذُّقون، المستبيحين الزِّنى، واللِّواط، الشَّاربين الخمور، وكشفوا عن كثيرٍ من قتلى العسكر، فوجدوهم غلفاً عير مختونين، ولمَّا وصلوا بدراً، واستولوا عليها، وعلى القرى، والخيوف، وبها خيار النَّاس، وبها أهل العلم الصُّلحاء؛ نهبوهم، وأخذوا نساءهم، وبناتهم، وأولادهم، وكتبهم).

إِنَّ محمَّد علي لم يكن متقيِّداً بشرع الله في حربه، بل كان مخالفاً للشَّرع، متعدِّياً على حدود الله تعالى، غير مبالٍ بأحكام الإِسلام، فهذا جيشه يقتل، ويدمِّر، ويأخذ الأموال، ويهتك الأعراض من المسلمين الموحِّدين.

فهذا عليٌّ ـ رضي الله عنه ـ في موقعة الجمل يقول لأصحابه: (لا تتبعوا مدبراً، ولا تُجهزوا على جريحٍ، ومن ألقى سلاحه فهو آمنٌ).

وقال: (.. وإِيَّاكم والنِّساء، وإِن شتمن أعراضكم، وسببن أمراءكم، وإِنَّ الرَّجل ليتناول المرأة بالجريدة، أو الهراوة فيعيَّر بها هو، وعقبه من بعده…).

وعن أبي أمامة الباهليِّ ـ رضي الله عنه ـ قال: «شهدت صفِّين، وكانوا لا يجهزون على جريحٍ، ولا يقتلون مولِّياً، ولا يسلبون قتيلاً..».

إِنَّ السُّلطان العثمانيَّ كان يكفيه خضوع الحجاز لحكمه، ومهاجمة الدِّرعيَّة لم تكن مطلباً ملحَّاً، أو ضروريَّاً للدَّولة العثمانيَّة، وكان محمَّد علي متشدِّداً في شروط الصُّلح ممَّا يدلُّ على حرصه على استمرار الحرب؛ لأنَّ هدفه من هذه الحرب خدمة أطماعه التَّوسُّعيَّة في إِطار ما تسمح به أهداف السِّياسة البريطانيَّة في المنطقة، بعد أن أصبحت الدَّولة السُّعوديَّة تشكِّل خطراً بالغاً على الوجود البريطاني في المنطقة بأسرها سواءٌ في البحر الأحمر، أم في الخليج العربيِّ، أم في وصولها إِلى الطَّريق البرِّيِّ عبر العراق، وأصبحت بريطانيا تحسُّ بتهديدٍ حقيقيٍّ لمصالحها في الشَّرق، ولهذا فإِنَّ وصف هذه الحملة بأنَّها حملة صليبيَّة في ثوبٍ إِسلاميٍّ يعدُّ وصفاً حقيقيَّاً.

عندما انهزم طوسون بن محمَّد علي أمام الأمير عبد الله بن سعود، وتحطم نصف جيشه؛ خرج محمَّد علي بنفسه إِلى الحجاز عام 1813 م، وقبض على شريف مكَّة غالب بن مساعد، واتَّهمه بالتَّآمر مع السُّعوديِّين، وصادر كلَّ ما يملك من أموالٍ، وأثاثٍ، ومتاعٍ، وبذلك أصبح شريف مكَّة من موظَّفي محمَّد علي في الحجاز. ولم يلبث أن انتصر محمَّد علي في يناير 1815 م على القوَّات السُّعوديَّة في موقعة بسل، وهي الموقعة الَّتي يعتبرها البعض «من أكبر وقائع الحرب الوهَّابيَّة، بل من أهم المعارك في تاريخ مصر الحربيِّ».

ولم يمكث محمَّد علي في الجزيرة العربيَّة ليتابع النَّصر الَّذي أحرزه، بل عاد إِلى مصر تاركاً ابنه طوسون بالحجاز، وسرعان ما تمكَّن طوسون من هزيمة السُّعوديِّين هزيمةً جديدةً لأوَّل مرَّةٍ، وأسرع بالزَّحف على القسم الشَّمالي من نجد، فبلغ في زحفه مدينة الرَّسِّ، ثمَّ احتلَّ الشَّبية، وأصبح الطَّريق إِلى الدِّرعيَّة مفتوحاً أمامه، وأسرع الأمير عبد الله بطلب فتح باب المفاوضات حقناً للدِّماء، وحماية للمدن، والقرى، ودارت المفاوضات بين الطَّرفين على مشروع الصُّلح بالشُّروط التَّالية:

1 ـ احتلال القوَّات المصريَّة الدِّرعيَّة.

2 ـ أن يضع الأمير عبد الله نفسه تحت تصرُّف طوسون باشا، فيسافر إِلى الجهة الَّتي يريده أن يسافر إِليها.

3 ـ أن يؤمِّن الأمير عبد الله سبل الحجِّ، وأن يكون خاضعاً لحكم المدينة من قبل محمَّد علي إِلى حين الموافقة على الصُّلح.

4 ـ ألا تصبح هذه الشُّروط ـ في حالة الاتِّفاق عليها ـ نافذة المفعول إِلا بعد إِقرارها من محمَّد علي.

غير أنَّ هذه الشُّروط لم تقبل من جانب الأمير عبد الله، وقرَّر إِرسال وفد إِلى مصر للتَّفاوض مع محمَّد علي مباشرةً حول شروط الصُّلح، إِلا أنَّ الوفد فشل في مسعاه بسبب تشدُّد الباشا، وتأهَّب السُّعوديُّون للحرب، والقتال، فأرسل محمَّد علي حملةً جديدةً عام 1816 م بقيادة ابنه إِبراهيم باشا.

وزحف إِبراهيم باشا بقوَّاته من الحجاز صوب نجدٍ، ونجح في الاستيلاء على مدن عنيزة، وبريدة، وشقراء، وإِخضاع كلِّ منطقة القصيم، واتَّبع إِبراهيم في زحفه سياسة الملاينة مع القبائل، وهي سياسةٌ كان من شأنها استمالة عددٍ كبيرٍ من أهل نجد؛ إِذ كان يعقد دائماً المجالس، ويمنح الهبات للنَّاس، واتَّخذ في بداية الأمر أسلوباً استعطف به القبائل، فمنع النَّهب، والسَّلب، واستطاع بخبرائه العسكريِّين الفرنسيِّين أن يواصل زحفه حتَّى الدِّرعيَّة الَّتي ضرب الحصار عليها لمناعتها، وكان حصاراً طويلاً استمرَّ من 6 أبريل إِلى 9 سبتمبر 1818م، وانتهى باستسلام الأمير عبد الله بن سعود، ودخول إِبراهيم الدِّرعيَّة، حيث أرسل من هناك الأمير السُّعودي في حراسةٍ مشدَّدةٍ إِلى مصر، ثمَّ أرسل من القاهرة إِلى إِستانبول لقد شُهِّر بالأمير عبد الله في شوارع إِستانبول ثلاثة أيَّامٍ كاملة ثمَّ أمر بإِعدامه شنقاً، فرحمة الله على ذلك المظلوم وستظهر حقيقة مقتله يوم الأشهاد. إِنَّه الَّذي دعا إِلى الصُّلح صلح أهل الجزيرة من خلال رسالةٍ وجَّهها الشَّيخ أحمد الحنبلي إِلى طوسون، لقد بيَّنوا: أنَّهم يعترفون بإِمارة السُّلطان العثماني، وأنَّهم لا يخرجون على دولة الخلافة، فَلِمَ إِذاً كان الإِصرار على توجيه القوَّات إِلى جزيرة العرب؟ وهكذا أزهقت أرواح المسلمين بأيدي بعضهم البعض، نتيجة كيد الأعداء.

لقد قام أهل الجزيرة بمساندة مسلمي مصر عندما احتلَّها الفرنسيُّون، فلماذا هذا الاعتداء المتعمَّد؟! إِنَّ محمَّد علي استطاع بواسطة الزُّعماء الَّذين يُنسبون إِلى الإِسلام أن يُقنع كثيراً من عوامِّ النَّاس بأنَّهم يفعلون ذلك امتثالاً لأمر خليفة رسول الله، الَّذي له عليهم حقُّ السَّمع، والطَّاعة، وأنَّ الهدف من ذلك منع جزيرة العرب من الانفصال عن جسد دولة الخلافة.

إِنَّ قضيَّة الولاء، والبراء كانت غائبةً تماماً عن محمَّد علي، بدليل: أنَّه أعطى ولاءه لأعداء الإِسلام، وسمح لهم بأن يقودوه، ويقودوا الأمَّة معه إِلى حتفها، وهذه نتيجةٌ عمليَّةٌ لوصول تاجر دخان ظلَّ غير معروف النَّسب إِلى سدَّة الحكم في بلاد المسلمين.

لقد كانت سعادة بريطانيا كبيرةً عندما علمت بسقوط الدِّرعيَّة، عاصمة الدَّولة السُّعوديَّة الأولى في أيدي قوَّات إِبراهيم باشا، فقد كانت هي الدَّولة السَّلفيَّة الَّتي دعمت القواسم في جهادهم ضدَّ بريطانيا في الخليج العربي، ممَّا يعني تهديد المصالح البريطانيَّة في الهند، كما أسلفنا، وهنا يجدر بنا أن نسأل، خاصَّةً في تلك الأحداث الَّتي عاشها العالم الإِسلاميُّ في تاريخه الحديث، لنقول: لو أنَّ جيوش محمَّد علي، وجيوش الدَّولة العثمانيَّة تعاونت مع الدَّولة السُّعوديَّة الأولى بدلاً من أنْ تحاربَها، لِتَقِفا معاً في وجه الأطماع الأوربيَّة بشكلٍ عامٍّ، وبريطانيا بوجهٍ خاصٍّ، إِنَّه لو تمَّ ذلك لتغيَّر وجه التَّاريخ، خاصَّةً: أنَّ الدَّولة السعوديَّة دولةٌ مسلمةٌ أقامت دعائمها على المبدأ السَّلفي الصَّحيح، والعالم الإِسلاميُّ في تلك الفترة في أمسِّ الحاجة إِليها، وعلى أيَّةِ حالٍ فلقد أدركت بريطانيا مدى الاستفادة من هذه الظُّروف، فأسرعت بزفِّ التَّهاني إِلى إِبراهيم باشا، من مبدأ الاحتواء في ضوء المصالح الذَّاتيَّة لها، وبعثت بالكابتن جورج فورستر سادلير لتقديم التَّهنئة لإِبراهيم باشا لاستيلائه على الدِّرعيَّة، ولمحاولة إِيجاد قاعدةٍ يمكن من خلالها التَّنسيق بين قوَّات الباشا البرِّيَّة، والقوَّات البريطانيَّة البحريَّة للقيام بعملٍ حربيٍّ مشتركٍ ضدَّ القواسم، أتباع الدَّولة السُّعوديَّة الأولى.

إِنَّ العلاقة بين بريطانيا، ومحمَّد علي قديمةٌ، وفي بداية حكمه دخل في مفاوضاتٍ معهم استمرَّت أربعة أشهر أكَّد فيها محمَّد علي جدِّيَّته، ورغبته المخلصة في الارتباط بهم، بل وطلب وضع نفسه تحت حمايتهم، وهو ما يؤكِّده تقرير فريزر الَّذي تولَّى التَّفاوض معه، الأمر الَّذي أدَّى ـ بعد اقتناعهم بذلك ـ إِلى تخلِّيهم عن أصدقائهم من المماليك، وقد تضمَّن التَّقرير الَّذي أعدَّه قائد الحملة فريزر الَّذي تفاوض مع رسل محمَّد علي، والَّذي أرسله إِلى الجنرال مور في 16 أكتوبر سنة 1807م أهمَّ جوانب هذه المفاوضات، فقد جاء فيه: (أرجو أن تسمحوا لي بأن أبسط لكم؛ ليكون.. موضع نظركم فحوى محادثةٍ جرت بين باشا مصر، والميجر جنرال «شريوك» والكابتن «فيلوز» أثناء قيامهما بمهمَّتهما لدى سموه ـ ولديَّ ما يجعلني أعتقد أنَّ هذه المحادثة ـ ومن اتِّصالاتٍ خاصَّةٍ كثيرةٍ أخرى كانت لي معه ـ بأنَّه جادٌّ، وصادقٌ فيما يقترحه ـ لقد أبدى محمَّد علي باشا والي مصر رغبته في أن يضع نفسه تحت الحماية البريطانيَّة، ووعدناه بإِبلاغ مقترحاته إِلى الرُّؤساء في قيادة القوَّات البريطانيَّة؛ كي يقوم هؤلاء بإِبلاغها إِلى الحكومة الإِنجليزيَّة للنَّظر فيها، ويتعهَّد محمَّد علي من جانبه بمنع الفرنسيِّين والأتراك، أو أيِّ جيشٍ تابعٍ لدولةٍ أخرى من الدُّخول إِلى الإِسكندريَّة من طريق البحر. ويعد بالاحتفاظ بالإِسكندريَّة كصديقٍ، وحليفٍ لبريطانيا العظمى، ولكنَّه لا مناصَ له من الانتظار أن تعاونه إِنجلترا بقوَّاتها البحريَّة؛ إِذا وقع هجومٌ عليه من جهة البحر؛ لأنَّه لا يملك سفناً حربيَّةً، ويوافق محمَّد علي باشا في الوقت نفسه على تزويد كلِّ السُّفن البريطانيَّة الَّتي تقف على بعدٍ من الإِسكندريَّة بما قد تحتاج إِليه من ماء النِّيل عند إِعطائها إِشارةً يصير الاتِّفاق عليها).

وقد علَّق القنصل الفرنسي «دروفتي» على ما بلغه من معلوماتٍ حول الاتِّفاق بين محمَّد علي والإِنجليز؛ الَّذي هو من نوع معاهدة بأنَّ (مثل هذه المعاهدة عند إِبرامها سوف تحقِّق الأغراض الَّتي توخَّاها الإِنجليز من إِرسال حملتهم على مصر إِن لم يَفُق أثرها من هذه النَّاحية كلَّ ما كان يتوقَّعه هؤلاء من إِرسال هذه الحملة).

ولم يشأ الإِنجليز الإِعلان عن كلِّ ما احتوته بنود هذه الاتِّفاقيَّة في أعقاب توقيعها، وإِخلائهم الإِسكندريَّة، وتسليمها إِلى باشا مصر، حيث رأت بريطانيا ضرورة التَّريُّث في ذلك لما تحتويه من إِعلان العداء الواضح للدَّولة العثمانيَّة، لمساندتها لحاكم يريد الاستقلال عنها في وقتٍ كانت الدِّبلوماسيَّة الإِنجليزيَّة لها مصالحها الكبرى مع دولة الخلافة، والاستفادة منها ومن عميلها الجديد لبسط نفوذها على المنطقة؛ إِن أمكن.


مراجع:

– علي محمد الصلابي، الدولة العثمانية، عوامل النهوض وأسباب السقوط، الطبعة الأولى 2003م، ص. ص (287-291).
– محمَّد أديب غالي ،من أخبار الحجاز ونجد في تاريخ الجبرتي، ، دار اليمامة السُّعودية، ط1 سنة 1975م، ص 110.
– زكريا سليمان بيومي،قراءة جديدة في تاريخ العثمانيِّين ،عالم المعرفة، الطَّبعة الأولى 1411هـ/1991م، ص 189.
– عبد الرحيم عبد الرحيم، الدَّولة السُّعوديَّة الأولى، جامعة القاهرة – معهد البحوث والدراسات العربية, 1975، ص (199 ـ 235).
– اسماعيل أحمد ياغي،العالم العربي في التَّاريخ الحديث، مكتبة العبيكان، السعودية/ 1418هـ/1997م، ص 174.
– جمال عبد الهادي، وفاء محمد رفعت جمعة، علي أحمد لبن، الدَّولة العثمانيَّة، أخطاء يجب أن تصحَّح في التاريخ، دار الوفاء، مصر. الطَّبعة الأولى، 1414هـ/1994م.ص 96.
– عايض بن خزَّام الرُّوقي ،حروب محمَّد علي في الشَّام، وأثرها في شبه الجزيرة العربيَّةـ، مركز بحوث الدِّراسات الإِسلاميَّة، مكَّة المكَّرمة.1414ه، 1993م، ص112.

(المصدر: ترك برس)

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى