مقالاتمقالات مختارة

حتى لا يكون القادم أسوأ ؟!

حتى لا يكون القادم أسوأ ؟!

بقلم د. محمد سعيد بكر

للتطرف أسباب أدت إلى ظهوره، ومن هذه الأسباب:

– الإصرار على تحييد الشريعة (السمحة) في مختلف قطاعات الحياة (السياسية والاقتصادية والفكرية والاجتماعية والتربوية ..).
– ‏التعنت في قلب الحقائق وتزوير المعلومات في سبيل جعل الدين هو المشكلة .. في حين أنزله الله تعالى (خالق الكون) ليكون هو الحل.
– منع العلماء الصادقين من تصدر منابر التوعية المختلفة وتصدير الجهلة والرويبضة فيها.
– تسييس دوائر الإفتاء وعدم قيامها بواجبها في الإجابة على (جميع) مستجدات النوازل في زماننا.
– الاعتقاد بأن الحل الأمني والعسكري والقضائي هو الحل الأوحد لتلك المعضلة.
– التضييق على الفكر الوسطي المعتدل (الصادق) وتصدير أفكار مغشوشة بمسميات وسطية كاذبة.
– فتح الآفاق لأبواق المتطاولين على الشريعة، ولدعاة تمييع الإسلام، ومعتنقي الإسلام الأمريكاني، فلكل فعل رد فعل مساو له في القوة؛ معاكس له في الاتجاه .. فهذا تطرف التمييع، يقابله تطرف التشدد.
– منع الشباب ومحاصرتهم عند مجرد تفكيرهم بنصرة قضايا أمتهم في إقليمنا الملتهب (فلسطين، العراق، الشام).
– العبث بمناهج التربية الإسلامية وحصرها في زوايا لا تعبر تمام التعبير عن الإسلام العظيم.
– سوء عرض شخصية النبي صلى الله عليه وسلم وصحابته الكرام على أساس أنهم دعاة رحمة ولين ورفق ومحبة وسلام فحسب، دون أدنى تنويه إلى كونهم لا يعطون الدنية في دينهم وأنهم أعزة وأشداء على المتطاولين على الدين والنفس والعرض والعقل والمال.
– التماهي والتمادي في الخضوع للحملات الدولية في محاربة الإرهاب .. لدرجة أننا أصبحنا نحارب الإسلام .. ونسينا أن الإرهاب لا دين له .. وأن اليهود وأذنابهم هم رعاة الإرهاب الحقيقي.
– تجويع الناس وجعلهم يكفرون بواقعهم، بل ويكفِّرون من أوصلهم إلى هذا الواقع المرير.
– تخويف الناس ومراقبتهم والتجسس عليهم ومنعهم من حرية التعبير والنقد، وفتح أبواق المداهنة والنفاق والتزلف والتسحيج على مصراعيها.
– تحدي الناس بالاصرار على إقامة مهرجانات وبرامج ومؤتمرات ومعاهدات تخالف دينها وثقافتها وعاداتها.
– حصر دراسة الدين في الجامعات على كلية الشريعة دون باقي التخصصات، وكأنه ليس مطلوبا من الطبيب والمهندس وغيرهم من أصحاب التخصصات العلمية والإنسانية أن يعرفوا دينهم (الحق) تمام المعرفة!!
– غياب العدالة في توزيع فرص العمل واعتماد المحسوبية والواسطة قبل المؤهل والخبرة .. وفي جميع المستويات.
– خنق رسالة المسجد وجعلها حصرية بالصلاة، دون أن يكون لها أدوار أخرى في توعية واحتواء وتفعيل الشباب بشكل إيجابي في الأحياء.
– توجيه الدعم للمؤسسات المشبوهة .. والتضييق على المؤسسات الوطنية الكبرى كجمعيات تعليم القرآن الكريم والسنة النبوية.
– فتح الآفاق للقنوات الفضائية وللمواقع الإلكترونية المشبوهة فكريا وأخلاقيا .. والتضييق على قنوات ومواقع وصفحات الخير.
– التكبر عن الاستفادة من تجارب المحيط، والطلب من الشعوب وحدها أن تتعلم .. دون الحكومات والأنظمة، على الرغم من أنه فيما جرى دروس للجميع.

 ملاحظة: نحن لا نبرر للتطرف، بل نبرأ إلى الله من المتطرفين، ولا نبيح لأنفسنا التطرف في حق من يتطرف في حقنا، ولكننا من باب الأمانة أحببنا أن نجري تشخيصا لظاهرة خطيرة .. ونرى أن هذه الأسباب وغيرها متعاضدة أدت إلى نمو بذرة التطرف .. والبذرة لا زالت تنمو ولم نقطف ثمارها الخبيثة بعد.
فإن كنا جادين في تجفيف منابعها وقطع جذورها .. فلابد من معالجة أسباب نشوئها (سالفة الذكر) .. وإلا فالقادم أسوأ .. بل أسود .. ليت أحداً يبلغ عنا إلى من يهمه الأمر .. اللهم هل بلغت .. اللهم فاشهد.

(المصدر: هيئة علماء فلسطين في الخارج)

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى