تكوين الملكة في التعليم الشرعي
بقلم أ. د. عبد المجيد النجار
(إن العلم الشرعي ينطلق من أصول نصية مؤسّسة هي نصوص القرآن والسنة، وهي نصوص ذات طبيعة خاصّة إذ هي وحي من الله تعالى وليست من إنتاج الإنسان.
ولهذه النصوص المؤسّسة صفات خاصّة بها من دون سائر مظانّ النظر الإنسانية والطبيعية؛ ولذلك فإنّ العقل في مباشرته للنظر في القضايا الشرعية يجب أن يكون متّصفا بصفات خاصّة في نطاق الخصائص العامّة التي يباشر بها النظر في عموم المعارف، فهي إذن ملكة شرعية تندرج ضمن الملكة العقلية العامّة.
وذلك على معنى أنّ العقل حينما يباشر النظر في أحكام الدين لفهمها وتقريرها أو لتنزيلها على الواقع ينبغي أن يكون متكيّفا في نظره بالصفات التي تقتضيها خصوصيات موضوع المعرفة وهو الموضوع الشرعي، وقد لا يكون متكيّفا بتلك الصفات حينما يباشر النظر في مواضيع معرفية أخرى وذلك كلّه في نطاق الملكة العامّة التي لا تحصل المعارف الصحيحة إلا بها).
من بحث له بعنوان: “تكوين الملكة في التعليم الشرعي”.
(المصدر: الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين)