باتت المساجد بالعديد من الدول الأوروبية وعلى رأسها ألمانيا، خلال الآونة الأخيرة، هدفاً مشتركاً لأنصار تنظيم “بي كا كا/ ب ي د” الإرهابي، والعنصريين.
فمنذ مطلع العام الجاري، نفّذ أنصار “بي كا كا/ ب ي د” الإرهابي والمتطرفين اليمينيين، عددًا من الاعتداءات ضدّ مساجد بأوروبا، بينها إلقاء قنابل المولوتوف والمواد الحارقة وتحطيم نوافذ وأبواب المساجد، إضافة إلى كتابة عبارات ورسم رموز عنصرية على جدارنها.
ألمانيا كان لها نصيب الأسد من تلك الاعتداءات، التي طالت 31 مسجداً بها خلال العام الحالي، 21 منها نفذها أنصار “بي كا كا/ ب ي د”، و10 نفذها العنصريون، ما ألحق خسائر مادية بالمساجد.
وفي النصف الأول من العام الماضي، شهدت ألمانيا 15 حالة اعتداء على المساجد، وهو الرقم الذي تضاعف في الأشهر الثلاثة الأولى من العام الحالي.
ويرى مراقبون أن السلطات الألمانية تتقاعس عن البحث وإلقاء القبض على الفاعلين، رغم أن الكتابات العنصرية والرموز المرسومة على جدران المساجد، تشير بوضوح إلى الجهات الضالعة في هذه الاعتداءات.
-اعتداءات العنصريين بألمانيا
وبدأت سلسلة الاعتداءات على المساجد في ألمانيا هذا العام، في 5 يناير/كانون ثان الماضي، بولاية “راينلاند-بفالز”، عندما اعتدى يمينيون متطرفون على مسجد تابع للاتحاد الإسلامي التركي المعني بالشؤون الدينية.
وتمثّل هذا الاعتداء بإرسال مجهولين رسالة بريدية إلى المسجد، بها مادة بيضاء (مجهولة).
والاعتداء الثاني وقع في مدينة “باد إسان” التابعة لولاية ساكسونيا في 17 يناير/كانون ثان الماضي، عندما حطم مجهولون نوافذ مسجد السلطان مراد، وتلى هذا الاعتداء، هجوم مسلح على مسجد آخر في الولاية نفسها في 2 فبراير/شباط الماضي، أسفر عن إصابة سوري.
وفي 10 فبراير/شباط أيضًا، قام مجهولون في مدينة “ريغن سبورغ”، بنصب 26 صليبًا على محيط موقع تمّ شراؤه من قِبل المسلمين لبناء مسجد عليه، وتلى هذا الاعتداء إضرام مجهولين النار في مسجد للعرب بولاية ثورينغن.
واستمرت الاعتداءات العنصرية على المساجد في ألمانيا خلال الشهر الجاري، عندما كتب مجهولون عبارات عنصرية على جدران مسجد “فاتح” الكائن بمدينة بيرمن.
وفي 13 مارس/آذار الجاري أيضا، أرسل متطرفون رسالة عنصرية إلى مسجد “أولو” بولاية بافيارا، بينما أقدم مجهولون، على وضع رأس خنزير أمام مسجد الفاتح في مدينة غروناو، بولاية شمال الراين- وستفاليا، شمالي ألمانيا.
وكتب عنصريون في 25 مارس/آذار الجاري، عبارة “جميع الأجانب إلى الخارج، يعيش هتلر” على جدار مسجد “حاجي بيرم” بمدينة “هرنه”، وسط ولاية شمال الراين – وستفاليا (شرق).
– اعتداءات أنصار “بي كا كا/ ب ي د” بألمانيا
شن أنصار تنظيم “بي كا كا/ ب ي د” الإرهابي ليلة بدء عملية “غصن الزيتون” (قادها الجيش التركي بعفرين شمالي سوريا)، بتاريخ 20 يناير/كانون ثان الماضي، هجومًا على مسجد “السلطان ألب أصلان” التابع للاتحاد التركي الألماني بمدينة كاسيل.
وفي 22 يناير، نفذ مؤيدو المنظمة هجومًا آخر بالحجارة ضد جامع أيوب سلطان التابع للاتحاد الإسلامي التركي للشؤون الدينية (ديتيب) بمدينة لايبزيغ الألمانية.
واعتدى أنصار التنظيم الإرهابي على مسجد أيوب سلطان التابع لـ “ديتيب” بمدينة فرانكفورت، في 24 يناير، حيث كتبوا عبارات تهديد على أبوابه.
وفي اليوم التالي، شنّ مناصرو التنظيم هجومًا على جامع أولو التابع لـ “ديتيب”، وكتبوا عبارات تهديد على جدرانه وكسروا الزجاج في أحد أقسامه.
وفي 31 يناير، شهد مسجد في مدينة آخن الألمانية هجومًا خلال صلاة الفجر، وحاول المعتدون كسر زجاج باب المسجد، وإنزال لوحته، كما ألصقوا عبارات تهديد على نوافذه، وفي نفس الليلة تعرض المسجد الجديد في العاصمة برلين إلى اعتداء من قِبل أنصار “بي كا كا/ ب ي د”.
كما تعرض مسجد في مدينة “أولم” بولاية “بادن فورتمبيرغ” جنوب غربي ألمانيا، إلى هجوم بزجاجات المولوتوف الحارقة ليلة 19 مارس/آذار الجاري، وفي 25 من الشهر نفسه، تعرض مسجد “يونس إمره” الذي يشرف عليه اتحاد الأتراك الأوروبيين، في مدينة كاسيل بولاية هاسين الألمانية، لاعتداء بقنابل المولوتوف.
-الاعتداءات على مساجد هولندا
في هولندا تعرضت المساجد لـ 6 اعتداءات، خلال العام الجاري، 4 منها من قِبل عنصريين متطرفين، واثنين من قِبل أنصار “بي كا كا/ ب ي د”.
ففي مدينة روتردام، تعرض جامع تابع لوقف الجيلاني الخدمي لهجوم على يد أنصار “ب ي د/ بي كا كا” الإرهابي، حيث دوّنوا على جدرانه كتابات مؤيدة للتنظيم، كما كسروا نوافذه.
واعتدت مجموعة يمينية متطرفة في العاصمة أمستردام، على مسجد “أمير سلطان” عبر تعليق لافتة كتب عليها عبارات عنصرية وإسلاموفوبية، ومجسم لإنسان مقطوع الرأس، على باب المسجد.
كما تعرض مسجد “آهي أوران” التابع لوقف الديانة الهولندي بمدينة لاهاي، لاعتداء في 3 فبراير/شباط الماضي، من قِبل مجهولين، قاموا برسم صورة الصليب فوق العلم التركي الموجود على لوحة معلقة على مدخل المسجد، وكتبوا عبارات ضدّ الرئيس التركي رجب طيب أردوغان.
وفي 10 مارس/آذار الجاري، نصب أعضاء من حركة “وطنيون أوروبيون ضد أسلمة الغرب” (بيغيدا) المعادية للإسلام والمهاجرين، 23 صليبًا في أرض مخصصة لبناء مسجد في مقاطعة “أوفرآيسل” شرقي هولندا.
ولم تقتصر الاعتداءات على المساجد الموجودة في ألمانيا وهولندا، بل طالت مساجد بدول أخرى بينها فرنسا، حيث تعرض مسجد في مدينة بورد إلى اعتداء من طرف أنصار تنظيم “بي كا كا/ ي ب د”.
أما في إيطاليا، فحاول شخص يبلغ من العمر 57 عامًا في 5 مارس/آذار الجاري، إضرام النار بمسجد في مدينة “بادوفا” شمال شرقي البلاد.
(المصدر: مجلة المجتمع)