كشف مركز “سيتا” التركي للدراسات السياسية والاقتصادية والاجتماعية عن أن 12 % فقط من حالات الاعتداء على المسلمين (الإسلاموفوبيا) في أوروبا يتم الإبلاغ عنها.
جاء ذلك في تقرير صادر عن “سيتا” بعنوان “الإسلاموفوبيا في أوروبا لعام 2017″، في نسخته السنوية الثالثة والذي يتناول حالات التمييز العنصري ضد المسلمين في العديد من الدول الأوروبية بناء على 40 تقريرًا تم نشرها من منظمات مدنية في 33 دولة معظمها أعضاء في الاتحاد الأوروبي، إلى جانب روسيا والنرويج.
وأشار المركز إلى أن الكثير من الحكومات الأوروبية لا تتخذ تدابير خاصة بمكافحة الإسلاموفوبيا.
لكنه في الوقت نفسه، لفت إلى أن ألمانيا قامت بتسجيل حالات الإسلاموفوبيا ضمن جرائم الكراهية، كما أقرت الحكومة السويدية خطة وطنية لمكافحة العنصرية بعد اعترافها بضرورة تناول الإسلاموفوبيا كمشكلة.
وإلى جانب ذلك، حذر التقرير من ازدياد موجة الإسلاموفوبيا في أوروبا، وتأثيرها بشكل كبير على الدول الأوروبية.
وقدم تقرير “سيتا” أمثلة عديدة عن حالات الإسلاموفوبيا في الدول الأوروبية تشمل المضايقات الشفوية والجسدية والجرائم الجنائية.
وذكر بأنه تم تسجيل 908 حالات إسلاموفوبيا في ألمانيا، و664 حالة في بولندا، و364 في هولندا، و256 في النمسا، و121 حادثة في فرنسا، فضلًا عن 56 في الدانمارك، و36 في بلجيكا.
وأكد التقرير أن هذه الأرقام كافية لإثارة القلق، لكنها لا تشكل شيئًا مقارنة مع الحالة العامة السائدة في هذا الإطار.
وأشار في هذا الشأن إلى دراسة أعدتها وكالة الحقوق الأساسية الفرنسية، التي أوضحت فيها أن 12 بالمئة فقط من ضحايا الإسلاموفوبيا، قدموا بلاغات للسلطات القانونية والمنظمات المدنية.
وقال : إنه “بناء على ذلك فإن الأرقام والإحصائيات المتوفرة عن الإسلاموفوبيا لا تشكل سوى غيضٍ من فيض”.
وفي إطار آخر شدد “سيتا” على استمرار الإسلاموفوبيا في أوروبا ضمن حلقة مفرغة. لافتًا إلى أن المسلمين سيظلون عرضة لسياسات التمييز العنصري طالما لم يتم الاعتراف الرسمي بالإسلاموفيا كشكل خاص من أشكال العنصرية.
وطرح التقرير بعضًا من الممارسات العنصرية للحكومات الأوروبية، مثل قضاء محكمة العدل الأوروبية بأن حظر الحجاب لا يدخل ضمن إطار التمييز العنصري، وإقرار كل من النمسا ورومانيا لحظر ارتداء النقاب، فضلًا عن قيام بلجيكا بمنع اللحوم الحلال، إلى جانب قرارات أخرى في عدد من المناطق الأوروبية بشأن منع إنشاء المساجد، وإعلاء الأذان، والنقاب، والبرقع، والبوركيني.
كما لفت إلى أن الكثير من السياسيين والصحفيين الأوروبيين يستخدمون موضوع الإسلاموفوبيا ضمن إطار الخطابات السياسية والحملات الإعلامية.
(المصدر: موقع المسلم)