تفوّق المنافقين!
بقلم أ. د. فؤاد البنا
يتفوق المنافقون على سائر الناس في القدرة العجيبة على التلون بحسب البيئة التي يتواجدون فيها، حيث يستطيعون التماهي مع أي صنف من الناس والانغراس في أي مكان، ويجيدون السباحة في نهر الزمان الجاري مهما كان تدفق متغيراته، ولا يترددون عن السير مع التيار الغالب مهما كان لونه أو طعمه أو رائحته، ما دام سيحقق مصالحهم الأنانية !
وتظل أهم مواهبهم هي نَسج القول المنمق وحياكة الكلام الجميل، وبلغ من خطورة هذا الأمر أن الله قال لنبيه محمد صلى الله عليه وسلم عنهم: {وإن يقولوا تسمعْ لقولهم}؛ ذلك أن الرسول كان يعشق الفصاحة ويرتاح لأهل البيان، فحاولوا الولوج إليه من هذا الباب لولا أن الله فضحهم!
ومن أهم منجزات المنافقين التصفيق الحار للفاسدين والهرولة السريعة في ركاب الظالمين، ولا يمكن أن يمنعهم شيء من التحالف التام مع الأشرار من وراء ستار ضد الأخيار، وبالطبع فإنهم يمثلون جنود الطابور الخامس الذي ينتصر دوما لقطعان الباطل الأربعة من داخل صياصي أهل الحق!