تقارير وإضاءات

تعرف على (معهد التخنيون)

بقلم أ. عبدالله عودة

التخنيون هو معهد هندسة تطبيقية في إسرائيل، أو المعهد التقني الإسرائيلي الحكومي ويقدم التخنيون خدمات واستشارات علمية تقنية للمؤسسات الصناعية من خلال معاهد الأبحاث الصناعية ومؤسسة الأبحاث والتطوير التابعة له , وهو أقدم مؤسسات التعليم والبحث العلمي الإسرائيلي على الإطلاق حيث تم إنشاؤه عام 1924م من قبل مجموعة من رجال الأعمال اليهود على شكل مدرسة عليا تعرف بالمدرسة التقنية العليا ثم أخذ يتوسع تدريجيا في إطار الجهود اليهودية لتأسيس وطن لليهود في فلسطين وبمساهمة كبيرة من قبل علماء اليهود في دول مختلفة وعلى رأس هؤلاء آلبرت آينشتاين بدأ التخنيون بكليتين هما الهندسة المعمارية والهندسة المدنية، وكان عدد الطلبة المسجلين في الكليتين لا يتجاوز 16 طالبا، ويعتبر معهدالتخنيون هيئة حكومية مستقلة يديرها مجلس أمناء، أما هيئته التنفيذية فمكونة من رئيس يعينه مجلس الأمناء، ومجلس يجتمع مرة كل شهر ويشرف عليه من الناحية العلمية الرئيس ونوابه وهيئة الأساتذة الحاصلين على درجة الأستاذية وممثلون عن هيئة التدريس وجدير بالذكر أن عالم الفيزياء الشهير آلبرت آينشتاين  تقلد منصب أول رئيس لمجلس أمنائه , ومن الأقوال التي ينقلها الموقع الرسمي للمعهد عن آينشتاين صاحب النظرية النسبية قوله “إن إسرائيل تستطيع أن تكسب معركة البقاء فقط إن نجحت في تكوين معارف عميقة في التقنية”، بينما قال رئيس الوزراء البريطاني السابق ونستون تشرشل عن التخنيون إن له مساهمة كبيرة في تحقيق الرخاء لإسرائيل, وينقل الموقع كذلك عن الملك حسين بن طلال ملك الأردن السابق قوله “إن التخنيون منارة للتعليم في المنطقة”.

الثلاثينات.. توسع وأزمة:

في حقبة الثلاثينيات من القرن الماضي استوعب التخنيون أعدادا كبيرة من الطلبة اليهود والعلماء البارزين قدموا للعمل في المعهد من بولندا وألمانيا والنمسا بحجة الفرار من حكم النازية في ألمانيا آنذاك , وقد هيمن علماء يهود الألمان على المعهد الأمر الذي جعل اللغة الألمانية هي اللغة الرسمية والمعتمدة في بداية نشأة المعهد , وبعد نقاشات طويلة بين المؤسسين تم الاتفاق على أن تكون لغة المعهد الرسمية هي اللغة العبرية بدلا من اللغة الألمانية وذلك في مطلع الثلاثينات , وبسبب الأزمة الاقتصادية التي اجتاحت العالم آنذاك صوت العاملون في المعهد على العمل جزئيا بدون راتب لإنقاذ التخنيون من الأزمة المالية التي باتت تهدد وجوده. ومع نهاية حقبة الثلاثينات ازداد الطلب على خريجي الكليات التقنية، وبسبب هذه الزيادة أصبح عدد طلاب الجامعة يربو على 400 طالب وافتتحت كلية الهندسة الصناعية، كما تم تزويد المعهد بـ 11 مختبرا وافتتحت مدرسة لعلوم البحار في المعهد أيضا.

الأربعينات .. احتياجات جديدة:

قبيل إعلان قيام الدولة اليهودية في فلسطين تحول المعهد إلى مركز سري تستخدمه الحركة الصهيونية، ومقر لابتكارات تكنولوجية عسكرية من شأنها مساعدة الصهاينة في تحقيق حلمهم. وفي عام 1948 أي عام إنشاء إسرائيل في معظم أجزاءفلسطين التاريخية كان عدد طلبة المعهد يبلغ 680 طالبا. ومع قيام إسرائيل ونشوء احتياجات جديدة للدولة الناشئة وسع التخنيون من مجالات عمله، فافتتحت فيه إدارة لهندسة الطيران عام 1949 والتي غدت نواة لشركة الصناعات الجوية الإسرائيلية. في تلك الفترة عمل التخنيون في كل المجالات لدعم الكيان الناشئ من الكهرباء إلى شبكات الهاتف ومن إنشاء صناعات إلى بناء بيوت جاهزة لاستيعاب المهاجرين اليهود، وشهدت تلك الفترة أيضا إنشاء كليتي الهندسة الكهربائية والهندسة الميكانيكية وكلاهما أنشئتا عام 1948.

الخمسينات عقد الطفرة:

      شهدت العام 1951 طفرة كبيرة فازداد عدد التلاميذ في المعهد ليصل إلى 966 طالبا، ضاق بهم المبنى القديم في حيفا ما حدا برئيس الوزراء الإسرائيلي الأسبق ديفيد بن غوريون لمنح المعهد 300 دونما من أراضي جبل الكرمل لبناء المقر الجديد.  وبدأ منذ عام 1952 بمنح درجات الماجستير والدكتوارة، بالإضافة إلى درجة البكالوريوس وفي عام 1953  نقل التخنيون من موقعه القديم في وسط مدينة حيفا إلى مبانيه الجديدة التي تبلغ رقعة الأراضي التي أقيمت عليها فوق جبل الكرمل 300 فدان وتعرف باسم مدينة التخنيون وكلمة تخنيون العبرية مشتقة من تقنية , ومع نهاية ذلك العقد كان المعهد قد توسع إذ افتتح فيه مؤسسة التخنيون للبحوث والتطوير، ومدرسة للدراسات العليا، وكليات للهندسة الزراعية (افتتحت عام 1953) والهندسة الكيميائية (افتتحت عام 1954) وكلية للكيمياء (افتتحت عام 1958)وطلية للهندسة  الصناعية والإدارة (افتتحت عام 1958). كما افتتحت عام 1958 كلية للدراسات العام أعيدت تسميتها لتصبح لاحقا قسم الإنسانيات والفنون، وفي عام 1953 تم إعادة تسمية قسم هندسة الطيران لتصبح كلية هندسة الطيران.

الستينات حقول وطلاب جدد:

يعتبر المعهد أن عقد الستينات شهد انطلاق المعهد إلى آفاق جديدة عندما بات مقصدا لطلاب يحملون جنسيات غير الإسرائيلية، وافتتحت أقساما أخرى بعيدة عن الهندسة وفروعها، فمع توسع علاقات إسرائيل الخارجية بعد انتصارها في حرب الأيام الستة عام 1967 على الدول العربية وظهورها كقوة إقليمية استقبل التخنيون مئات الطلبة من دول آسيوية وأفريقية.  كما بدأ التخنيون يقدم خدماته العلمية لدول أخرى تحت رعاية الأمم المتحدة ووكالاتها المختلفة مما عزز من سمعته الدولية. شهدت تلك الحقبة أيضا افتتاح كليات وأقسام جديدة مثل كلية الرياضيات(افتتحت عام 1960)، كلية الفيزياء (افتتحت عام1960)، كلية هندسة الأغذية والتقنيات الحيوية (افتتحت عام 1962)، قسم تعليم التقنيات والعلوم (افتتح عام 1965)، كليةهندسة المواد (افتتحت عام 1967)، وقسم هندسة الصيدلة الحيوية (افتتح عام 1969) وفي نفس العام افتتح أيضا في التخنيون كلية للصيدلة، وهي من كليات الصيدلة القليلة في العالم أجمع التي تتبع معهدا للتقنيات، وفي عام 1969 افتتحت في التخنيون كلية لعلوم الحاسوب.

السبعينات الأمن أولاً:

كان أبرز حدثين شهدتهما إسرائيل في هذا العقد هما صدمة حرب رمضان عام 1973 والتي شكلت صدمة للإسرائيليين وتوقيع الرئيس المصري السابق أنور السادات اتفاقاً للسلام مع رئيس الوزراء الإسرائيلي الأسبق مناحيم بيغن في نهاية السبعينات, وشكل إنشاء معهد صموئيل نيومان للدراسات المتقدمة في العلوم والتقنية عام 1978 مظهرا هاما من مظاهر تضافر الجهود الأكاديمية والصناعية والحكومية في إسرائيل, ولم يشهد هذا العقد باستثناء إنشاء هذا المعهد الكثير من التوسع إذ لم تفتتح في التخنيون سوى كلية واحدة جديدة هي كلية علوم الحياة عام 1971.

الثمانينات.. عصر الهاي تيك:

شهدت الثمانيات دخول إسرائيل عصر الهاي تيك وهو المختصر لكلمة التقنيات المتقدمة ففي إشارة لعلوم الحاسوب والتقنيات المرتبطة بهذه الصناعة كان التخنيون في مقدمة من قادوا ثورة المعلومات في إسرائيل، وشكل خريجو التخنيون في علوم الحاسوب نواة صلبة في هذا المجال بالنسبة لإسرائيل , وعزز التخنيون سمعته عبر سلسلة أبحاث في الطاقة النووية والتوصل لبرنامج جديد في الهندسة البحرية وكذلك  أبحاث رائدة في مجال صناعة الروبوت.

التسعينات .. نهضة مكتبة التخنيون:

يشهد عقد التسعينات نهوضا علميا ثريا ينداح دائرته في مكتبة التخنيون التي تزدهر بهالة ضخمة من الكتب والموسوعات والمراجع في مجالات الهندسة والعلوم الدقيقة وعلوم الحياة والطب وكم هائل من المجلات والتقارير وأوراق العمل والمنشورات العلمية والتكنولوجية (أكثر من 1000000 مجلدات وأكثر من 12000 المجلات الحالية )  وفي عام 1995م فقط بلغت المنشورات العلمية زهاء 10206 منشوراً علميا فضلا عن المكتبة الإلكترونية وما تحتويه من قواعد البيانات والشبكات والإنترنت والمجلات والكتب الإلكترونية. وتصميم منظومة مكتبة الكتالوج وهو نظام محوسب على شبكة الإنترنت وأدرجت فيها  جميع المجموعات من المجلات والكتب وغيرها من المواد في مكتبة مركزية ومكتبات الإدارات وهذا الكتالوج هو طريق الوصول إلى المكتبة الرئيسية. ” ووفقاً لدليل النشر العلمي يتدنى نصيب البلدان العربية من النشر العلمي في عام 1995 إلى أقل من سدس نصيبهم من سكان العالم  %0.7 . وهذا على حين يرتفع نصيب إسرائيل من النشر العلمي إلى عشرة أضعاف نصيبهم من سكان العالم. ” وهذا لا يظهر الضعف العلمي العربي فحسب, بل وتفوق إسرائيل علمياً على الوطن العربي ككل. ” أما بالنسبة إلى براءات الاختراع العربية والمسجلة في الولايات المتحدة فقد احتلت السعودية عام 2000  موقع الصدارة بواقع 171 براءة اختراع بينما إسرائيل مثلاً  7652 براءة اختراع.

الألفية .. حقبة البحوث النووية:

ازدهرت البحوث العلمية في الحقبة الألفية سيما في البحوث النووية فقد صرح الرئيس الأمريكي الأسبق جيمي كارتر في تصريحات نشرت في صحيفة تايمز اللندنية بتاريخ 1/5/2008م بأن إسرائيل تمتلك 150 سلاحا نوويا في ترسانتها وهذا يعود إلى الجهود الحثيثة للباحثين والمهنيين في معهد التخنيون الذي يعد رائدا ورافدا لمسيرة البحوث النووية , وهي المرة الأولى التي يعلن فيها رئيس أمريكي سابق على الملأ عن حجم الرؤوس النووية التي يعتقد أن إسرائيل تملكها وتلتزم إسرائيل منذ عقود بسياسة “الغموض النووي” حيث ترفض تأكيد أو نفي ما إذا كان لديها أسلحة نووية وتهدف سياسة الردع تلك إلى منع الدول العربية من مهاجمة إسرائيل ويذكر أن إسرائيل بدأت أولا تطوير مفاعل نووي في بلدة ديمونا الصحراوية جنوب إسرائيل في خمسينات القرن العشرين ومن غير الواضح ما إذا كانت إسرائيل طورت أول سلاح نووي ومتى جرى ذلك وعدد الأسلحة التي لديها لكن تقديرات الاستخبارات الأجنبية حددت العدد بمائتي رأس نووية.

المبنى القديم:

في البداية كان المعهد عبارة عن قسمين فقط هما الهندسة المدنية والهندسة المعمارية، ثم أضيفت له أقسام علمية أخرى من بينها الفيزياء النووية، ومركز لأبحاث الفضاء يسمى بمعهد آشر. ويضم التخنيون حاليا الكليات والتخصصات التالية: هندسة الطيران – الهندسة الزراعية – العمارة – تخطيط المدن – الهندسة الكيميائية – الكيمياء – الهندسة المدنية – الهندسة الكهربائية – الهندسة الصناعية – الإدارة – هندسة المعادن – الرياضيات – الهندسة الميكانيكية – الميكانيك – الهندسة النووية – الفيزياء – تدريب المعلمين. وقد ألحقت به وحدات تضم مؤسسات التخنيون للبحث والتطوير، وهناك أقسام للبحوث في جميع كليات التخنيون. وتشمل الأبحاث عدة مجالات مثل إزالة ملوحة المياه، والإلكترونيات الطبية، والإنشاءات والميكانيك الزراعي، وأبحاث الطيران والهيدروليك وأبحاث الطاقة والمصادر البديلة للطاقة . وطبقاً للمعايير الدولية، فإنّ (إسرائيل) تحتل المرتبة الأولى في علوم الحاسوب، والمرتبة الثالثة في الكيمياء وتحتلّ (إسرائيل) ـ أيضاً ـ المركز الثالث في العالم في صناعة التكنولوجيا المتقدمة، والمركز الخامس عشر بين الدول الأولى في العالم المنتجة للأبحاث والاختراعات. أمّا بالنسبة إلى عدد سكانّها قياساً إلى مساحتها فهي الأولى في العالم على صعيد إنتاج البحوث العلمية.‏ أما المؤشرات المتعلقة بعدد براءات الاختراع المسجلة في إسرائيل خلال الفترة المتراوحة بين سنتي 1980 و 2000، فتبلغ 7652 في إسرائيل.

المباني الجديدة في مدينة حيفا المحتلة:

في عام 1973 كان السلك الأكاديمي في التخنيون يضم نحو 1500 أستاذ ومحاضر، وبلغ عدد الطلاب نحو عشرة آلاف طالب. وكان التخنيون حتى عام 1972 قد خرج نحو 12 ألف مهندس بدرجة بكالوريوس، حوالي 1900 مهندس بدرجة ماجستير، و490 بدرجة دكتوراه، ونحو 2500 حامل دبلوم في الهندسة.

الميزانية والدعم:

وفي عام 1973 كانت ميزانية التخنيون 100 مليون ليرة إسرائيلية ( 20 مليون دولار ) تساهم الوكالة اليهودية والحكومة الإسرائيلية بحوالي 65% منها والباقي من المنح والرسوم والأبحاث, وفي عام 1999م بلغ الإنفاق على البحث العلمي فيالمعهد (ما عدا العسكري) حوالي 9.8 مليارات «شيكل» ( 100 مليون دولار ) أي ما يوازي 2.6٪ من حجم إجمالي الناتج الوطني ، أما في عام 2004م فقد وصلت نسبة الإنفاق على البحث العلمي في إسرائيل إلى 4.7٪ من ناتجها القومي الإجمالي, وفي عام 2006م كانت ميزانية التخنيون 3مليارات دولار, علمًا بأن معدل ما تصرفه حكومة إسرائيل على البحثوالتطوير المدني في مؤسسات التعليم العالي ما يوازي 30.6٪ من الموازنة الحكومية المخصصة للتعليم العالي بكامله، ويصرف الباقي على التمويل الخاص بالرواتب، والمنشآت، والصيانة، والتجهيزات… ويذكر د. حجازي: إن الإنفاق الكلي على البحث العلمي في الوطن العربي لا يتجاوز 0.15% من الناتج المحلي الإجمالي، وهي نسبة متدنية جداً مقارنة بإسرائيل علىسبيل المثال التي تنفق من ناتجها المحلي الإجمالي لأغراض البحث نسبة مئوية تعادل 17 ضعفاً للنسبة التي يقتطعها العالم العربي حيث تخصص إسرائيل 37% من ميزانيتها للمشاريع العلمية. وتراوح حصة القطاع الخاص في تمويل البحث العلمي 52 % في (إسرائيل).

الأيدي العاملة:

تدل إحصائيات تقرير التنمية البشرية لعام 1994م الذي يصدر وبرنامج الأمم المتحد الإنمائي أن عدد العلماء والمهندسين العاملين في مجال البحث والتطوير في إسرائيل يبلغ 5900 موظف  وفي عام 2006م ارتفع ليصل إلى 13000 موظف منهم 6000 موظف من المهنيين والمهندسين والعلماء العاملين في معهد التخنيون من ناحية أخرى تعد إسرائيل قوة إنتاج علمي ودولة مصدرة للإنجازات العلمية التقنية، سواء في صورة أبحاث أو إنجازات مادية. فعلى سبيل المثال زادت صادرات إسرائيل من المنتجات الإلكترونية من حوالي مليار دولار عام 1986 إلى 6 مليار دولار عام 1999, وبلغت نسبة العلماء والتقنين في إسرائيل 760 لكل 100000 شخص عام 2000 م.

الأمن الوطني للدولة الصهيونية:

تسهم وزارة الدفاع الإسرائيلية بأكثر من 50% من تكاليف أبحاث معهد التخنيون في مقابل قيامه بعمل أبحاث عن سلاح الجو والبحرية الإسرائيليين لذا دأبت الإدارة العامة للمعهد على إنشاء وحدات للكيمياء النووية والإشعاعية والنظائر المشعة فضلا عن سلسلة أبحاث في الطاقة النووية , ورغم التحولات الكبيرة والصدمات يقول التخنيون في موقعه الرسمي إنه ظل في مقدمة الأنشطة الإسرائيلية فقد انشغل المعهد العلمي في جهود مضنية لتوفير الأمن للدولة الصهيونية ، وخاصة في المجال النووي،وهي الغاية الرئيسية في تأسيس المعهد وهو دور لا يتحدث عنه المعهد شأنه شأن بقية الإسرائيليين كثيرا باستثناء عبارات عامة لا تكشف حقيقة ما يجري .

التعقيبات والتوصيات:

عكف اليهود منذ الأزل على التخطيط الإستراتيجي بشكل محاط بسياج من السرية والتكتم فكان معهد التخنيون مثالا على الغمغمة الصهيونية والتورية والتغطية ولا سيما أن غاية المعهد هو تطوير البرنامج النووي الذي يهدف إلى صنع أسلحة نووية متقدمة فضلا عن تطوير صناعة المتفجرات والطائرات والصواريخ بهدف الهيمنة على الشارع العربي من خلال التكنولوجيا الحديثة والتقدم العلمي والأبحاث,كما سعى الكيان الصهيوني إلى التمهيد لإقامة دولة إسرائيل في فلسطين منذ تاريخ تأسيس المعهد سنة 1924م بحجة البحث العلمي والتقنية, وكان تعضيد المجتمع المحلي الإسرائيلي متمثلا في رجال الأعمال اليهود أول شرارة لانتشار اللولبي اليهودي على أرض فلسطين وهذا ما يدعونا جميعا ويشد من أزر الشعب الفلسطيني متمثلا بالتجار خاصة ولا سيما رجال الأعمال أرباب الأموال بضرورة النصرة والمؤازرة للقضية الفلسطينية ومساعدة المنكوبين والأسر الفلسطينية المتضررة من الاحتلال الصهيوني الجائر لمقدساتنا وأرضنا وهي وقف للإسلام والمسلمين, والناظر إلى واقع المعهد يلمس تطور وتقدم علمي مزدهر ابتداء من حقبة الثلاثينات وانتهاء بالحقبة الألفية, ويتضمن هذا التقدم تطور وازدهار ملحوظ في الأسلحة النووية والكيميائية والبيولوجية يتبلور ذلك في إعلان الرئيس الأمريكي الأسبق جيمي كارتر في صحيفة التايمز اللندنية بتاريخ 1/5/2008م بأن إسرائيل تمتلك 150 سلاح نووي في ترسانتها العسكرية وجدير بالذكر أن إسرائيل لا تعلن الغاية الرئيسية من تأسيس المعهد وهو توفير الأمن للدولة اليهودية الصهيونية عبر سلسلة من الأبحاث وخاصة في المجال النووي وتتحفظ بمنتهى السرية والغموض في ذكر الأرقام والإحصائيات في الوقت الذي تعلن فيه الدول العربية عن كل شاردة وواردة, ناهيك عن تشبثهم بتراثهم وتاريخهم ولا سيما عند استبدالهم اللغة الألمانية باللغة العبرية عند طليعة نشأة المعهد بالرغم من توافد اليهود الألمان عليه وتقلدهم بزمام إدارته وتوليهم شؤونه وليس هذا فحسب بل سعيهم الدؤوب إلى تطوير المكتبة المنوطة بالمعهد وإثرائها بهالة من الموسوعات والمعاجم والكتب وتصميم منظومة المكتبة الإلكترونية ليطلع عليها الباحثين في الوقت الذي نجد فيه ضعف وقصور واضح لمكتباتنا العربية وضعف الإقبال عليها, كما نلمس بوضوح ارتفاع مؤشر الباحثين والعلماء اليهود العاملين في البحث العلمي وهذا يؤكد لنا على حرص بالغ من الإدارة اليهودية بالعلماء ودورهم في دفع عجلة التكنولوجيا إلى الأمام فضلا عن سيولة وسخاء الإنفاق وضخامة ميزانية البحث العلمي لديهم في سبيل تكريس بنود بروتوكولات حكماء صهيون كي تصبح الدولة الرائدة والرافدة في مسيرة التقنية والبحث العلمي, لذا نتوجه بنداء يتوخاه الأمل وتجسه الغيرة والشعور بالألم والحسرة إلى كافة أقطار الدول الإسلامية والعربية بالعمل الجاد المثمر على إثراء المعاهد العلمية والجامعات وصقلها بمبادئ الإسلام الحنيف في شتى الأمصار الإسلامية والعربية وتكثيف البحوث العلمية وتطويرها والعمل على تنظيم هيكلتها بما يتلاءم مع تحديات العصر لتكون حصنا منيعا ضد التهديدات والمعوقات التي تحول دون تقدم الدول الإسلامية والعربية وازدهارها وتوظيفها بفعالية وكفاءة في مواجهة اللولبي الصهيوني وفي منأى عن التقهقر والنكوص والتقاعس بما يشد من أزر المسلمين ويقوي شوكتهم على عدوهم ويتحقق السؤدد والسمو للإسلام والمسلمين, كما أدعو إلى الاهتمام بالعلم والعلماء واستقطاب الكفاءات منهم وتحفيزهم ماديا ومعنويا وفي منأى عن الغبن والإجحاف على غرار ما يفعله اليهود من استقطاب الكفاءات وتحفيزهم معنويا وماديا بهدف الحد من تفاقم اللولبي الصهيوني وإقصائه بالعلم والمعرفة والثقافة.

المراجع والمصادر :

الموسوعة العربية العالمية.

موسوعة ويكيبيديا الإلكترونية.

http://www.zuhlool.org/wiki/

http://www.benaa.com/

http://www.technion.as.it

د. سلمان رشيد، الاتجاهات العلمية العالمية الحديثة والبحث العلمي: نظرة أولية، شؤون عربية، عدد 78 ، يونيو، حزيران، ص 83 – 1994.

سامي عوض، البحث العلمي العربي وتحديات القرن القادم، مركز الإمارات للدراسات والبحوث الإستراتيجية، دراسات إستراتيجية، عدد 44 ، الإمارات، أبو ظبي،  ، ص34.

“مجلة دراسات إسرائيلية” الصادرة عن مؤسسة الأهرام / رئيس التحرير د. عماد جاد.

(المصدر: مركز بيت المقدس للدراسات التوثيقية)

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى