مقالاتمقالات مختارة

تركيا “العميلة”… فضحت عمالتكم

بقلم حمزة تكين (كاتب ومحلل سياسي تركي)

شهدت مدينة القدس المحتلة يوم أمس الإثنين حدثا ليس بعابر، وهو افتتاح الولايات المتحدة الأمريكية سفارتها في هذه المدينة الإسلامية المقدسة، في محاولة منها لتكريس “صهيونية” القدس.

كما شهد قطاع غزة ملحمة بطولية كتبها الشعب الفلسطيني بدمائه الطاهرة في مواجهة قوات الاحتلال الصهيونية المدججة بأحدث أنواع الأسلحة.

حدثان هزا العالم ـ إلا بائعي القدس ـ وكان لتركيا حصة الأسد في بداية الرد على الاعتدائين، اعتداء أمريكا على القدس الإسلامية بكل أجزائها، واعتداء الاحتلال على المدنيين العزل في غزة.

تركيا استدعت سفيرها من “إسرائيل” احتجاجا على ما حصل في القدس وغزة، ولم تكتف بذلك بل استدعت سفيرها من الولايات المتحدة أيضا.

تركيا أعلنت الحداد وتنكيس أعلامها مدة 3 أيام تحية لفلسطين وشعب فلسطين.

تركيا دعت منظمة التعاون الإسلامي لاجتماع عاجل يوم الجمعة في إسطنبول ـ ربما يفشل كما عملت بعض الدول الإسلامية على إفشال الاجتماع الأخير في إسطنبول ـ ولكن تركيا قامت بما يتوجب عليها في هذه النقطة.

تركيا دعت مجلس الأمن للاجتماع أيضا لبحث جرائم “إسرائيل” بحق الشعب الفلسطيني.

تركيا أعلنت أنها ستنظم تجمعين اثنين، مليونيين في إسطنبول يوم الجمعة المقبل، وفي ولاية ديار بكر يوم الأحد، وذلك دعما لفلسطين والقدس.

تركيا لم يبق فيها مسؤول سياسي أو ديني إلا ودعم فلسطين والقدس يوم أمس، ودعا لمحاسبة الكيان الصهيوني، وإعادة ترتيب العلاقات مع أمريكا بما تقتضيه المرحلة.

تركيا أرسلت فرقا طبية إلى قطاع غزة ومساعدات دوائية عاجلة لتقديم العلاج الأولي للجرحى الغزيين، إلى جانب بدء التحضيرات لنقل الجرحى إلى أراضيها لتلقي العلاج في مستشفياتها.

تركيا وصفت “إسرائيل” بأنها دولة احتلال.

تركيا بدأ رئيسها رجب طيب أردوغان بحملة دبلوماسية مع قادة العالم لجلب التأييد والدعم لفلسطين والشعب الفلسطيني.
تركيا تتحضر لمعاقبة “إسرائيل” بطرق وأساليب يكشف عنها في أوقات لاحقة.

تركيا شهدت مظاهرات ضخمة أمس لدعم فلسطين والقدس والفلسطينيين والمقدسيين والغزيين.

تركيا شهدت حملات إلكترونية واسعة أمس ضد “إسرائيل”، ودعما للشعب الفلسطيني.

تركيا لم تمض على بيع القدس، ولم توافق على تسليم فلسطين لغير أهلها، ولم يدافع شعبها عن “إسرائيل” يوما من الأيام، ولم يقل أي من مسؤوليها إن “لإسرائيل الحق بالدفاع عن نفسها”.

هذه هي تركيا “العميلة”… نعم تركيا “العملية” لقضايا أمتها، وما أجملها من عمالة.

ولكن… ماذا عنكم وعن عمالتكم؟!

بدل أن تكيلوا الاتهامات لتركيا التي تقوم بما تستطيع، فيَديْها شبه مكبلتيْن حتى اليوم، بسبب عمالاتكم التي لم تعد تتسع لها حاويات مزابل التاريخ.

بدل أن تنظروا على تركيا ـ التي على الأقل تحركت ـ تفضلوا وأقدموا على 5% مما فعلته تركيا يوم أمس فقط لأجل فلسطين والقدس.

دعما لفلسطين وتعريةً لجرائم “إسرائيل”… لم نسمع أمس أيا من مسؤوليكم.

دعما لفلسطين وتعريةً لجرائم “إسرائيل”… لم نر أمس منكم دعما لأي حملة إلكترونية.

دعما لفلسطين وتعريةً لجرائم “إسرائيل”… لم نشاهد عندكم أمس أي دعم لمظاهرة شعبية.

دعما لفلسطين وتعريةً لجرائم “إسرائيل”… لم نشم منكم رائحة أنكم تستعدون لسحب سفرائكم من الولايات المتحدة المعتدية على القدس وحقنا بالقدس.

دعما لفلسطين وتعريةً لجرائم “إسرائيل”… لم نر منكم لا ملكا ولا أميرا ولا رئيسا.

دعما لفلسطين وتعريةً لجرائم “إسرائيل”… لم ولم ولم.

دعما لفلسطين وتعريةً لجرائم “إسرائيل”… هل ستحضرون قمة إسطنبول يوم الجمعة المقبل؟!

دعما لفلسطين وتعريةً لجرائم “إسرائيل”… هل ستتركون تركيا تعمل؟!

دعما لفلسطين وتعريةً لجرائم “إسرائيل”… هل ستمنحون شعوبكم حرية التحرك؟!

دعما لفلسطين وتعريةً لجرائم “إسرائيل”… هل ستتوقفون عن تخوين أهل العمل والجد والمقاومة في فلسطين؟!

دعما لفسطين وتعريةً لجرائم “إسرائيل”… هل ستتوقفون عن شتم الشعوب التي تنتفض نصرة لأمتها؟!

دعما لفلسطين وتعريةً لجرائم “إسرائيل”… هل ستصفون ـ مجرد وصف ـ هذا الكيان الغاصب بأنه “دولة احتلال”؟!

دعما لفلسطين وتعريةً لجرائم “إسرائيل”… هل ستجرون حملات دبلوماسية ملكية أميرية رئاسية وزرارية مع العالم؟!

دعما لفلسطين وتعريةً لجرائم “إسرائيل”… هل ستسعون لمعاقبة المحتل الصهيوني؟!

دعما لفلسطين وتعريةً لجرائم “إسرائيل”… هل وهل وهل؟!

إخجلوا من أنفسكم فإن عمالتكم ضد قضايا الأمة أصبحت مفضوحة لكل ذي عقل، دعونا وشأننا وسنحرر فلسطين والقدس بسلاحنا وإيماننا لا بما تملكون أنتم.
تركيا قدمت ما قدمت بقدر ما تستطيع… أنتم ماذا قدمتم غير التوقيع على صكوك بيع القدس مقابل الحفاظ على مناصبكم وعروشكم التي سيدمرها الله تعالى شئتم أم أبيتم… نعم سيدمرها الله تعالى عاجلا غير آجل وستبقى الأرض لعباد الله الصالحين.

تركيا “عميلة” لأمتها.. “عميلة” لتاريخها المشرف.. “عميلة” لدينها العظيم.. “عميلة” لفلسطين.. “عميلة” للقدس.

تركيا الجديدة ورثت ما ورثت في ما يتعلق بشأن “إسرئيل” وهي تسير اليوم بالطريق الصحيح للتخلص من بعض ما ورثت… ولكن ماذا عنكم! تأتون بـ”إسرائيل” إلى أحضانكم لترضعوا من ذل حليبها النجس!

“تركيا تمثل على الشعوب”… لا عليكم مثلوا مثلها لا رحمكم الله تعالى.

هذه “عمالتنا” وتلك عمالتكم… والله خير الحاكمين.

(المصدر: وكالة أنباء تركيا)

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى