تذكير المسلمين بحرمة الشّماتة بالآخرين!(١)
أ.د. محمّد حافظ الشريدة (خاص بالمنتدى)
قال اللّه تعالی: ﴿وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ﴾ وقال تعالی: ﴿إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ﴾ وقال رسول اللّه ﷺ: {الْمُسْلِمُ أَخُو الْمُسْلِمِ لَا يَظْلِمُهُ وَلَا يَخْذُلُهُ وَلَا يَحْقِرُهُ التَّقْوَى هَاهُنَا –وَيُشِيرُ إِلَى صَدْرِهِ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ– بِحَسْبِ امْرِئٍ مِن الشَّرِّ أَنْ يَحْقِرَ أَخَاهُ الْمُسْلِمَ كُلُّ الْمُسْلِمِ عَلَى الْمُسْلِمِ حَرَامٌ دَمُهُ وَمَالُهُ وَعِرْضُهُ} وقال ﷺ: {مَثَلُ المُؤْمِنِينَ في تَراحُمِهِمْ وتَوادِّهِمْ وتَعاطُفِهِمْ كَمَثَلِ الجَسَدِ إذا اشْتَكَى عُضْوًا تَداعَى له سائِرُ جَسَدِهِ بالسَّهَرِ والحُمَّى} إنّ من مقتضيات الأخوّة في الإسلام أيّها الأحبّة الكرام أن لا يشمت الأخ بأخيه في الدّين حتّی وإن كان فاسقًا ظالمًا مجرمًا بل لا تجوز الشّماتة بالكافرين إن كانوا غير محاربين قال تعالی: ﴿لَا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُم مِّن دِيَارِكُمْ أَن تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ إِنَّمَا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ قَاتَلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَأَخْرَجُوكُم مِّن دِيَارِكُمْ وَظَاهَرُوا عَلَىٰ إِخْرَاجِكُمْ أَن تَوَلَّوْهُمْ وَمَن يَتَوَلَّهُمْ فَأُولَٰئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ﴾ فإذا كان ربّ العالمين قد أباح للمؤمنين أن يبرّوا ويحسنوا للكافرين غير المحاربين فمن باب أولی أن لا نشمت نحن المسلمين بالمخالفين حتّی وإن كانوا ظالمين جاهلين! لقد فرح الصّحابة الميامين رضوان اللّه عليهم أجمعين بانتصار الرّومان عبدة الصّلبان علی الفرس المجوس عبدة النّيران! وما دام ذلك كذلك فلا يجوز لمؤمن باللّه عزّ وجلّ أن يحبّ انتصار غاصب محتلّ علی مسلم ضالّ مضلّ قتل إلا إذا كان مختل العقل أهبل؟!