مقالاتمقالات المنتدى

تذكير المرابطين بحرمة الشّماتة بالآخرين! (٣)

تذكير المرابطين بحرمة الشّماتة بالآخرين! (٣)

بقلم أ. د. محمّد حافظ الشريدة (خاص بالمنتدى)

قال اللّه تعالی: ﴿مُحَمَّدٌ رَّسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاءُ عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاءُ بَيْنَهُمْ تَرَاهُمْ رُكَّعًا سُجَّدًا يَبْتَغُونَ فَضْلًا مِّنَ اللَّهِ وَرِضْوَانًا سِيمَاهُمْ فِي وُجُوهِهِم مِّنْ أَثَرِ السُّجُودِ﴾ وقال رسول اللّه ﷺ: {المُسْلِمُ أخُو المُسْلِمِ لا يَظْلِمُهُ ولَا يُسْلِمُهُ ومَن كانَ في حَاجَةِ أخِيهِ كانَ اللَّهُ في حَاجَتِهِ ومَن فَرَّجَ عن مُسْلِمٍ كُرْبَةً فَرَّجَ اللَّهُ عنْه كُرْبَةً مِن كُرُبَاتِ يَومِ القِيَامَةِ ومَن سَتَرَ مُسْلِمًا سَتَرَهُ اللَّهُ يَومَ القِيَامَةِ} ولا جرم أيّها الإخوة والأخوات أنّ الشّماتة بأصحاب الموبقات والمعاصي والسّيّئات فيها تزكية للنّفس وازدراء للآخرين وقد نهانا عن ذلك مولانا أحكم الحاكمين ﷻ بقوله في القرآن الكريم: ﴿فَلَا تُزَكُّوا أَنفُسَكُمْ هُوَ أَعْلَمُ بِمَنِ اتَّقَىٰ﴾ وهذا _ والحقّ يقال _ لا يعني بأيّ حال من الأحوال غضّ الطّرف عن الطّعن في الصّحابة الغرّ الميامين الأبطال أو سفك دماء أهل السّنّة من الرّجال والنّساء والأطفال الخ! ولكن لكلّ مقام مقال أخي اللبيب الحبيب المفضال! فقد ذكرت كتب السّيرة النّبويّة المطهّرة: أنّ عبد اللّه بن عبد اللّه بن أبيّ ابن سلول زعيم المنافقين وكان عبد اللّه هذا من خيار الصحابة الكرام رضوان اللّه عليهم عرض علی الرّسول ﷺ في أحد الأيّام أن يقوم هو بنفسه بقتل عبد اللّه أبيه فرفض ﷺ هذا العرض! وحين مات ابن أبيّ زعيم المنافقين الذي نزلت فيه هذه الآية الكريمة: ﴿إِنَّ الَّذِينَ جَاءُوا بِالْإِفْكِ عُصْبَةٌ مِّنكُمْ ۚ لَا تَحْسَبُوهُ شَرًّا لَّكُم بَلْ هُوَ خَيْرٌ لَّكُمْ لِكُلِّ امْرِئٍ مِّنْهُم مَّا اكْتَسَبَ مِنَ الْإِثْمِ ۚ وَالَّذِي تَوَلَّىٰ كِبْرَهُ مِنْهُمْ لَهُ عَذَابٌ عَظِيمٌ﴾ قال ابنه عبد اللّه: يا رسول اللّه أعطني قميصك أكفّنه فيه فأعطاه الرّسول ﷺ قميصه وكفّنه فيه ولم يشمت به يوم وفاته مع أنّه أكبر من خاض في حديث الإفك (لعنة اللّه عليه)!

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى