تحريض إسرائيلي على “مدارس الإيمان” المقدسية
إعداد أسيل جندي
يحمل تحريض صحيفة يديعوت أحرونوت الإسرائيلية على “مدارس الإيمان” في القدس بعدا انتخابيا لكسب أصوات اليمين من جهة، ويمثل استهدافا لمدارس المقدسيين الذين يتصدون لمحاولات التهويد وطمس الهوية من جهة أخرى.
وزعم تقرير الصحيفة أن مدارس الإيمان الخاصة، التي تعمل بترخيص وزارتي القضاء والتربية والتعليم الإسرائيليتين في شرقي القدس منذ عام 1984 ويدرس فيها ثلاثة آلاف طالب وطالبة في خمسة فروع، “تدار من قبل جهات تابعة لحركة المقاومة الإسلامية (حماس)، وتتعاون مع منظمات وجمعيات تركية تعمل ضد وجود إسرائيل وتحرض عليها”.
وهاجمت الصحيفة المدير العام لمدارس الإيمان الشيخ جميل حمامي، زاعمة أنه “ينتمي لجماعة الإخوان المسلمين، ومن مؤسسي حركة حماس في القدس”، وتطرقت إلى خطاب ألقاه عام 2013 تمنى فيه “المحرقة لكل من يؤمن بإمكانية التعايش مع الاحتلال الإسرائيلي”.
كما امتد تحريض الصحيفة على المرافق والشخصيات التربوية المقدسية ليشمل رئيس مجلس أمناء مدارس الإيمان الشيخ عبد العظيم سلهب، وتحدثت عن منصبه رئيسا لمجلس الأوقاف في القدس، ودوره في هبة باب الرحمة، قائلة إنه “كان على رأس من قادوا تلك الأزمة”.
وشمل التحريض أيضا الجمعيات التركية، وزعمت الصحيفة الإسرائيلية أن شبكة مدارس الإيمان تقيم علاقات وثيقة مع منظمات وجمعيات تركية مؤيدة لحركة حماس ودعمت في السنوات الأخيرة قيام انتفاضة ثالثة بتأييدها للعمليات الفلسطينية ضد المستوطنين.
التوقيت
ويأتي تحريض الصحيفة في إطار التجاذب بين حزبي “البيت اليهودي” و”إسرائيل بيتنا” الذي قال زعيمه أفيغدور ليبرمان إن وزير التربية والتعليم الإسرائيلي السابق نفتالي بينيت ووزيرة القضاء السابقة إيليت شاكيد -وكل منهما من حزب البيت اليهودي- هما من منح التراخيص لمدارس الإيمان خلال فترة عملهما وزيرين.
ودخل وزير التربية والتعليم الإسرائيلي الحالي -المؤقت- رافي بيرتس على الخط، ووعد بـ”فحص المعلومات بدقة”، وقال إن “إجراءات صارمة ستتخذ قد تصل إلى حد إغلاق شبكة مدارس الإيمان إذا ثبت أن المعلومات المنشورة صحيحة”.
ونقلت صحيفة يديعوت أحرونوت عن الناطق باسم وزارة الخارجية الإسرائيلية مانويل نحشون قوله إن “القنصلية التركية ومنظمة تيكا بالإضافة لجمعيات إنسانية واجتماعية تعمل في القدس ما هي إلا ذراع سياسية واقتصادية تعمل بتنسيق مع مكتب رجب طيب أردوغان الذي يحلم بأن يكون القائد الديني لكل المسلمين في العالم”.
وزعم المتحدث الإسرائيلي أن “معدل الدعم السنوي للمرابطين والمرابطات والمدارس والنوادي والجمعيات وترميم المنازل وإقامة المخيمات التعليمية لتعليم اللغة التركية بشرقي القدس يتعدى 40 مليون دولار سنويا”.
جميل حمامي يفند المزاعم الإسرائيلية (الجزيرة) |
تفنيد
من جهته فند المدير العام لمدارس الإيمان جميل حمامي الادعاءات الإسرائيلية قائلا “لست متفاجئا من هذه المناكفات التي لسنا طرفا فيها، بل تنحصر بين الأحزاب السياسية الإسرائيلية لخوض الانتخابات، وهم عادة يبحثون في مرحلة كهذه عن قضايا يشغلون بعضهم بها لكسب الأصوات”.
وأكد للجزيرة نت رفضه جملة وتفصيلا لما جاء في تقرير صحيفة يديعوت أحرونوت “لأنه لا يستند لحقائق بل يطلق اتهامات لا أساس لها من الصحة”، مؤكدا “تسير مدارسنا وفق المنهاج الفلسطيني الذي يدرس في كافة المدارس الفلسطينية ولم يثبت أننا ارتكبنا أي مخالفة تسجل علينا، نحن حريصون على العمل ضمن إطار تربوي يقتصر على الفعاليات التعليمية البحتة البعيدة عن السياسة بشكل كامل”.
وحول اتهام الأحزاب الإسرائيلية مدارس الإيمان بتلقي دعم من جمعيات تركية، قال حمامي “هذا افتراء، لم يسجل علينا أننا تلقينا دعما من أي مؤسسة تصنفها المؤسسة الإسرائيلية وفق هواها.. الشعب الفلسطيني يتلقى دعما من مؤسسات عربية وتركية وأوروبية ونحن نشكر كل من يقدم لنا أي دعم في سبيل الارتقاء بمدارس الإيمان، ولا نعلم أن هذه المؤسسة مصنفة كذا أو كذا، نحن حريصون أن يكون عملنا مؤسساتيا قانونيا سليما”.
بدوره قال المستشار الإعلامي محمد مصالحة إن “تفجير هذا الموضوع إعلاميا في هذا التوقيت يأتي في إطار التناحر على أصوات معسكر اليمين بين حزب إسرائيل بيتنا الذي كشف قادته عن هذا الموضوع في حملتهم الدعائية ضد بينيت وشاكيد من البيت اليهودي واتهامهما بالمسؤولية عن منح التراخيص اللازمة لمدارس الإيمان وتسهيل عمل الجمعيات التركية بغطاء وغض طرف من قبل بنيامين نتنياهو”.
(المصدر: الجزيرة)