تجديد الخطاب الدّيني: مؤامرة متجدّدة لتحريف صحيح العقيدة 3من 6
إعداد د. محمد عبد المحسن مصطفى عبد الرحمن
انتكاسات أصابت الأمَّة والفتن المسببة لها
ظلَّت الأمَّة الإسلاميَّة تعاني من النكبات والانتكاسات، ولعلَّ حال الأمَّة في عهد الدولة العبيديَّة، التي أطلقت على نفسها “الفاطميَّة”، من مراحل الانتكاس التي أسفرت عن انبثاق العديد من الفتن، وبعضها تفشَّى ولم يزل يعاني المسلمون من أذاه إلى يومنا هذا. والدولة العبيديَّة ضمَّت فئة من الرافضة المجوس، وفق رأي الحوالي، أسَّست دولتها في المغرب، ثمَّ توسَّعت وصلت إلى مصر، وأسَّست جامعها الشهير، الجامع الأزهر، الذي يُعتبر أقدم جامعة للعلوم الإسلاميَّة في التاريخ، كما سبقت الإشارة. لم تتوقَّف تجاوزات العبيديَّة انتهاك السُّنَّة النبويَّة ونشر المذهب الرافضي، بل وصلت إلى حدِّ إذلال أهل الإسلام، وتولية اليهود والمسيحيين أمورهم، لدرجة أصدق ما يعبِّر عنها قول امرأة لأحد حُكَّام الدولة العبيديَّة خلَّده التاريخ “بالذي أعزَّ بك اليهود والنصارى، وأذلَّ بك المسلمين لمَّا قضيت حاجتي”، ويقول شاعر عن عداوة تلك الفئة من الرافضة للمسلمين ” يهود هذا الزمان قد ملكوا*ومنهم المستشار والملك/ يا أهل مصر نصيحتي لكم*تهوَّدوا قد تهوَّد الفلك”. تجدر الإشارة إلى أنَّ الملك العبيدي الحاكم بأمر الله ادَّعى الألوهيَّة، بعد حلول الرُّوح القُدُس في جسده، كما أشاع؛ فأطلق على نفسه “الحاكم بأمره”، ومن هنا خرجت الفئة الشيعيَّة المعروفة إلى اليوم بالدروز. وفي أوج التضليل الذي نشرته الدولة العبيديَّة الموالية للغرب المسيحي، غزت الهجمات الصليبيَّة العالم الإسلامي، وسيطرت على بيت المقدس لفترة قاربت التسعين عامًا، كما سبقت الإشارة. رأى صلاح الدين الأيُّوبي أن تحرير بيت المقدس لن يبدأ إلَّا من خلال تطهير دار الإسلام من البدع والمحدثات؛ فحارب الدولة الرافضيَّة، وظهَّر مصر من أتباعها.
يشير الشيخ سفر الحوالي إلى ما سبق تقديمه في الدراسة السابقة، عن نشأة جهود الاستشراق للتشكيك في ثوابت الدين، تسهيلًا لغزو دار الإسلام بعد تفريغ الدين من مضمونه وإفساد عقيده أهله. وفي هذا يقول الشيخ “وبعد الفشل الذريع للحملات الصليبيَّة المتتابعة رأى الغربيُّون أن الحرب النفسيَّة هي الحل، وأنَّ إخراج المسلمين من الإسلام هو الطريق لغزوهم وهزيمتهم، فابتدأ الاستشراق بتعلم اللغة العربيَّة والافتراء على الإسلام، ثم تبع ذلك الاستشراق الحديث، ثم أنشأ الغربيُّون مراكز البحوث في أمريكا وأوروبا” (ص318). ويشير الحوالي كذلك إلى الفكر القومي، باعتباره من بين الأفكار التي نشرتها مراكز التبشير والاستشراق في العالم الإسلامي، ومن بينها الجامعات الأمريكيَّة في بيروت والقاهرة. أسهم نشر الفكر القومي في تركيا في سقوط الخلافة الإسلاميَّة، بعد إسقاط الدولة العثمانيَّة؛ فتمزَّقت الأمَّة، وتفرَّق أبناؤها في “الحظائر التي رسمها “سايكس-بيكو” اعتباطيًّا وسموها أوطانًا” (ص329). ويعتقد الحوالي أنَّ أزمة الأمَّة الإسلاميَّة بدأت منذ ظهور الزنادقة وأهل البدع، “منذ قتل المجرمون الخليفة الراشد عثمان بن عفان، ثم قتل الخوارج أخاه علي بن أبي طالب، ثم توالت الانحرافات”، وكانت تلك الانحرافات عن صحيح العقيدة السبب في التخلُّف والتأخُّر، وليس في النهضة والرفعة، كما يدَّعي البعض (ص329). ويضيف الحوالي عن نشر الغرب الفكر القومي لتقويض العالم الإسلامي، كما يلي ذكره (ص330):
يُسهب الحوالي في تذكيره بنشر القوميَّة الطورانيَّة في الدولة العثمانيَّة، وتأثير ذلك في تضعضُع مفاصل الدولة، مشيرًا إلى دور جمعيَّتي “تركيا الفتاة” و”الاتحاد والترقِّي” في نشر المطالبة بالحريَّة والديموقراطيَّة، وكذلك الترويج لما عُرف حينها بالاستبداد العثماني، وما اعتُبر احتلالًا تركيًّا للعالم العربي. وما أن سقطت الخلافة، وتبدَّد سعي السلطان عبد الحميد الثاني، “آخر العثمانيين”، على حدِّ وصف الشيخ، إلى تكوين جامعة للدول الإسلاميَّة، حتَّى ظهرت الدعوة إلى ما يُعرف بـ “القوميَّة العربيَّة”، باعتبارها الجامعة الجديدة لأبناء العالم العربي من المسلمين. وانتشر الفكر القومي في مصر وبلاد الشام والعراق، بعد سقوط الأنظمة الملكيَّة الحاكمة فيها، وكان الرئيس المصري الأسبق جمال عبد الناصر أشهر دعاة الفكر العروبي، وأكثر زعيم قومي جذب إليه إعجاب العرب. غير أنَّ رأي الحوالي في عبد الناصر هو أنَّه “حارب…الإسلام بكل عنف، وأقام مؤتمرات وتحالفات مع الكفرة مثل “نهرو” و “تيتو”، و “نيريري”، وسجن أو قتل الدعاة وسمى الاسلام رجعيَّة، وتأثر به كثيرون خارج مصر، وألغى المحاكم الشرعية والأوقاف وكل شيء إسلامي، وأفسد الأزهر وجعله تابعا للدولة، ووالى الاتحاد السوفيتي” (ص338-339). ووصل الفكر القومي بأحد الشعراء أن قال “آمنت بالبعث ربًّا لا شريك له * وبالعروبة دينًا ماله ثاني“.
بِدع أُحدثت في الإسلام أخلَّت بصحيح رسالته: الصُّوفيَّة والإرجاء والرَّافضة
يتطرَّق الحوالي بعد ذلك إلى العقائد الدينيَّة المحسوبة على الإسلام، بادئًا بالصوفيَّة، الأشدُّ فتكًا في نظره، ومشيرًا إلى مدح أمريكا لها، واعتبارها إيَّاها “معتدلة، وتحثُّ بقيَّة المسلمين على الاعتدال” (ص345). يعدِّد أستاذ العقيدة فرق الصوفيَّة، وأوَّلها الزنادقة، وهي فرقة من المتفلسفين، والمرتبطين في طقوسهم بطقوس ممارسة السِّحر، المؤمنين بوَحدة الأديان، وَحدة الوجود وحلول الإله في جسد البشر، وعي نفس العقيدة “التي دان بها كثير من الفلاسفة الغربيين والمفكرين الأوروبيين، لاسيما في عصر التنوير كما يسمى، ولا عجب في أن يؤمن فلاسفة عصر التنوير-كما يسمونه-بهذه العقيدة الفاسدة” (ص345). ويعتبر محيي الدين بن عربي (1165-1240 ميلاديًّا) أشهر المنتمين إلى تلك الفرقة، وقد أحسن التعبير عن معتقداتها في كتبه، وأهمُّها الفتوحات المكيَّة، وكذلك خاتم الأولياء، الذي أسقط فيه صفات المهدي المبشَّر به في السُّنَّة النبويَّة على خاتم أولياء الصوفيَّة؛ “وللصلة بين الطائفتين سهل على إسماعيل الصفوي (1487-1524 ميلاديًّا) نقل إيران من الصوفيَّة إلى الرفض” (ص346). يستشهد الشيخ سفر الحوالي برأي شيخ الإسلام ابن تيمية في ابن عربي، وقال في ذلك “قال شيخ الإسلام ابن تيمية “أوتي ذكاء ولم يؤتَ زكاء”، وقال “إنه قدم لحم الخنزير على طبق من ذهب”، أي أنه جعل البيان العربي وجمال الأسلوب العربي، وسيلة لتحريف معاني القرآن ونشر زندقته”، التي وصلت به إلى حدِّ الزعم بأنَّ من عَبَدَ أي حيوان أو جماد فكأنَّما عَبَدَ الله-تعالى عن ذلك-لأنَّ الله حلَّ فيه (ص346). يتأسَّف الحوالي على أنَّ عقيدة “دين الحب” التي ابتدعها ابن عربي هي التي يريد الغرب فرضها اليوم على المسلمين، ويعتقد أنَّ “ابن عربي لو كان حيًّا اليوم لكان ممثلًا للأمين العام للأمم المتحدة أو عضواً في معهد (جارودي) للأديان، أو موظفًا في وزارة الخارجيَّة الأمريكيَّة، وهو على كل حال يصلح ماسونيًّا عريقًا” (ص347).
يتناول أستاذ العقيدة-فكَّ اللهُ أسرَه-الفرقة الثانية من الصوفيَّة، وهي فرقة الضالِّين المبتدعين، “أكثر الطرق المنتشرة اليوم”، التي يعتمد المنتمون إليها إلى تلقِّي ما يُعرف بـ “العلم اللدنِّي”، ويضرب الشيخ المثل في ادعاء هؤلاء الرواية المباشرة عن ربِّ العزَّة وتلقِّي العلم عنه مباشرةً في القول السائد “ألا ترحل إلى عبد الرزاق فتأخذ عنه الحديث؟ فقال: من كان يروي عن الرزاق لماذا يذهب إلى عبد الرزاق؟”، والمقصود بذلك رحيل الإمام أحمد بن حنبل إلى الشيخ عبد الرزاق الصنعاني، أحد أشهر أهل الثقة من رواة الحديث الشريف من أهل صنعاء (ص350-351). يشتهر أتباع تلك الفرقة من الصوفيَّة باتِّخاذ الرقص والغناء والتمايُل، ما أنكره عليهم الإمام الشافعي. ومن أشهر بدع هذه الفرقة من المتصوِّفين نظم بعض الأدعية والتسابيح والأوراد، ونسبها إلى السُّنَّة النبويَّة، وقد سبقت الإشارة في الدراسة عن دور الصوفيَّة المغالية في إسقاط الدولة العثمانيَّة، إلى احتواء تلك الأذكار والأدعية على كلمات أعجميَّة، هي في الأصل أسماء لشياطين. ويذكر الحوالي قصَّته مع أحد مشايخ الطريقة النقشبنديَّة، المنتشرة في تركيا، وينتمي إليها الرئيس التركي ذاته، في الحرم المكِّي، وفي هذا يقول ” كان مما قلته له: أين مصدركم في الأذكار (البدعيَّة)، ومنها كثرة التسبيح، والنبي(ﷺ) يسبح٣٣مرة فكيف تسبحون أنتم ثلاثة آلاف مرة؟ فقال: إنَّ هذه الثلاثة آلاف مذكورة في “المسند” وأصرَّ على أنَّها فيه، فعلمت أنه لا فائدة من نقاشه، علمًا بأنَّ النقشبنديَّة من أخف الطرق كما قرأت” (ص353). وشار الشيخ كذلك إلى ابتداع ما يُعرف بـ “الدوسة” في مصر، وهي احتفالات نُسبت إلى الإسلام زُورًا، أقيمت للاحتفال مولد النبي، وأقامها نابليون بونابرت في مصر، خلال حملته (1798-1801 ميلاديًّا).
وهناك بالطبع فرقة محمودة من الصوفيَّة، وهي الفرقة المعنيَّة بعمل الآخرة، ومنصرفة عن متاع الدنيا، والمعروفة بالزهد والتقى والورع، والمنغمسة في الذكر، وهذا لا يعيب المرء، طالما لم يتَّبع المحدَثات، ولم يخرج عن الشريعة.
ينتقل الحوالي إلى بدعة أخرى أُحدثت في العقيدة الإسلاميَّة، وهي الإرجاء، أو العزوف عن عقيدة السُّنَّة النبويَّة، والتي تقوم على عدم تجريم الإثم، وعدم تحذير الناس من العقوبة في الآخرة، ويستندون إلى الآية 106 في سورة التوبة “وَآخَرُونَ مُرْجَوْنَ لِأَمْرِ اللَّهِ إِمَّا يُعَذِّبُهُمْ وَإِمَّا يَتُوبُ عَلَيْهِمْ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ”، في افتراض أنَّ الله تعالى وحده له الفصل يوم القيامة في مسألة دخول الجنَّة والنَّار، وأنَّ الإيمان بالوحدانيَّة يكفي لضمان نجاة العبد في الآخرة. ظهرت بدعة الإرجاء، بعد فتنة ابن الأشعث، سنة 83 هجريًّا، بادِّعاء ضرورة إرجاء العمل عن الإيمان (البرُّ بالإيمان!) وأوَّل من أدخل هذه المحدثة كان أبو ذرٍّ بن عبد الله الهمداني. بعد ذلك، زعم حمَّاد بن سليمان أنَّ الإيمان قول فقط، وليس قول وعمل، كما هو رأي أهل السُّنَّة؛ والمفارقة أنَّ بن سليمان، المتوفَّى عام 120 هجريًّا، هو شيخ الإمام أبي حنيفة النعمان. يقوم الإرجاء، أو إرجاء الفقهاء، على ثلاثة أسس، تخالف جميعها صحيح الإسلام، أوَّلها، الزعم بأنَّ العمل لا يدخل في إطار الإيمان؛ لأنَّ الإيمان يعني التصديق بوجود الله تعالى. وثاني أساس هو الزعم بأنَّ الإيمان لا يزيد ولا ينقص؛ أي إذا ما فعل المؤمن أيَّ معصية، فهذا لا يُنقص من إيمانه، مهما فعل. أمَّا ثالث أساس، فهو أنَّ الاستثناء لا يجوز في الإيمان؛ أي أنَّ كلَّ من عرف بوجود الله وشهد بذلك، فلا يجوز تكفيره، ولا يمكن الجزم بأنَّه يُعذَّب يوم القيامة. ويقول الحوالي في المرجئة “المرجئة ومن تأثَّر بهم يتبعون المتشابه ويتركون المحكم، فإذا حدثتهم مثلًا عن تارك الصلاة جاءوا بحديث في الشفاعة، وإذا حدثتهم عن الحجاب جاءوا بحديث في الحج، وهم يعدون من لا يصلي من أهل القبلة” (ص379).
ويعدِّد الحوالي البدع التي خرج بها المرجئة، ومنها اعتبار ترك الحُكَّام العمل بالكتاب والسُّنة أو أي معصية تناقض صحيح الدين مجرَّد معصية؛ ومنها الزعم بأنَّ الله يقيِّد لكل ولي ملكًا يكتب حسناته ولا يكتب سيِّئاته؛ ومنها كذلك استحلال دم المعارض لرأيهم وعرضه، بل واستعداء الحُكَّام عليه، إذا لزم الأمر؛ ومنها بدعة تقديم رأي الحاكم على قول الله تعالى؛ ولعلَّ أشهر بدعهم القدريَّة والتسليم بأنَّ كلَّ ما يصدر من العبد من قول أو فعل مدبَّر من الخالق، مما يعني أنَّ المعصية والفحش، مثل الطاعات والإحسان إلى الناس؛ ومن ثمَّ، لا مجالَ لحساب يوم القيامة.
نأتي إلى ثالث البدع التي أشار إليها الحوالي، هي الرافضة، أو مذهب عبد الله بن سبأ اليهودي، الذي سلك مسلك شاؤول الطرسوسي في إحداث بدعٍ لم تعرفها الرسالة الحقَّة المنزَّلة من السماء؛ ومن ثمَّ إفساد العقيدة على المؤمنين. يشترك الروافض المحسوبين على الإسلام مع غير المسلمين في معاداة أهل السُّنَّة، والسعي لإلباس الحقِّ بالباطل، وتكذيب الصحابة والتابعين؛ بغية التشكيك في ثوابت الدين، ليس لمجرَّد إفساد العقيدة، وإنَّما لتسهيل اتباع الهوى والامتناع عن فعل ما أمر الله والانتهاء عمَّا نهى. يشير الحوالي إلى تآمر الرافضة على أهل السُّنَّة على مرِّ العصور، سواء في زمن الحروب الصليبيَّة، أو في زمن الغزو المغولي، أو حتَّى عند غزو العراق عام 2003، وفي هذا يقول “يشهد الواقع التاريخي على وقوفهم الدائم مع أعداء الله، فقد أشعلوا الفتنة التي قتل فيها عثمان، ثم وقفوا مع هولاكو، وقتلوا الخليفة المستعصم العباسي، مع أنه من آل البيت، بل إنَّ بعض كتب الرافضة أنفسهم تقول إنَّ الذين قتلوا أبا عبد الله الحسين هم الرافضة…ثم وقفوا مع تيمورلنك وحاربوا الدولة العثمانية حربًا طويلة مريرة، وذريعتهم أنَّ العثمانيين أحناف نواصب… ولا غرابة أن تجد في ملاليهم الكبار من هو على غير دين الإسلام أصلا، فإنَّهم لما أرادوا تغسيل بعض آياتهم عند موته وجدوه غير مختون، وصرحوا أنَّه يهودي” (ص387-388).
أمَّا عن سبيل مواجهة تحدّي الحضارة الغربيَّة، يوصي الحوالي (2018) بالتَّالي (صـ3050-3056):
-ضرورة حفظ القرآن الكريم والسنة النبوية وقراءة سير السلف والاطلاع على أحوال فقهاء الإسلام، وفهم ذلك فهمًا واسعًا.
-ضرورة تعليم اللغة العربية والتخاطب بها، ونبذ اللغات الأخرى ونبذ العاميَّة.
– الذنوب سبب كل مصيبة ويجب اجتنابها بقدر الإمكان والإكثار من الاستغفار وذكر الله، والتوبة إليه والضراعة إليه.
– تربية الأمة على الجهاد في سبيل الله والزهد في الدنيا، ومعرفة حقيقة الجهاد الشرعيَّة، فلا هو ما يسمى الإرهاب ولا هو ما يسمى التسامح.
– الدراسة العميقة للتاريخ وأخذ العبرة من أحداثه فهو كما يقولون يعيد نفسه، وتلك سنَّة الله الدائمة.
– معرفة واقع العدو وحقيقته والتمييز بين فئاته ودراسة الجاهليَّة الغربيَّة دراسة متعمقة.
– الحضارة نعمة إلهيَّة ولا تقتصر على الجوانب الماديَّة، بل هي مثُل وأخلاق وترفع وسمو، وليست الحضارة الغربيَّة كلها شر.
– الحضارة الإنسانيَّة جهد إبداعي تراكمي اشتركت فيه كل الأعراق والشعوب.
– أساس كل حضارة وتقدم هو توحيد الله والعمل وفق شرعه، وما عدا ذلك انحطاط وتأخُّر وانتكاسة.
-الحضارة الإسلاميَّة أسبق من كل الحضارات إلى كل خير ولها خصائص ليست لغيرها، وعلى العلم الإسلامي قامت العلوم الغربيَّة.
-الحضارة الغربيَّة تسعى لاحتكار المعرفة واستعباد الشعوب الأخرى لا سيما الإسلام، ولا تلتزم بالأخلاق والعدل، والعلاقات الدوليَّة المعاصرة تقوم على المصالح الماديَّة للدولة وليس على الحق والمبدأ.
– العلم في الإسلام لا يتعارض مطلقًا مع الدين.
-القوة أحد أركان الحضارة ولكنها ليست المعيار الوحيد كما يظن الغرب.
– كلما حافظ المسلمون على استعلائهم وخصائصهم ارتقوا في السلم الحضاري، وكلما ذابوا في غيرهم واتبعوا هديه واستخدموا تقويمه، كان ذلك انحطاطًا لهم ولحضارتهم.
– النور المبين هو هدى الله وعبادته وحده لا شريك له، وما عدا ذلك تخبُّط في الظلمات وحيرة بين دعوات شياطين الإنس والجن.
– خُلق الإسلام هو الحياء، وأعظمه الحياء من الله.
-الإسلام يجمع بين الفطرة والتجربة، وبين العقل والنقل، وبين المنطق والعاطفة، وبين الدنيا والآخرة، وليس في الإسلام ما هو سياسي وما هو طقوسي، وليس صلة روحيَّة فقط بل هو دين شامل كامل للدنيا والآخرة وأحكامهما.
– ضرورة التجديد والإبداع مهما رأى الناس ذلك خروجًا عن المألوف، وهكذا عالج كل رسول الأدواء الاجتماعيَّة لقومه مع اشتراكهم كلهم في الأساس وهو توحيد الله وعبادته بلا شريك.
الحكم الإسلامي إنما هو بالشورى وليس بالديمقراطيَّة، ويجب على المسلمين أن ينتهزوا فرصة الدعوة عالميا لإشراك الشعوب في الحكم، وفي تصحيح الحكم الإسلامي وقيامه على الشورى لا على الوراثة.
– ضرورة التجديد وأن يراعي المجدد واقع عصره، والرُّسل الكرام صلوات عليهم أجمعين كلٌّ عالج الأدواء الاجتماعيَّة لقومه مع اتفاقهم جميعا في الدين.
(المصدر: رسالة بوست)