تبعية العلماء إزهاق لأرواحهم
انتقد أحمد الريسوني، العالم المقاصدي، تبعية العلماء للحكام والرؤساء الأمر الذي يحول دون تطوير الاجتهاد، مضيفا أن العالم إذا كان تابعا لغيره في علمه، فقد زهقت روحه العلمية .
ودعا الريسوني الذي حل ضيفا على الملتقى الوطني التاسع لشبيبة العدالة والتنمية ، إلى تحرر العلماء من التبعية باعتبار أن السلطة العليا هي الدليل العلمي الذي يخضع له الرؤساء والخلفاء والأنبياء .
وبعد أن أبرز الرئيس السابق لحركة التوحيد والإصلاح أنه لا يمكن التخلص من الانحطاط والتخلف مالم يتخلص علماؤنا من التبعية، أوضح أنه بالرغم من أن الربيع العربي يعاني من ثورة مضادة فإن المستقبل للتحرر، مؤكدا أن السبيل الوحيد لتولي الحكم بطريقة شرعية هو اختيار الأمة
وفي سياق ذي صلة، قال الريسوني إن الفقه فهم الدين وفهم معانيه ودلالاته وإشاراته ومقتضياته وأحكامه، مضيفا أن التفكر والتفقه في الدين مطلب شرعي قبل العمل، وأن العقل التفكري يعد شريكا في إنتاج وصياغة الدين.
وأضاف الريسوني أن التجديد يدل على الشرف الذي يعطيه الله للإنسان باعتباره قيام بما الأصل فيه أن يقوم به الأنبياء، مبينا أن الإنسان ليس مجرد ألة ميكانيكية بل له مساحة للاجتهاد يكون له شرف إنتاج الأحكام.
وأشار الريسوني إلى أن هناك اليوم إجماع على ضرورة تقنين الفقه الإسلامي من خلال صياغته بطريقة قانونية، مضيفا أن الاجتهاد في الفقه الإسلامي يعاني في معظمه من الخطوط الحمراء وذلك يحول دون استكمال مسيرته ووظيفته، وتتعلق هذه الخطوط الحمراء حسب –الريسوني- بما له علاقة بالسياسة والحكومة والرؤساء.
وبخصوص تطبيق الشريعة، سجل الريسوني أن تطبيق الشريعة مجال لكل جماعة ولكل فئة ولكل جمعية، مبينا أن تطبيق تسعة أعشار من الشريعة لا يحتاج للدولة، داعيا للاجتهاد في هذه التسع أعشار وعدم الارتهان لعشر واحد.
(المصدر: الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين)