“تاريخ الكتابات الإيطالية في السيرة النبوية خلال النصف الأول من القرن العشرين”
بحث مقدم لندوة السيرة النبوية في الكتابات الإيطالية المنعقدة في رحاب كلية الآداب والعلوم الإنسانية
جامعة سيدي محمد بن عبد الله – مدينة فاس، المملكة المغربية 13 – 15 أبريل 2010.
د. عبدالعزيز شاكر حمدان الكبيسي.
مقدمة البحث:
لقد كانت إيطاليا من أعرق أمم الغرب التي اتصلت بالشرق اتصالاً وثيقاً منوعاً، وقد اهتم المستشرقون الإيطاليون بالدراسات العربية والإسلامية منذ عهد مبكر، وذلك لما قام به الفاتيكان من رعاية وإشراف ودعم لتلك الدراسات.
والمتتبع لمسيرة الاستشراق في أوروبا يجد أن إيطاليا تمثل المهد الرئيس للدراسات العربية والإسلامية في القارة الأوربية.
فقد كان البابوات هم الذين يوّجهون أتباعهم إلى دراسة اللغة العربية، ويتجلى ذلك بوضوح من خلال القرار البابوي الذي أوصى بإنشاء ستة كراسٍ لتعليم اللغة العربية في باريس، ونابولي، وسالونيكا، وغيرها.
كما نجد تعاون مجموعة من نصارى الشام مع الكنيسة الكاثوليكية لنشر الديانة الكاثوليكية في المشرق، وقد بدأ هذا التعاون باتحاد الكنيستين المارونية والكاثوليكية عام 1575م، وقام المارونيون بترجمة العديد من كتب اللاهوت إلى اللغة العربية.
وقد استمر اهتمام إيطاليا بالعالم الإسلامي، وأثمر هذا الاهتمام في ظهور عدد كبير من المستشرقين في المجالات المختلفة والعلوم المتنوعة، وقدّموا دراسات كثيرةً في ميادين متعددة.[1]
ومن تلك الميادين التي أولاها المستشرقون الايطاليون اهتماما كبيرا: دراسة سيرة النبي صلى الله عليه وسلم، وتحليل أحداثها، ومناقشتها، وتحقيق كتبها، ونشرها، وترجمتها إلى اللغة الإيطالية.
وقد رأيت من المناسب أن يكون موضوع مشاركتي في هذه الندوة الميمونة، والملتقى العلمي الكريم بعنوان:
” تاريخ الكتابات الايطالية في السيرة النبوية في النصف الأول من القرن العشرين “
ويأتي هذا البحث في محاولة للوقوف على ظاهرة الاستشراق الإيطالي في ميدان التصنيف في السيرة النبوية خلال النصف الأول من القرن العشرين، وذلك من خلال استعراض أهم ما كُتب فيها، وبيان سمات تلك الكتابات بصورة عامة، والكشف عن المآخذ والأخطاء التي وقعوا فيها.
وقد جاءت هذه الدراسة في فصلين:
الفصل الأول: عرّفت فيه بأبرز أعلام الاستشراق الإيطالي في النصف الأول من القرن العشرين ممن كتبوا عن سيرة النبي صلى الله عليه وسلم، وبينت أهم مصنفاتهم العامة، وما وقفت عليه من تصانيف في السيرة النبوية بصورة خاصة.
وأما الفصل الثاني: فقد خصصته للحديث عن سمات تلك الكتابات التي اهتمت بسيرة النبي صلى الله عليه وسلم، وبيان المنهجية العامة التي سارت عليها في تناول أحداث السيرة.
ولا بد من الإشارة في هذا المقام الى أنني لم اعمد في هذه الدراسة إلى حصر كل ما أسهم به المستشرقون الإيطاليون في التصنيف في سيرة النبي صلى الله عليه وسلم خلال تلك الفترة، ولكنني عرضت ما استطعت الوقوف عليه من خلال البحث والتتبع والاستقراء.
داعيا المولى عز وجل أن يوفقنا جميعا لما فيه خدمة دينه، وإعلاء كلمته، والذود عن سنة نبيه صلى الله عليه وسلم وسيرته، انه نعم المولى ونعم المجيب.
الفصل الأول: أبرز المستشرقين الايطاليين الذين صنفوا في السيرة النبوية في النصف الأول من القرن العشرين:
شهد النصف الأول من القرن الماضي ظهور عدد من المستشرقين الايطاليين الذي كتبوا عن سيرة النبي صلى الله عليه وسلم، وصنفوا بعض المصنفات فيها، وفيما يأتي استعرض أبرز هؤلاء المستشرقين الذين تركوا بصماتهم في هذا الميدان على حسب السبق التاريخي لوفياتهم:
1 – الأمير ليوني كايتاني (Leone Caetani (1869 – 1926)
وهو مستشرق ايطالي مؤرخ، من أسرة يرجع تاريخها الى زهاء ألف سنة، ولد في روما، وتخرج من جامعتها، وتعلم سبع لغات منها: العربية والفارسية، فقد كان يتقن عدة لغات منها العربية والفارسية، وقد عمل سفيراً لبلاده في الولايات المتحدة، زار الكثير من البلدان الشرقية كالهند وإيران ومصر وسوريا ولبنان.
وكانت ثروته قبل الحرب العامية الأولى تقدر بخمسة ملايين ليرة ذهبية، فضلا عن ثروة الأميرة زوجته.
وقد كان ينفق منها على العلم كل عام عشرة الآف.
وجمع مكتبة عربية كبيرة جدا، جعلها بعد وفاته للمكتبة الايطالية.
ويعد الأمير ليوني كايتاني من أبزر المستشرقين الإيطاليين الذين اهتموا كثيرا بالتاريخ العربي والاسلامي.
ومن أبرز مؤلفاته: ” سيرة الرسول ” 1914، و” حوليات الإسلام ” التي صنفها عام 1914، والتي ترجمت الى اللغة التركية.
وكان كايتاني يعد بالاشتراك مع المستشرق جوزيي جابرييلي معجم الأعلام عن شخصيات العالم الإسلامي، تتضمن تراجمهم ومؤلفاتهم والمصادر التي تحدثت عنهم، فحال الموت بينه وبين إتمامه، فوقف عند الجزء الثاني منه.
ونشر باللغة العربية ” تجارب الأمم ” لمسكويه.[2]
وقد أنفق كايتاني كثيراً من أمواله على البعثات العلمية حيث جهز على نفقته الخاصة ثلاث قوافل، لترتاد مناطق الفتح الإسلامي، وترسمها جغرافيا وطبوغرافيا، وجمع كل الدوريات والأخبار الواردة عن حركة الفتح في اللغات القديمة، واستخلص ذلك التاريخ في كتابه ” حوليات الإسلام” وقد بلغ بها سنة أربعين هجرية، وكان يرجو أن يُفسح له في اجله ليكمل القرن الأول للهجرة في خمسة وعشرين مجلدا.
وذكر كايتاني في مقدمة كتابه انه إنما يريد بهذا العمل أن يفهم سر العقيدة الإسلامية التي انتزعت من الدين النصراني ملايين من الأتباع في شتى أنحاء الأرض، ما يزالون حتى اليوم يؤمنون برسالة محمد، ويدينون به نبيّاً ورسولاً. [3]
ومن هنا ربما كانت كتابات ليون كايتاني أكثر انتفاعا بالمظان العربية الأصيلة، واكثر قربا في تقديم صورة أكثر وضوحا نسبيا، ولكنها لا تخلو من الهفوات والشطحات والتعصب الأعمى.
بل نجد انها تقوم على النزعة التشكيكية التي غالى فيها كثيرا كما يقول المستشرق مونتغمري وات.[4]
ويرى كايتاني في كتابه هذا أهمية العوامل الاقتصادية والاجتماعية في نشوء الإسلام وتطوره، ولكنه في الوقت نفسه لا يعد الدافع الاقتصادي هو الدافع المحرك الوحيد في ظهور الإسلام، ويعطي الدافع الديني مركزا قويا في الدعوة الإسلامية.
ويختم كايتاني دراسته بحكم يبين فيه إخلاص الرسول صلى الله عليه وسلم، وتفانيه في سبيل المصلحة العامة، ورغبته في تحقيق الخير والنتائج المهمة التي حققها خلال حياته.[5]
ويرى كايتاني ان حنكة النبي صلى الله عليه وسلم وحسن سياسته أفادا في تأييد سلطته أكثر من إفادة القرآن الكريم أو أية حمية دينية.
وهذا يعني ان كايتاني يعتقد ان النبي صلى الله عليه وسلم قام بما قام به بحنكته وسياسته لا بتأييد الله تعالى له بوحيه وعنايته ونصره.
وفي موضع آخر يتحدث كايتاني ليون عن سبب انتشار الإسلام بصورة سريعة بين النصارى فيقول:
“إن انتشار الإسلام بين نصارى الكنائس الشرقية إنما كان نتيجة شعور باستياء عن السفسطة المذهبية التي جلبتها الروح الهلينية إلى اللاهوت المسيحي.. أما الشرق، الذي عُرف بحبه للأفكار الواضحة البسيطة، فقد كانت الثقافة الهلينية وبالاً عليه من الوجهة الدينية، لأنها أحالت تعاليم المسيح البسيطة السامية إلى عقيدة محفوفة بمذاهب عويصة، مليئة.
بالشكوك والشبهات، فأدى ذلك إلى خلق شعور من اليأس، بل زعزع أصول العقيدة الدينية ذاتها.. فلما أهلَّت، آخرَ الأمر، أنباءُ الوحي الجديد فجأة من الصحراء، لم تعد المسيحية الشرقية، التي اختلطت بالغش والزيف، وغرقت بفعل الانقسامات الداخلية، وتزعزعت قواعدها الأساسية، واستولى على رجالها اليأس والقنوط من مثل هذه الريب، لم تعد المسيحية بعد تلك قادرةً على مقاومة وإغراء هذا الدين الجديد الذي بدد بضربة من ضرباته كل الشكوك التافهة، وقدم مزايا مادية جليلة، إلى جانب مبادئه الواضحة البسيطة التي لا تقبل الجدل، وحينئذ ترك الشرق المسيح وارتمى في أحضان نبي بلاد العرب، ولا عجب فقد منح الاسلام العبد رجاء، والانسانية اخاء، ووهب الناس إدراكا للحقائق الاساسية التي تقوم عليها الطبيعة البشرية ” [6]
وفي كتاب ” الدعوة إلى الإسلام ” أورد المستشرق الإنجليزي سير توماس أرنولد (1864 – 1920) شهادة المستشرق الإيطالي كايتاني على سماحة الإسلام وانتشاره السلمي فقال:
” لم يضطهد العرب أحداً في السنوات الأولى من أجل الدين كما أنهم لم يعملوا على ضم أحد إلى دينهم، ومن ثم تمتع المسيحيون الساميون في ظل الإسلام بعد الفتوحات الأولى بحرية لم يتمتعوا بها من قبل طيلة أجيال عديدة “. [7]
ومن الامور التي افتراها كايتاني في كتابه حوليات الاسلام زعمه أن الأسانيد قد أضيفت إلى المتون فيما بعد بتأثير خارجي، لأن العرب لا يعرفون الإسناد، وأنها استعملت مابين عروة وابن اسحق، وأن عروة لم يستعمل الإسناد مطلقاً، وابن إسحق استعملها بصورة ليست كاملة..[8]
2 – كارلو الفونسو نيللينو(“Carlo Alfonso Nallino (1872 – 1938
من كبار المستشرقين الايطاليين، ولد في تورينو ايطاليا، وتعلم العربية في جامعتها، عمل أستاذاً للغة العربية في المعهد العلمي الشرقي بنابولي، ثم أستاذاً بجامعة بالرمو، ثم جامعة روما، حيث عين أستاذاً للتاريخ والدراسات الإسلامية فيها.
ودعي من قبل الجامعة المصرية عام 1909 ليكون محاضراً في الفلك ثم في الأدب العربي ثم في تاريخ جنوب الجزيرة العربية قبل الإسلام.
وقد تعلم كثيرا من العلوم، وشغف بمعرفتها كالفلك والأدب والتاريخ والتصوف والفلسفة والفقه وغيرها.
كان غزير العلم بالجغرافية والفلك عند العرب، عارفا بالإسلام ومذاهبه، كثير التتبع لتاريخ اليمن القديم وخطوطه ولهجاته.
انتخب عام 1932 نائبا لرئيس مجمع لنشاي، وعضوا في المجمع العلمي الايطالي، وعدة مجامع وجمعيات دولية، منها المجمع العلمي العربي في دمشق، والمجمع اللغوي في القاهرة.
كما تولى الإشراف على مجلة الدراسات الشرقية، ثم مجلة الشرق الحديث، وكلتاهما باللغة الإيطالية.
له كتب وأبحاث كثيرة باللغة الإيطالية، فضلا عن آثاره العلمية باللغة العربية، ومنها: تكوين القبائل العربية قبل الإسلام 1893، وتاريخ علم الفلك عند العرب في القرون الوسطى ” روما 1912م ” وتاريخ الأدب العربي ” 1915 م ” وعلاقة العالم الإسلامي بأوربا ” 1933م “
كما أسهم في الكتابة في دائرة المعارف الإيطالية.
وقد عني نللينو ببلاد العرب بعد الإسلام حتى العصر الحديث، فتناول تاريخها وجغرافيتها وثقافتها وعاداتها وأسماءها وقبائلها وتراجم رجالها وفهارس مخطوطاتها مع تمحيص شخصيات مؤلفيها والرواة وتحقيق رواياتهم وتحليل مصادرهم.
ولم يكتف بما هو إسلامي بل تجاوزه الى كل ما هو شرقي كالعلاقات بين الشرع الإسلامي وبين الحق الروماني، والحق الشرقي القديم والحق الشرقي المسيحي.
وقد قامت ابنته ماريا بجمع كتاباته الكثيرة المنشورة وغير المنشورة، فطبعها المعهد الشرقي بروما في ست مجلدات.
ومن كتاباته في السيرة النبوية: ” حياة محمد ” وقد طبع في روما بعد وفاته عام 1949م.
وقد أثر عنه قوله في الثناء على النبي صلى الله عليه وسلم:
” ابنتي ماريا كانت تعجب لما أحمله من حب للاسلام ورسوله، لكن حبي للقرآن والاسلام ورسول الاسلام جعل اقراني يصفونني بأنني نصف مسلم، لم أجد بلاغة ولا جزالة في اللفظ والاسلوب كما وجدت في القرآن.
كان رسول الإسلام محمد لا يعرف القراءة والكتابة نزل عليه وحي السماء بما حمل من عند الله وكان قرآنا عجبا ولا غرابة فلا يستطيع بشر أن يأتي بمثله.
لم أجد عقيدة تهيئ صاحبها للجهاد بكل أنواعه الا في الاسلام.
دين بهذه العقيدة يجعل صاحبها قوة لصد كل غزاة القلوب والعقول، لأن محمدا كان خلقه القرآن لم تقف امامه عقبات في نشر الإسلام الإ من بعض الذين استكثروا عليه النبوة.
انتصر محمد بالعقيدة الراسخة والحقيقة الواضحة فاجتمع حول دينه القاصي والداني ” [9]
وتقول ابنته ماريا تعليقا على ذلك:
” لم أجد أبي نصف مسلم، كما كان يدعوه أصحابه بل أعتقد أنه كان مسلما، فقد كان يعرف الاسلام بكل شيء فيه، وكان يمارس شعائره فشارك المسلمين في صيامهم وصلاتهم والاحتفال بأعيادهم مشاركة حسبته بها مسلما كاملا وليس نصف مسلم.[10]
كما يقول ايضا:
” لم أجد صعوبة في فهم القرآن الكريم لأني عرفت اللغة العربية وتعلمت أصول كتابتها وفهم ما تخفيه سطورها علاوة على ان الانسان بطبعه خُلِق وقلبه وعقله على استعداد للاسلام اذا ما وجدا الطريق الصحيح اليه “[11]
توفي نللينو كارلو عام 1938م.[12]
3 – جودي ميكلانجو Michelanglo، Guidi(1886 – 1946م).
ولد المستشرق جويدي ميكلانجو في مدينة روما عام 1886، وتلقى العربية على يد كبار مستشرقيها، فنبه ذكره، وذاع صيته، فعين أستاذا للغة العربية وآدابها في جامعة روما عام 1922، ثم استدعته الجامعة المصرية للتدريس فيها للفترة 1926 – 1929.
وكان يلقي محاضراته باللغة العربية الفصحى.
وقد صرف اهتمامه العلمي إلى دراسة الدين الإسلامي، والأدب العربي، وبعض الملل والفرق والمذاهب.
من مصنفاته: ” تاريخ الدين الإسلامي ” سنة 1935 ضمن كتاب شامل عنوانه ” تاريخ الأديان “، والجزء الأول من كتاب لم ينتهِ منه بسبب وفاته بعنوان: ” تاريخ العرب وثقافتهم ” صدر سنة 1951 بروما.
وقد ختم جويدي كتابه هذا بالحديث عن وفاة الرسول صلى الله عليه وسلم.
كما كتب في دائرة المعارف الإسلامية والايطالية، وعدد من المجلات العلمية. [13]
ومن خلال النظر فيما كتب عن النبي – صلى الله عليه وسلم – نجد أن جودي قد أعطى لرسول الله صلى الله عليه وسلم مركزا مرموقا، واعترف بدوره الكبير قائلا:
” لقد لعب محمد دورا مهما في كسب النفوس التي كانت بعيدة جدا عن معرفة الحقيقة ومغمورة في عبادة الأوثان، وجعلهم يوقنون بالقوة الإلهية المقدسة، وبالثواب والعقاب العادل، والطاعة إلى الإله الحق الواحد لكل البشرية “
وأقر جويدي في كتابه ” تاريخ الدين الإسلامي ” بأصالة الإسلام، والدور الكبير الذي قامت به شخصية النبي محمد صلى الله عليه وسلم في تكوين الإسلام وتشكيله: عقيدة، وسياسة، وحضارة.
كما أكد الطابع القومي للعرب في تشكيل الإسلام، وبهذه الفكرة عارض ما ذهب إليه جولدتسيهر من مبالغة في تقدير دور العوامل والمؤثرات الأجنبية وبخاصة اليهودية.
وما ارتآه كارل هينرش بكر من تأثير هائل للهلينية في تشكيل الإسلام.
ولعل السبب في إنصاف جويدي في هذا المقام يعود الى منهجه التاريخي واعتماده على المصادر الإسلامية، كما انه لم يكن مرتبطا بدوائر الاستعمار الأوربية،التي سار في ركبها كثير من المستشرقين.
ويؤكد جودي ان انجازات الرسول صلى الله عليه وسلم تتميز – من وجهة نظره – في عبقريته في التوفيق بين القيم العربية التقليدية التي كانت تتحكم في مجتمع الجزيرة العربية، وبين مبادئ الإسلام في التوحيد المطلق لله تعالى.
ولا شك اننا نرفض هذا الرأي الذي يُفهم منه نسبة الشريعة الى النبي صلى الله عليه وسلم، وان هذا الدين من بنات أفكاره، وليس من عند الله سبحانه وتعالى.
كما نلاحظ ان جودي لم يستطع أن يتحرر من التراث الأوربي عن الإسلام حيث يرى مثلا أن الإسلام والرسول صلى الله عليه وسلم قد تأثرا بالمبادئ النصرانية الموجودة في البيئة الشرقية!![14]
4 – جورجي ليفي دلافيدا G. Levi، Della Vida 1886 – 1967م
من كبار المستشرقين الإيطاليين من أسرة يهودية استقرت في ايطاليا منذ وقت طويل، وقد كان مولده بروما عام 1886 ووفاته فيها أيضا عام 1967.
قضى دراسته الثانوية في جنوة حيث كانت أسرته بعد نقل أبيه الى وظيفة كبيرة في بنك إيطاليا، ثم انتقل ليفي الى روما للدراسة الجامعية، فدخل كليه الآداب في جامعة روما، وتخرج منها عام 1909.
وفي عام 1911 تعاون مع الأمير ليون كايتاني في تحرير كتاب ” حوليات الإسلام ” وقد أهدى إليه كايتاني المجلد التاسع من هذه الحوليات معترفا بفضله في الإسهام في هذا العمل.[15]
عمل أستاذا للغة العربية واللغات السامية المقارنة، في جامعة روما.
وعهد إليه في أعوامه الأخيرة مهمة الكتابة عن المخطوطات النصرانية.
ويعد هذا المستشرق من كبار الباحثين في تاريخ الدين الإسلامي والمتضلعين في اللغة العربية.
ولما بلغ السبعين من عمره احتفل به العلماء وصنفوا في تكريمه «كتاب الدراسات الشرقية » وقد طبع باللغة الإيطالية، في مجلدين كبيرين.
له كتابات كثيرة في دائرة المعارف الإسلامية والمجلات العلمية.
ومما حققه للنشر «طبقات الشعراء لابن سلام » و «شعر يزيد الأول » و «نسب فحول الخيل لابن الكلبي » و ” انساب الأشراف للبلاذري ” وغيرها.
واشترك في تحرير عدة مجلات كمجلة الدراسات الشرقية ومجلة الشرق الحديث وغيرهما.
ومن تآليفه «فهرس المخطوطات العربية الإسلامية في مكتبة الفاتيكان » الجزء الأول، بالإيطالية، ولم يكمله. [16]
وله دراسة عن الرسول وأصل الإسلام نشرت عام 1923 م.
كما كتب في دائرة المعارف الإسلامية عن الرسول صلى الله عليه وسلم [17]
ومما يلاحظ على هذا المستشرق انه حاول كغيره الحط من شأن الرسالة الخاتمة، والتشكيك في ربانيتها، من خلال اظهار أن النبي صلى الله عليه وسلم لم يأتِ بجديد فيما يتعلق بقضايا الغيب والايمان، وانما هي أمور وعبادات وأفكار كانت موجودة أصلا.
وقد أبرز ذلك فيما كتبه في دائرة المعارف الاسلامية حيث كتب في مادة ” تميم الداري “:
” وكان تميم نصرانيا كغالب عرب الشام، فاستطاع أن يخبر النبي بتفاصيل العبادات التي استعارها من النصارى “
ثم يضيف قائلا:
” ويقال إن أول من روى القصص الديني، وقد أخبر بها تميمٌ النبيَ، فأخذ بروايته، وأذاعها في الناس ” [18]
5 – شيروللي: Cerulli،Enrico
ولد المستشرق الايطالي شيروللي في روما عام 1898، وتتلمذ في جامعتها.
وقد تخصص في الدراسات الإسلامية والإثيوبية، وأبدى اهتماما كبيرا بدراسة الصومال وأحوال أهلها.
ثم قضى في إيران أربع سنوات، استطاع خلالها جمع مصادر كثيرة في اللغات السامية والآرامية الحديثة.
شغل عدة وظائف في وزارة المستعمرات، كما كان عضوا في عصبة الأمم، ثم نائبا للحاكم العام في أفريقيا الشرقية، ثم عضوا في البعثة الايطالية لمؤتمر السلم في لندن، ثم مستشارا وسفيرا وغير ذلك من الوظائف والمناصب فضلا عن توليه رئاسة مجمع لنشاي.
وقد كانت له عضوية في عدد من المجامع والجمعيات والمعاهد العلمية، كما منح الدكتوراه الفخرية من جامعات بروكسل، وروما، ومانشستر.
صنف عددا من الكتب من أبرزها: الأدب الشعبي في جنوب اثيويبا ” 1922 ” والدراسات الاثيويبة في أربعة أجزاء ” 1936 ” وقصة المعراج والأصل العربي الإسباني للكوميديا الإلهية ” المكتبة الفاتيكانية 1949″
وقد تناولها من قبل المستشرق الأسباني ميجل آسين، والإسلام ” 1916 “، والإسلام وتاريخ العصر الوسيط ” 1965 ” وغيرها كثير. [19]
6 – جابريللي فرانشيسكو Gabrieli Francesco.( 1904 – 1997)
مستشرق ايطالي ولد عام 1904
أحب اللغة العربية حتى أصبح كبير أساتذتها بجامعة روما.
برز في دراسة الأدب العربي، وتحقيق التاريخ الإسلامي، وقد انتخب عضواً مراسلاً في المجمع العلمي العربي بدمشق عام (1948)م
وغيره من المجامع والجمعيات العلمية.
وقد اشتهر فرانشيسكو بمواقفه المعتدلة من التاريخ الإسلامي حتى إنه كتب عن صلاح الدين الأيوبي بوصفه بطلاً وشخصية عظيمة، بالرغم مما تعرَّضت له هذه الشخصية من تشويه في الكتابات الغربية. [20]
من مصنفاته:
” محمد والفتوحات العربية الكبرى ” وقد نشر عام 2001.
كما كتب عددا من الأبحاث في دائرة المعارف الايطالية، ودائرة المعارف الإسلامية، كما كتب أيضا في عدد من المجلات العلمية.[21]
ومن أقواله التي أُثرٍت عنه:
” في البداية الذي يود التحدث من غير المسلمين يجب عليه أن يكون عارفا ممتازا للغة العربية، ولا آخذ في اعتباري آاراء المستشرقين ممكن لم يدرسوا اللغة العربية وآدابها.
ثم يضيف قائلاً:
” الأقاويل غير المسؤولة من بعض المستشرقين بأن محمدا مؤلف القرآن أقاويل باطلة لا صحة لها.
وما افتراءت المستشرقين الامحاولة فاشلة للنيل من هذا الدين ومن نبيه.
وأرجو ان يغفر الله لي إن كنت قد جنحت،وكانت لي بعض الهنات.
وعزائي لنفسي وللقراء أنني وقفت على أهمية الاسلام دينا وطريقا للخلاص من شرور العالم.
ووقفت على الخلق القرآني لرسول الإسلام، استبينت لماذا زوجه الله السكن والسكينة حيث تزوج خديجة لتصبح له المعين في السكن حتى اذا جاءه الوحي كانت اول الساكنين اليه حيث سكن اليها بكل الوفاء والاخلاص وكان تثبيت فؤاده بالقرآن على يديها حتى استقر.
لهذا لم ينس رسول الله خديجة سكنه حتى بعد وفاتها وتزوجه بغيرها.
كان وفيا، ولو تحدثت عن وفائه لاحتجت مجلدات، وكانت غيرة زوجاته ن خديجة دليل هذا الوفاء لأول زوجة في حياته، صنعت له السكن وساهمت في ترسيخ استقبال الوحي له.[22]
7 – انساباتو انريكو Insabato،Enrico
مستشرق وطبيب ايطالي عاش في النصف الأول من القرن الماضي، وقد عمل مخبرا لجوليتي رئيس وزراء ايطاليا قبل حدوث الحملة الايطالية على ليبيا.
وله عدد من المؤلفات، من أبرزها: محمد والإسلام الحديث ” 1930م.[23]
الفصل الثاني:
سمات الاستشراق الايطالي في كتابة السيرة النبوية
تناولت كتابات المستشرقين الايطاليين سيرة الرسول صلى الله عليه وسلم في النصف الأول من القرن العشرين من ثلاثة محاور:
المحور الأول: شخصية الرسول صلى الله عليه وسلم وأخلاقه.
المحور الثاني: أحداث السيرة في العهد المكي والعهد المدني.
المحور الثالث: تفسير أحداث السيرة.
وفي هذه المحاور الثلاثة تعددت الأخطاء المنهجية في تلك الكتابات.
حيث نجد أنهم عندما تحدثوا عن سيرة النبي صلى الله عليه وسلم يشككون في أصالة الدعوة ومصدرها الإلهي، كما يشككون في مصدرية القرآن الكريم.
ولم يحاول كثير منهم أن يفهموا سيرة النبي صلى الله عليه وسلم بل أسقطوا تأثيرات البيئة الأوربية على التاريخ الإسلامي.
فالمستشرقون الايطاليون الذين كتبوا عن السيرة النبوية وان كانوا لا يمثلون اتجاهًا واحدًا لكننا نجد عناصر مشتركة فيما بينهم، لأنهم أبناء ثقافة واحدة تختلف جذريًا عن حضارة الإسلام وثقافته، فضلا عن الأهداف والنوايا.
ولذلك من العسير على المستشرق أن يدرك أثر الفكرة الدينية وحركتها في التاريخ، وتأثيرها على النفس البشرية كإدراك المسلم ” المؤمن ” فالمؤرخ غير المسلم يتعامل بمنهج مادي صارم مع الحدث التاريخي، لكنه يغفل دوافع النفس وكوامنها في خلق الحدث وتوجيهه، لأنه يتعامل مع حدث غريب عنه، ومن ثم فهو لا يتفاعل معه، ولا تخلو تلك الدراسات من حضور طاغٍ لنموذج يقاس عليه هو النموذج الغربي المهيمن في ظل العلاقة العدائية بين الإسلام والغرب.
ويمكن إجمال الأخطاء التي وقع فيها بعض المستشرقين الايطاليين ممن كتبوا في هذا الميدان فيما يأتي:
1 – الانتقائية في اختيار المصادر ونقل الروايات عنها، فلا يعتمدون منها إلا على ما يساير أهدافهم.
2 – غياب الموضوعية والتحيز السافر الذي ينم عن روح العداء والحقد المتأصل على الإسلام.
وذلك لما تتسم بهالعلاقة بين الإسلام والغرب من مؤثرات ذات عمق تاريخي ” الحروب الصليبية – الاستعمار ” ولا شك أن التزام الموضوعية والحياد سيؤدي إلى الإقرار بحقائق الإسلامالثابتة الأمر الذي يبرر إسلام عدد من المستشرقين.
3 – اعتماد المنهج المعكوس والانتقاء الكيفي:
حيث نلاحظ – على سبيل المثال – أن المستشرق الايطالي الأمير كايتاني – وهو من كبار المستشرقين الايطاليين الأوائل الذين كتبوا عن حياة النبي صلى الله عليه وسلم – كان يعتمد منهجا معكوسا في البحث العلمي يقوم على أساس تبيت فكرة مسبقة، ثم المجيء الى وقائع السيرة لكي يستل منها ما يؤيد فكرته ويستبعد ما دون ذلك.
وفي ذلك يقول المؤرخ الدكتور علي جواد:
” لقد كان كايتاني ذا رأي وفكرة، وضع رأيه وكونه في السيرة قبل الشروع في تدوينها، فلما شرع بها استعان بكل خبر من الأخبار ظفر به، ضعيفها وقويها، وتمسك بها كلها ولا سيما ما يلائم رأيه، لم يبال بالخبر الضعيف بل قواه وسنده وعده حجة، وبنى حكمه عليه.
ومن يدري فلعله كان يعلم بسلاسل الكذب المشهورة والمعروفة عند العلماء ولكنه عفا عنها وغض نظره عن أقوال أولئك العلماء فيها لأنه صاحب فكرة يريد إثباتها بأية طريقة كانت وكيف يتمكن من إثباتها وإظهارها وتدوينها إذا ترك تلك الروايات وعالجها معالجة نقد وجرح وتعديل على أساليب البحث الحديث ” [24]
4 – الإسراف في استخدام المنهج المادي ومعاييره في بحث حياة النبي صلى الله عليه وسلم، والأحداث المتعلقة بها.
5 – تأويل الأحداث والوقائع وتحليلها بطريقة غير موضوعية.
6 – الاعتماد في جمع المعلومات على مصادر غير علمية، وتجاهل المصادر الصحيحة، والاستدلال بالروايات الواهية الساقطة، وإغفال الروايات الصحيحة الثابتة.
7 – المبالغة في الشك، والافتراض، والنفي الكيفي، واعتمادالضعيف الشاذ.
والى هذا أشار درمنجهم حيث يقول:
” من المؤسف حقا أن غالى بعض هؤلاء المتخصصين – من أمثال موير ومرجوليوث ونولدكه وشبرنجر ودوزي وكايتاني… – في النقد أحيانا فلم تزل كتبهم عامل هدم على الخصوص، ومن المحزن ألا تزال النتائج التي انتهى إليها المستشرقون سلبية ناقصة، ولن تقوم سيرة على النفي، وليس من مقاصد كتابي ان يقوم على سلسلة من المجادلات المتناقضة.[25]
8 – تأثرهم بالصورة الخاطئة التي رسمتها لهم الكنيسة او استخلصوها من الفكر النصراني الذي لم يعترف بالاسلام رسالة سماوية خاتمة، ولم يعترف بالنبي محمد صلى الله عليه وسلم خاتما للانبياء.
9 – ردّ معطيات السيرةالنبويّـة إلى أصولنصرانيّـة أو يهوديّة.
10 – التستر بالموضوعية من خلال التظاهر بالموضوعية في الكتابة، والتطوع بذكر بعض الجوانب الإيجابية المتعلقة بالإسلام وحضارته، مما قد يعطي انطباعاً لدى القارئ بأن الباحث موضوعي ملتزم بالخضوع لما يفرضه المنهج العلمي الصحيح، لكن النظر الثاقب والقراءة المتفحصة لدراسات هؤلاء، تكشف عن كثير من الأوهام والأباطيل.
وفي نهاية المطاف أرجو أن أكون قد وفقت للصواب فيما عرضته،مقرا بأن ما دونته في هذه الدراسة عن الكتابات الايطالية في السيرة النبوية خلال النصف الأول من القرن الماضي يعد غيضا من فيض، وذرة من عقد، أحببت أن أسهم بها في هذه الندوة الميمونة، معترفا بأنّ ما تركته أعظم مما كتبته، ولكن – كما قيل – ما لا يدرك كله لا يترك جله.
وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.
قائمة المصادر والمراجع:
أولا: الكتب:
1 – الاستشراق والتاريخ الإسلامي للدكتور فاروق عمر فوزي، الأهلية للنشر والتوزيع – عمان – المملكة الأردنية الهاشمية، الطبعة الأولى 1998 م.
2 – الاسلام ورسوله في فكر هؤلاء لأحمد حامد، مؤسسة دار الشعب للصحافة والطباعة والنشر – القاهرة – مصر.
3 – الإسلام والمستشرقون لمجموعة من العلماء، الطبعة الأولى 1405 – 1985 عالم المعرفة للنشر والتوزيع – جدة المملة العربية السعودية.
4 – الأعلام لخير الدين الزركلي، دار صادر، بيروت – لبنان.
5 – تاريخ العرب في الإسلام، للدكتور جواد علي، مطبعة الزعيم بغداد 1961.
6 – حياة محمد، لأميل درمنجهم، ترجمة عادل زعيتر، الطبعة الثانية، دار إحياء الكتب العربية، القاهرة 1949 م.
7 – دائرة المعارف الاسلامية.
8 – المستشرقون لنجيب العقيقي، القاهرة، مصر.
9 – موسوعة المستشرقين للدكتور عبدالرحمن بدوي، بيروت – لبنان.
ثانيا: المقالات والمواقع الالكترونية:
1 – موقع الشبكة الاسلامية.
2 – مركز المدينة المنورة لدراسات وأبحاث الاستشراق.
3 – موقع الموسوعة الإسلامية على شبكة الانترنت.
4 – انظر مقال: شهادة سير توماس ارنولد للدكتور محمد عمارة المنشور بتاريخ 11 / 3 / 2008: موقع al – resalah.
5 – مقال الاستشراق في الميزان للدكتور عبدالعظيم الديب على موقع الموسوعة الإسلامية.
6 – موقع المعرفة الالكتروني
7 – موسوعة الاديان على شبكة الانترنت.
———————————————–
[1] انظر: مركز المدينة المنورة لدراسات وبحوث الاستشراق.
[2] انظر: الأعلام للزركلي: 5 / 250، المستشرقون لنجيب العقيقي: 1 / 429 – 430، الاستشراق والتاريخ الإسلامي: 57، 71، مجلة المجمع العلمي العربي: 23 / 359.
[3] مقال الاستشراق في الميزان بقلم الدكتور عبدالعظيم الديب موقع الموسوعة الاسلامية على شبكة الانترنت
[4] محمد في مكة لمنتغمري وات: 9
[5] الاستشراق والتاريخ الإسلامي: 56 – 57.
[6] الاسلام والحياة ص 67 نقلا عن حوليات الاسلام لكايتاني.
[7] انظر مقال: شهادة سير توماس ارنولد للدكتور محمد عمارة www.al – resalah.net المنشور بتاريخ 11 / 3 / 2008
[8] موقف الاستشراق من السنة والسيرة النبوية، أ. د أكرم ضياء العمري، موقع الشبكة الاسلامية.
[9] sharkawyonline: منتخبات من القرآن لنيللينو،الاسلام ورسوله في فكر هؤلاء 117.
[10] الاسلام ورسوله في فكر هؤلاء: 117.
[11] المصدر السابق: 116.
[12] انظر: الأعلام للزركلي: 5 / 213 – 214، المستشرقون لنجيب العقيقي: 1 / 434 – 435، مجلة المجمع العلمي العربي: 27: 10.
[13] انظر: موسوعة المستشرقين للدكتور عبدالرحمن بدوي، المستشرقون لنجيب العقيقي: 1 / 441 442
[14] أنظر المستشرقون:1 / 441 – 442، الاستشراق والتاريخ الإسلامي: 58، موسوعة المستشرقين: 141 – 142، الاسلام ورسوله في فكر هؤلاء: 118 – 119.
[15] انظر موسوعة المستشرقين: 163 – 165.
[16] موقع المدينة المنورة لدراسات وبحوث الاستشراق
[17] انظر المستشرقون: 1 / 440 – 441.
[18] دائرة المعارف الاسلامية: مادة تميم الداري.
[19] انظر المستشرقون: 1 / 447 – 450، موقع المعرفة الالكتروني.
[20] انظر موسوعة الأديان على شبكة الانترنت، المستشرقون 1 / 451
[21] انظر المستشرقون: 1 / 451 – 454.
[22] الاسلام ورسوله في فكر هؤلاء لأحمد حامد: 120 – 122
[23] المستشرقون: 1 / 460.
[24] – تاريخ العرب في الإسلام للدكتور جواد علي: 1 / 95.
[25] حياة محمد لدرمنجهم 8 – 11.
المصدر: شبكة الألوكة.