بين النصرة والخذلان
بقلم أ.د. كامل صلاح (خاص بالمنتدى)
سيأتي يومٌ وسيندم فيه – ولو في قرارة أنفسهم- كلّ الذين خذلوا غزة العزة وأهلها المباركين، وتركوا نصرتها وأهلها أو قصروا في اعانتها وأهلها، مهما قلّ ذاك الخذلان أو كثر، وسواء كان ذلك في كلمة أو مقال أو أي شيء صدر عنهم في تصرفاتهم وأفعالهم. فمقتضى فقه الأولويات أنّ الوقت وقت مواساة ونصرة، ومقتضى فقه المرحلة أنّ الموطن موطن مساندة وتأييد، لا وقت تقييم وتقويم، وموطن جَرح وتجريح، وخذلان وتبديد. فالمؤمنون والمؤمنات بالله تبارك وتعالى ورسوله صلى الله تعالى عليه وسلم بعضهم أولياء وأنصار بعض، قال ربّنا تبارك وتعالى: (وَٱلۡمُؤۡمِنُونَ وَٱلۡمُؤۡمِنَـٰتُ بَعۡضُهُمۡ أَوۡلِیَاۤءُ بَعۡضࣲۚ)، مما يُحتم وجوب نصرتهم، ويحرّم خذلانهم لبعضهم البعض، وفي الحديث أنّ النبي صلى الله تعالى عليه وسلم قال: «ما من امرئٍ يخذلُ امرأً مسلمًا في موطنٍ يُنتَقَصُ فيهِ مِنْ عرضِهِ، ويُنتهكُ فيهِ مِنْ حُرمَتِهِ، إلّا خَذَلَهُ اللهُ تعالى في موطنٍ يُحبُّ فيهِ نُصرتَهُ، وما منْ أحدٍ ينصرُ مسلمًا في موطنٍ يُنتَقَصُ فيهِ منْ عرضِهِ، ويُنتَهكُ فيهِ منْ حُرمَتِهِ، إلّا نصرَهُ اللهُ في مَوْطِنٍ يُحبُّ فيهِ نُصرَتَهُ» الحديث «السيوطي، الجامع الصغير (٧٩٨٣)، صحيح».
نسألك ربّنا فرجاً لهم، ورحمة بهم، ولطفاً بأحوالهم.