بين العيش في ظل الحرية.. و في دولة الاستبداد
بقلم رشيد ترخاني
في ظل الحرية بإمكانك أن تعارض الحكومة وأن تنتقد خياراتها، بل بإمكانك أن توجه نقدك اللاذع لأعلى هرم في قيادة الدولة، دون أن تخشى امن الدولة من أن يداهموا بيتك فجرا أو أن يطردوك من شغلك أو أن يضايقوا أبناءك في الشارع أو في الدراسة أو أن يشوهوا سمعة زوجتك و يمسوا من عرضها بسوء دون أن يكون بإمكانك أن تبرئها أو أن تبرئ نفسها مما لحق بها.
في دولة الحرية بإمكانك أن تنام قرير العين بعد أن تكون قد قضيت يوما كاملا وأنت تساؤل رئيس الحكومة وتوجه له أقصى عبارات النقد والتوبيخ دون أن تخشى من أن تلفق لك قضايا باطلة في الاعتداء على امن الدولة والترويج لأخبار من شانها أن تعكر صفو الأمن العام..
أما في دولة الاستبداد فليس لك الحق في أن تعبر على رأيك بكل حرية وان تجرأت فالمعتقلات مفتوحة لك ولأمثالك والموت البطيء مصير كل مناضل أبي ومعارض عنيد وكل عائلتك واهلك المقربون يصبحون محل تتبع ومتابعة لصيقة من طرف رجال الأمن والشرطة السرية.
في دولة الاستبداد لا صوت يعلو فوق صوت الحاكم بأمره وعامة الشعب عبيدا في ظل عرشه وما عليهم إلا السمع والطاعة ومن تحدثه نفسه بمعارضة الحاكم فمصيره الاعتقال وما أدراك ما الاعتقال هناك حيث يلقى بك في معتقل أشبه للزريبة سترى ما لم تشاهده في الأفلام والمسلسلات من شتى أنواع القهر والتعذيب حيث تتحول إلى رقم لا قيمة لك تعامل معاملة الحيوان وان كنت محظوظا ستخرج بعد أن تقضي فترة محكوميتك منهك القوى عليل الجسد إلى أن تفتك بك شتى الأمراض والأوبئة جراء الإهمال الطبي وقد تخضع بعد خروجك إلى المراقبة الإدارية المتواصلة..
العيب الوحيد في دولة الحرية هو أن يستغل البعض مجال الحرية المعمدة بدماء الشهداء للنضال ضد الحرية والعودة بنا إلى نظام الحكم الواحد والى دولة الاستبداد والسماح لهم ببث الفتنة والفوضى في غياب قوانين تردعهم وتضع حدا لعبثهم..
هذا هو الفرق بين دولة الحرية ودولة الاستبداد لمن لا يعلم.
(المصدر: صحيفة الأمة الالكترونية)