بيان تعزية رابطة علماء المسلمين بشأن زلزال أفغانستان
الحمد لله القائل في محكم التنزيل: (وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِنَ الْخَوْفِ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِنَ الْأَمْوَالِ وَالْأَنْفُسِ وَالثَّمَرَاتِ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ) [البقرة:155]، ثمّ الصلاة وأتم التسليم على نبينا القائل: (كَتَبَ الله مَقَادِيرَ الخَلَائِقِ قَبْلَ أَنْ يَخْلُقَ السَّمَوَاتِ وَالأرْضَ بِخَمْسِينَ أَلْفَ سَنَةٍ، قالَ: وَعَرْشُهُ علَى المَاءِ) رواه مسلم.
لقد تابعت رابطة علماء المسلمين بحزنٍ وألمٍ شديديْنِ ما وقع في شرق أفغانستان صبيحة يوم أمس الأربعاء 23 ذي القعدة 1443 هـ- يوافقه 22يونيو 2022م، من زلزال عنيفٍ ومروعٍ، ضربَ البلاد، مُخلِّفًا دماراً وأضراراً جسيمة، وراح ضحيَّته المئات من إخواننا المسلمين، نحتسبهم عند الله شهداء، كما أخبر بذلك الصادق المصدوق صلى الله عليه وسلم من حديث أبي هريرة: (الشُّهَدَاءُ خَمْسَةٌ: المَطْعُونُ، وَالمَبْطُونُ، وَالغَرِيقُ، وَصَاحِبُ الهَدْمِ، وَالشَّهِيدُ فِي سَبِيلِ الله). متفق عليه. فصاحب الهدم من الشهداء، سواء كان الهدم بزلزال أو سقوط عمارة أو انهيار بئر أو غير ذلك.
وإن رابطة علماء المسلمين إذ آلمها هذا المصاب الجلل الذي حلَّ بأهل أفغانستان، لتتقدَّم إلى (الإمارة الإسلامية بأفغانستان) حكومةً وشعبًا بأحرِّ التعازي والمواساة، سائلة الله عز وجل أن يتقبَّلَ الشهداء، ويَشفيَ الجرحى، ويَرحمَ الضعفاء والمتضرِّرينَ جرَّاء هذا الزلزال العنيف.
وتُهيب رابطة علماء المسلمين بالدول الإسلامية والمنظمات والهيئات الخيرية والإغاثية المبادرة بمد يد العون لإخوانهم بأفغانستان بشكل عاجلٍ، عملًا بقوله صلى الله عليه وسلم: (تَرَى المُؤْمِنِينَ في تَراحُمِهِمْ وتَوادِّهِمْ وتَعاطُفِهِمْ، كَمَثَلِ الجَسَدِ، إذا اشْتَكَى عُضْوًا تَداعَى له سائِرُ جَسَدِهِ بالسَّهَرِ والحُمَّى). البخاري.
وهذا من مصارف الزكاة، وهو أيضًا من فروض الكفاية التي تجب على المسلمين، فإذا لم يقم من يكفي بذلك أثم الجميع وهذا معروف في قواعد الشرع.
نسأل الله في عليائه أن يرفع البلاء، ويجزي الصابرين بمصابهم خير الجزاء، إنه وليّ ذلك والقادر عليه.
صدر عن
الهيئة العليا لرابطة علماء المسلمين
الخميس 24/ذي القعدة / 1443هـ
الموافق 23 / يونيو / 2022م