بسم الله الرحمن الرحيم
بيان العلماء عن مخاطر المنكرات والإفساد في بلاد الحرمين الشريفين
الحمد لله القائل (وَأَنزَلْنَا إِلَيْكَ الذِّكْرَ لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ مَا نُزِّلَ إِلَيْهِمْ وَلَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ) والصلاة والسلام على المبعوث شاهدا ومبشرا ونذيرا وداعيا إلى الله بإذنه وسراجا منيرا القائل: “والَّذي نفسي بيدِه لتأمُرُنَّ بالمعروفِ ولتنهَوُنَّ عن المنكرِ أو ليوشِكَنَّ اللهُ يبعثُ عليكم عذابًا منه ثمَّ تدعونه فلا يستجيبُ لكم” رواه الترمذي.
ورضي الله عن صحابته والتابعين ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين.
أما بعد:
فإن الله تعالى أخذ العهد على العلماء أن يجهروا بالحق، وينصحوا الخلق، وألا تأخذهم في ذلك لومة لائم، وحذرهم أشد التحذير من كتمان الحق، وتأخير البيان عن وقت الحاجة، خاصة عند عموم البلوى، أو حصولها في البقاع المشرفة والمواطن المقدسة.
قال تعالى (إِنَّ الَّذِينَ يَكْتُمُونَ مَا أَنْزَلْنَا مِنَ الْبَيِّنَاتِ وَالْهُدَى مِنْ بَعْدِ مَا بَيَّنَّاهُ لِلنَّاسِ فِي الْكِتَابِ أُولَئِكَ يَلْعَنُهُمُ اللَّهُ وَيَلْعَنُهُمُ اللَّاعِنُونَ)؛ وقد أمر سبحانه من تولّى شأن بلادٍ وعبادٍ أن يكون عادلاً رحيماً مشفقاً، سائرا فيهم بسياسة شرعية ترعى مصالحهم في الدنيا، وأسباب نجاتهم في الآخرة، وحرَّم عليه غشهم وخداعهم.
قال تعالى:
(الَّذِينَ إِنْ مَكَّنَّاهُمْ فِى الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنْكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ).
وقال صلى الله عليه وسلم: “مَا مِنْ عَبْدٍ يَسْتَرْعِيهِ اللَّهُ رَعِيَّةً، يَمُوتُ يَوْمَ يَمُوتُ وَهُوَ غَاشٌّ لِرَعِيَّتِهِ، إِلَّا حَرَّمَ اللَّهُ عَلَيْهِ الْجَنَّةَ”. رواه مسلم.
ومن الغش الظاهر تلك الاستعارة العمياء من الأمم الأخرى، والتبعية العشواء للغرب خاصة، والتقليد الأعمى لعادات خاصة بهم سائدة لديهم؛ مخالفة لديننا ومناقضة لقيمنا وللأعراف المعتبرة في مجتمعات المسلمين، مما لا يعود عليها إلا بكل شر وخَطَل ولن تجني منه إلا كل سوء وندم.
وإن مما يدمي قلب كل مؤمن ويجرح شعور كل مسلم ما تنشره وسائل الإعلام من صور عابثة ومشاهد خادشة وبرامج فاسدة في بلاد الحرمين، في مهبط الوحي ومدينة النبوة، ومهد الرسالة، وفي عقر دار دعوة طالما تفاخرت الدولة السعودية بها!!
إن الفساد الممنهج من الدولة السعودية يجمع بين المخالفات الشرعية والمفاسد الأخلاقية وهدم القيم وإفساد الشباب والشابات وتخريب المجتمع.
ويتحمل وزر كل ذلك أولو الأمر أولاً، ثم القائمون عليها ثانياً، ثم المشاركون والمروِّجون لها ثالثاً، ثم من رآها ورضي بها، أو سكت عنها مع قدرة على إنكار المنكر والأمر بالمعروف رابعاً.
إن العلماء ومجامعهم العلمائية ليربؤون بأرض الحرمين بما لها من خصوصية تمس كل مسلم في الأرض؛ أن تطالها يد العبث أو تدنسها لوثات الانحلال والضلال ونبرأ إلى الله تعالى منها ظاهراً وباطناً.
وندعو الحكومة السعودية، إلى إيقاف هذا التخريب المبرمج الذي لن يعود على دولتهم ومجتمعهم كله إلا بأوخم العواقب وأبشع المآلات؛ فإن من أسباب الهلاك والزوال والخذلان هو ما تحدثه الدول أو تتيحه من فسوق وفجور مصحوب بترك الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وحبس وكتم من يحاول الإصلاح ومقاومة الفساد، قال الله تعالى: (وإِذَا أَرَدْنَا أَن نُّهْلِكَ قَرْيَةً أَمَرْنَا مُتْرَفِيهَا فَفَسَقُوا فِيهَا فَحَقَّ عَلَيْهَا الْقَوْلُ فَدَمَّرْنَاهَا تَدْمِيرًا). وقال سبحانه وتعالى: (وَمَا كَانَ رَبُّكَ لِيُهْلِكَ الْقُرَىٰ بِظُلْمٍ وَأَهْلُهَا مُصْلِحُونَ).
إن طريق النجاة والنجاح عند المسلمين معقود بناصية الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، الذي هو واجب شرعي على الحاكم والعالم أولا، ثم على كل قادر على ذلك، كما قال تعالى: (الَّذِينَ إِنْ مَكَّنَّاهُمْ فِى الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنْكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ).
فما الحال إذا كان الوالي هو الآمر بالمنكر والناهي عن المعروف، والعالم خائفا مضطهدا أو مسجونا مقموعا؟
فما الحال إذا كان هذا في أقدس البقاع وفي أشرف المشاعر وفي أكنافها من جزيرة العرب التي هي أصلا جزيرة الإسلام ومنبعه ومأرزه؟
إن التقدم والنهضة لا تتحقق بالعبث واللهو واللعب بل بالعلوم النافعة والسياسة الشرعية الراشدة والعدل والحق.. خاصة في البلاد التي مَنّ الله عليها بوجود المقدسات فيها، وبشعب مسلم مئة في المئة.
وإن توسل البقاء في الحكم عبر الانحلال والفجور، أو عبر استرضاء من لا خلاق له؛ هو دليل على فساد في التصور، وعمى في الرؤية وهو مؤذن بانهيار قادم، وتقسيم للبلاد وفك لوحدتها، وقد بدأ ذلك بإعلان استقلال مرتع الترفيه المشبوه المسمى (نيوم) بقوانين خارجة عما تعلنه المملكة من اتباع للشريعة وتحكيم لها.
إننا ندعو إلى وقفة جادة ومستمرة من كل مسلم في داخل بلاد الحرمين أو خارجها؛ بالتصدي لهذه الهجمة التخريبية، بكل الوسائل المشروعة؛ قياما بحق الله تعالى في أهم قلاع الإسلام، وأشرف أراضيه، والتي متى استبيحت بالتغريب والتصهين والإفساد المحمي فإنها ستكون فريسة سهلة لمتربصٍ كتابيٍّ، أو متحفزٍ طائفيٍّ.
حفظ الله بلاد المسلمين من كل شر وفتنة، وحمى الله أهلها من كل مناد للهلاك والبوار، وأعاذنا جميعا من موجبات سخطه، وهدانا إلى صراطه المستقيم.
وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
“لمن أراد التوقيع على هذا البيان قياما بالحق ونصرة للخلق وإبراء للذمة فيمكنه التوقيع من خلال رابط هذا الرابط: https://forms.gle/1FZuyYqkvrbivhPW7 ، فجزاكم الله عن المسلمين خيرا”
الموقعون :
المؤسسات الموقّعة
- منتدى العلماء
- جمعية النهضة اليمنية
- مجلس العلماء للاتحاد الإسلامي الماليزي
- اتحاد العلماء والمدارس الإسلامية تركيا
- هيئة علماء فلسطين
- مجمع الخلفاء الراشدين الدعوي
- ملتقى علماء فلسطين
- رابطة علماء المغرب العربي
- رابطة علماء أهل السنة في تركيا
الأفراد الموقّعون
- الشيخ محمد الحسن الددو “رئيس مركز تكوين العلماء”
- د. سعيد بن ناصر الغامدي “الأمين العام لمنتدى العلماء”
- د. سالم بن عبد السلام الشيخي “رئيس منتدى العلماء”
- د. جمال عبد الستار “الأمين العام لرابطة علماء أهل السنة”
- د. محمد الصغير “الأمين العام للهيئة العالمية لنصرة نبي الإسلام ومستشار وزير الأوقاف المصري السابق”
- د. نواف تكروري “رئيس هيئة علماء فلسطين”
- أ. د. نسيم ياسين “رئيس رابطة علماء فلسطين”
- الدكتور مروان أبو رأس “رئيس رابطة علماء فلسطين غزة”
- الشيخ سامي بن مصطفى الساعدي “أمين عام مجلس البحوث بدار الإفتاء الليبية”
- الشيخ الحسن بن علي الكتاني “رئيس رابطة علماء المغرب العربي”
- الشيخ مولانا غوث الدين “رئيس المجمع العلمي للعلماء الأفغان”
- الشيخ أحمد الحسني الشنقيطي ” الأمين العام المساعد لرابطة علماء المغرب العربي”
- د. وصفي عاشور أبو زيد “رئيس مركز الشهود الحضاري للدراسات الشرعية والمستقبلية”
- د. محمد سليمان نصر الله الفرا “رئيس رابطة علماء فلسطين – فرع خان يونس”
- د. عطية عدلان ” مدير مركز (محكمات) للبحوث والدراسات”
- الشيخ بشير بن حسن “مدير مركز الثقافة الإسلامية في باريس”
- د. حاتم عبد العظيم “أستاذ الشريعة الإسلامية”
- د. يونس الأسطل “عضو رابطة علماء فلسطين وعضو البرلمان الفلسطيني ومختص في الفقه وأصوله وأستاذ في التفسير”
- د. فاضل سليمان “مدير مؤسسة جسور الدعوية في أمريكا”
- البروفيسور د. عبد الفتاح العويسي “مؤسس المشروع الحضاري المعرفي العالمي لبيت المقدس”
- الشيخ صفاء الضوي أحمد العدوي “عضو رابطة علماء المسلمين”
- الشيخ طايس الجميلي “مستشار في وزارة الأوقاف القطرية”
- د. أسعد أبو شريعة
- الشيخ شكري مجولي “إمام مسجد فنزبري بارك في لندن”
- الأستاذ متعب المطيري “مدير قناة العلمانية”
- د. أنور الخضري “كاتب وباحث يمني”
- د. محمود سعيد الشجراوي “عضو الأمانة العامة لاتحاد الأكاديميين الفلسطينيين”
- الشيخ علي بشر آدم
- د. عبدالله الزنداني “أستاذ الاقتصاد الإسلامي بجامعة الإيمان”
- د. سعد رزيقه “عضو مجلس أمناء هيئة نصرة نبي الإسلام”
- الشيخ أحمد بن ناجي الزراع “قارئ وباحث وداعية إسلامي”
- الشيخ محمد الصاوي “داعية مصري”
- عبد المطلب عبد الله محمد “عضو مجلس الإفتاء في ولاية يوبي – نيجيريا وإمام خطيب القصر الحكومي في الولاية”
- الشيخ إبراهيم الإبراهيم “داعية لبناني”
- الشيخ علي اليوسف “عضو مؤسس في رابطة علماء فلسطين في لبنان”
- البروفیسور نور الحق عزیزي “أكاديمي أفغاني”
- الشيخ عتیق الله محبي “من علماء أفغانستان”
- الشيخ ذبیح الله أمین “من علماء أفغانستان”
- د. ياسر عبد الحليم “أكاديمي ومفكر إسلامي مصري”
- الشيخ نقیب الله حمید “من علماء أفغانستان”
- الشيخ بشير محمود إسماعيل سليمان “محاضر بجامعة الأقصى في غزة”
- الشيخ إسلام الغمري “عضو الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين”
- الشيخ أحمد العمري “رئيس لجنة القدس في الإتحاد العالمي لعلماء المسلمين”
هذا وقد وردت عشرات التواقيع الموافقة على هذا البيان من قبل عامة الناس، وحملة التواقيع مستمرة بإذن الله تعالى