أخبار المنتدىأخبار ومتابعاتبيانات

بيان العلماء عن دعوة وزارة (الشؤون الدينية والدعوة والإرشاد) في السعودية لعقد مؤتمر بمكة

بسم الله الرحمن الرحيم

بيان العلماء عن دعوة وزارة (الشؤون الدينية والدعوة والإرشاد) في السعودية لعقد مؤتمر بمكة

 

الحمد لله رب العالمين القائل: “وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ لاَ تُفْسِدُواْ فِي الأَرْضِ قَالُواْ إِنَّمَا نَحْنُ مُصْلِحُونَ * أَلا إِنَّهُمْ هُمُ الْمُفْسِدُونَ وَلَكِن لاَّ يَشْعُرُونَ” (البقرة: 11، 12)

والصلاة والسلام على سيدنا محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين، وبعد:

فقد تابع العلماء دعوة وزارة (الشؤون الدينية والدعوة والإرشاد) في السعودية لإقامة مؤتمر إسلامي بمكة المكرمة تحت عنوان: ( التواصل مع إدارات الشؤون الدينية والإفتاء والمشيخات في العالم وما في حكمها)، واطلعوا على المحاور التي سيتضمنها المؤتمر وهي تتناقض مع المبادئ التي تقوم عليها الشؤون الدينية خلال السنوات الأخيرة حيث أنها تمارس التفرقة وشق الصف في المجتمع ومحاربة الإسلام من خلال إجراءاتها التعسفية، بإيقاف الأئمة والخطباء والتحقيق معهم، واتهامهم بتهم باطلة، وفرض قيود عليهم، وإلزامهم بخطب مكتوبة تحريضية على الجماعات الإسلامية، وقيامها بإيقاف مكبرات الصوت أثناء الصلوات وخطب الجمعة، ودعوة المواطنين وتحريضهم على بعضهم من خلال البلاغات الكيدية وتجسسهم على بعضهم.

ولا يخفى على أحد أن خدمة الإسلام والمسلمين تكون بكف الأذى عنهم وإيقاف دعم الحركات والجماعات المتطرفة التي توغل في دماء المسلمين وتنتهك حرماتهم وإيقاف جيوش الذباب الالكتروني التي تقذف أعراض العلماء والدعاة والمصلحين والمسلمين، حيث يعاني العالم الإسلامي من الجماعات الإرهابية المتطرفة، ممن تتخذ الدين غطاء لها، أو من تلك المعادية للإسلام، من العلمانيين والليبراليين المتطرفين وهؤلاء مدعومون بشكل مباشر من السلطات السعودية؛ ومكافحتها لا يحتاج إلى مؤتمرات وإنما يحتاج إلى إيقاف دعمهم ماليا، وعدم تبني فكرهم.
هذا ولا يخفى على أحد وقوف السلطات السعودية في الفترات الأخيرة مواقف مخزية من القضايا الإسلامية الكبرى واصطفافها في صف أعداء الأمة الاسلامية، كقضية المسلمين المضطهدين في الصين والهند، وفلسطين وسعيها الحثيث للتطبيع مع الصهاينة والبحث عن رضاهم جهارا دون حياء، ودعوتهم لزيارتها وزرع أشجارهم، ومشاركتهم في الفعاليات داخل المملكة، واعتقال الفلسطينيين والعرب الرافضين للاحتلال فمن الغريب حديثها عن تعزيز الوحدة الإسلامية في الوقت التي تعمل كل ذلك.
إن الوسطية والاعتدال هي التزام ما جاء في كتاب الله وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم، والتعامل مع الخلاف الفقهي أو العقدي في إطاره المعمول به بين أهل العلم المتخصصين دون اللجوء إلى تكفير المخالف وسجنه واتهامه بالخيانة والعمالة والخروج والردة وهذا ما وقع مع علماء أجلاء في المملكة، حيث اعتُقِل العلماء والدعاة الرافضين للإلحاد والانحلال وشُهِّرَ بهم وحوكموا وفرضت عليهم عقوبات قاسية لمجرد وقوفهم مع قضايا الأمة ورفضهم الانحلال والفساد في بلاد الحرمين الشريفين ولا ذنب لهم غير ذلك وأمرهم بالمعروف ونهيهم عن المنكر.

في الوقت ذاته تقوم السلطات السعودية بدعم الملحدين ومن يدعو للانحلال وتسخر كامل إمكاناتها لإفساد الشعب وإجباره على الفساد، وتنفق المليارات سنويا لإقامة الحفلات الغنائية والمهرجانات السينمائية، وتقدم لهم كل التسهيلات، وتمنحهم الجوائز بقدر فسادهم وغرقهم في المحرمات.

وإننا الموقعين على هذا البيان نؤكد الآتي:

أولاً: دعوة العلماء والمؤسسات إلى عدم الاستجابة للدعوة الموجهة إليهم حتى لا يكونوا شركاء في الإثم الذي تقوم به مؤسسة الشؤون الدينية لقوله تعالى: (وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَلا تَعَاوَنُوا عَلَى الإثْمِ وَالْعُدْوَانِ) وحضورهم يعني إعطاء المشروعية للمنكرات والقبول بالتطبيع، والمشاركة في خذلان الأمة الإسلامية في المواقف المهمة والحاسمة، كون هذا المؤتمر ليس سوى تشريع للفساد والمنكرات وتعزيزها بمواقف من بعض العلماء والجهات الإسلامية وإيهام بعض المؤسسات الإسلامية في الخارج أن الحكومة السعودية لا تزال تمثل الإسلام وحريصة على وحدة المسلمين.

ثانياً: ندعو الشؤون الدينية إلى الاضطلاع بمسؤولياتها، في حمل الدعوة الاسلامية وإنكار المنكرات القائمة في السعودية تحت مسمى الترفيه، ونصح الحاكم وتوجيهه.

ثالثاً: ندعو السلطات السعودية إلى الإفراج غير المشروط عن العلماء والدعاة المعتقلين الذين يمثلون الفكر الوسطي وإفساح المجال لهم ليقوموا بواجبهم ويؤدوا الرسالة التي ائتمنهم الله عليها، من أمر بالمعروف ونهي عن المنكر وتعليم الناس الخير.

والله من وراء القصد
حرر في تاريخ ٢٤محرم ١٤٤٥للهجرة الموافق ١١-٨-٢٠٢٣
. منتدى العلماء
. رابطة علماء أهل السنة
. رابطة علماء ودعاة تونس في المهجر
.مركز ميراث النبوة
.مجمع الفقه الإسلامي في الهند

 

 

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى