أضحى باب العامود في مدينة القدس المحتلة عنوانا لاحتجاج الفلسطينيين على قرار الرئيس الأمريكي دونالد ترمب باعتبار القدس عاصمة لإسرائيل.
وتنقل عدسات المصورين كثيرا من المواقف والأحداث الساخنة، وكان آخرها ظهر الجمعة، في صورة مباشرة بثها تلفزيون فلسطين لمقدسية أصيبت بالرأس بعد اعتداء قوات الاحتلال عليها، أثناء تواجدها على الدرجات قبالة باب العامود.
وقالت المقدسية المصابة للصحفيين، إن جنود الاحتلال عاملوها بعنف أثناء جلوسها قبالة باب العامود، كموقف احتجاجي منها على إعلان القدس عاصمة لإسرائيل، وأضافت أن أحد الجنود دفعها بقوة لتصاب بجروح في رأسها.
وأعلنت أنها لن تغادر المكان رغم إصابتها.
عقوبات ضد النساء
وترى الناشطة المقدسية فاطمة خضر، أن باب العامود يعد “موقعا استراتيجيا كونه أقرب بوابة للدخول للحرم القدسي خاصة للقادمين من خارج البلدة القديمة، إضافة إلى تحوله إلى مربع لسقوط عدد كبير من الشهداء”.
ونوّهت في حديثها لـ”عربي21” إلى أن “الاحتلال يمنع الجلوس في منطقة باب العامود نكاية بالمقدسيين الذين أبدعوا في تنظيم فعاليات ووقفات طوال ساعات النهار والليل بعضها رمزي مثل أكل كعك القدس، ووقفات القراءة ورفع الأعلام الفلسطينية، وارتداء الكوفية، وإطلاق الأهازيج الوطنية”.
وسلطت خضر الضوء على “بروز مشاركة المرأة الفلسطينية في تلك الوقفات في منطقة باب العامود، وهذا يفسر انتقام الاحتلال منهن والتعرض لهن بالضرب المبرح، كما جرى قبل أيام وفرض غرامات وعقوبات على النساء بعضها حرمان من التواجد في البلدة القديمة لعدة أسابيع وحرمان من الصلاة في المسجد الأقصى”.
وأشارت الناشطة النسوية إلى أن “الاحتلال يحاول إبعاد الشباب عن باب العامود للاستفراد بالنساء والأطفال، وملاحقتهم”.
تحويل باب العامود إلى ثكنة عسكرية
من جانبه، وصف مدير نادي الأسير في القدس، ناصر قوس، باب العامود بأنه “باب الشهداء من كثرة ارتقاء الشهداء عليه في الأعوام الأخيرة كونه الباب المؤدي إلى المسجد الأقصى وكنيسة القيامة، والبلدة القديمة، ما جعله ميدانا للمواجهات الليلية والنهارية”.
وأضاف في حديثه لـ”عربي21” أن “منطقة باب العامود مرتبطة بساحة كبيرة تمكن أهالي القدس من التجمع وتنظيم فعاليات لإيصال رسالتهم للعالم في ظل سهولة تواجد كم كبير من الصحفيين ووسائل الإعلام”.
وكشف قوس عن “مخططات للاحتلال يسعى من خلالها إلى تحويل باب العامود إلى ثكنة عسكرية على مدار الساعة، وتغيير معالمه تحت مبرر أنها أضحت طريقا لمرور المستوطنين من الأحياء الخارجية إلى داخل البلدة القديمة”.
تغيير معالم المكان
أما الناشط المقدسي المسيحي، نضال عبود، فيرى أن الاحتلال “ينظر لباب العامود نظرة عقائدية مرتبطة بالتاريخ، وباب العامود يطل على موقع استراتجي نشط، وبالتالي يسعى الاحتلال لتعكير تواجد المقدسيين في المكان ولتمكين المستوطنين من التنقل بحرية”.
وحذّر عبود من أن الاحتلال يسعى “الآن لتزوير وتغيير معالم باب العامود، وتكثيف تواجد الجنود فيه حتى يبعد الجو المقدسي عنه، ويضغط لإبعاد المقدسيين عن المكان عبر الضرب والقمع الشديد والإبعاد كما حصل معي قبل أسبوع حيث أجبرت على مغادرة المكان بالقوة”.
وقال إن “رسالة المقدسيين للعالم، ضرورة وقوف الحكومات إلى جانب المقدسيين، واعتبار قرار ترمب حبرا على ورق، وستبقى القدس تحمل هويتها العربية الفلسطينية، وسيبقى باب العامود محطة للاعتصام مهما كان الضغط لأن التجمع سلمي وإنساني”.
ويعد باب العامود من أجمل أبواب مدينة القدس، ويعد أهم مداخلها، ويقع باب العمود غرب الباب الجديد وشرق باب الساهرة، يمر الداخل من الباب إلى مفترق طرق، أولاها إلى سوق باب خان الزيت، وثانيتها إلى طريق الواد فالمسجد الأقصى، وثالثتها إلى حارة السعدية وحارة باب حطه.
وأعاد السلطان العثماني سليمان القانوني بناءه عام 944هـ/ 1538م فوق الباب الروماني القديم، حيث يبدو عقدة في نهاية الخندق الذي يعبره الناس على قنطرة تمر فوقه.
ومن يشاهد باب العمود، يرى أنه بني ليكون قلعة حصينة، فهو شاهق الارتفاع يعلوه قوس نصف مستدير، وفتحات أو ثقوب مدببة فوقها أبراج مزركشة، وعرض مدخل الباب قرابة أربعة أمتار ونصف.
(المصدر: عربي21)