بدأت أمس الإثنين الماضي 16 أبريل بمدينة “إسطنبول” التركية أعمال مؤتمر الأقليات المسلمة تحت عنوان “القمة العالمية للأقليات المسلمة” بمشاركة 250 ممثلاً عن 100 دولة وبرعاية رئاسة الشؤون الدينية التركية.
تضمنت قائمة المشاركين في القمة رؤساء أو ممثلين عن الإدارات الدينية بجانب أكاديميين ونشطاء وصحفيين وكتاب يعملون في المجال نفسه.
ويبحث المؤتمر الذي يستمر لثلاثة أيام القضايا الرئيسية للمناطق التي تعيش فيها الأقليات المسلمة، وإيجاد الحلول المناسبة لها فضلا عن تبادل الخبرات في مجال التعليم الديني ورفع مستوياته.
أردوغان: نتعرض لحملات كاذبة
وفي كلمته أثناء القمة قال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان: إن “العالم الإسلامي يتعرض لحملات عارية عن الصحة وهناك من يستهدفون مستقبلنا”، مؤكدا أنه “ينبغي علينا أن نكون في الميدان ضد السياسات التي تستهدف دماء وحياة المسلمين”.
وأشار أردوغان إلى أن هناك مشروعا لإدانة الدين الإسلامي، وأن وصول الأحزاب المتطرفة لبعض الحكومات الغربية جزء من هذا المشروع المتفق عليه.
وذكر في هذا السياق أن العالم الغربي يعمل على الدفاع عن أيديولوجيته وطريقة الحياة الخاصة به من خلال معاداة الإسلام، موضحا أن المسلمين يواجهون اليوم هجمات متعددة الأوجه.
وشدد أردوغان على أن تركيا وبخلاف ما يجري في المنطقة لا تميز بين إخوتها، مشيرا إلى أن “الاختلافات لا تفسد وشائج الأخوة وعرى المحبة بين منتسبي الأمة الواحدة الذين تتجه قلوبهم وأفئدتهم نحو الكعبة المشرفة في كل صلاة”.
وحول الاعتداءات على الأقليات المسلمة في أوروبا ذكر أردوغان أن “ألمانيا وبلجيكا وفرنسا تأتي في مقدمة البلدان التي ترتكب فيها أعمال مبنية على التفرقة الدينية”.
أرباش: الإسلاموفوبيا جريمة ضد الإنسانية
ومن جانبه قال رئيس الشؤون الدينية التركية علي أرباش، إنه لا بد من اعتبار الإسلاموفوبيا جريمة ضد الإنسانية في جميع أنحاء العالم.
ودعا المسلمين إلى أن يجهزوا خطابًا بديلًا، وخطة عمل لمكافحة الإسلاموفوبيا، ويطبقوها عالميًا.
وأضاف أرباش أنه “على علماء الدين الإسلامي ألا يتسامحوا أبدًا مع استخدام لغة خشنة وإقصائية وتكفيرية لشرح الإسلام، وأن يحذوا في الخطاب الديني حذو الأسلوب النبوي المعتدل، والجميل، والحاضن للجميع”.
وتابع أن “العقدين الماضيين شهدا محاولات لخلق الفتنة والتفرقة العرقية والمذهبية في العالم الإسلامي”.
وقال أرباش: “هناك مساعٍ لإضعاف شعور الأخوة والوحدة في الأمة. وتستمر مشاكل الإرهاب والعنف والفقر والجهل في التأثير على الأغلبية في العالم الإسلامي. وأصبح وضع إخوتنا الذين يعيشون كأقليات أكثر حساسية في بعض البلدان”.
وحول أهداف المؤتمر قال: “يستهدف هذا المؤتمر التعارف بين أقليات المسلمين الذين يواصلون حياتهم في البلدان التي يعيشون فيها باعتبارهم ممثلي “الهلال”، وإحياء روابط الأخوة المهملة، ونقاش المشاكل التي يواجهونها والبحث عن سبل لحلها وتسويتها، والتعاون في مجال التعليم الديني والخدمات الدينية”.
وطالب رئيس الشؤون الدينية ممثلي الأقليات المسلمة في العالم المدعوين للمشاركة في المؤتمر بإعداد تقرير حول المشاكل التي يعاني منها المسلمون في بلدانهم بغية نقاشها وإيجاد حلول لها.
(المصدر: وكالات)