مقالاتمقالات المنتدى

الوعي الجَمعي

الوعي الجَمعي

 

بقلم أ. د. فؤاد البنا

 

مما تعلمنا إياه سورة الفاتحة أنه لا خلاص في الحقيقة للأفراد إلا بخلاص الجماعة المسلمة كلها؛ حيث يتضرع المسلم أمام ربه سائلا إياه الهداية ١٧ مرة على الأقل في كل يوم، إذ لا بد أن يتلو في كل ركعة من صلاته سورة الفاتحة قائلاً: {اهدنا الصراط المستقيم}، حيث يستجلب هدايته الفردية من ربه ضمن الهداية العامة لأمته، حتى ولو كان يصلي وحده في بيته أو عمله أو معتقله!

وكان من الممكن أن يروى عن النبي صلى الله عليه وسلم بأنه في صلاته الفردية تلا الآية السابقة بصيغة المفرد قائلا: {اهدني الصراط المستقيم} فيقتدي به المسلمون، لكنه لم يفعل ذلك؛ لكي يقول لكل مسلم في أي ظرف كان عيشه: ينبغي أن تكون الأمة حاضرة في عقلك ووجدانك دائما، وأن الظروف التي أبعدت جسمك عن الجماعة لا ينبغي أن تبعد عقلك وقلبك عن الشعور بالانتماء إليها، وأن من الضروري أن تبحث عن خلاصك الفردي ضمن الخلاص الجماعي لأمتك!

ولكن كم الشقة بعيدة بين ما هو كائن في حياة أغلب المسلمين من أنانيات وطغيان الحس الفردي، وبين ما ينبغي أن يكون من وعي جماعي وحرص على تحقيق الخلاص العام للأمة من معضلات تخلفها الراهن؛ بسبب عدم الوعي بما نقرأ وتحول الشعائر إلى طقوس جوفاء لا مضمون فيها ولا حياة!

 

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى