الوظائف المنهجية للدرس الأصولي الحلقة الأولى: تنمية ملكة الاستدلال العلمي
إعداد د. محمد قاسمي
من القضايا التي تحتاج إلى مزيد تأكيد هي أن أصول الفقه اهتم بالدليل بما هو منشئ للحكم ومُظهر له ومنبه عليه، بل إن الأصوليين يختصرون وظيفتهم في استمداد الأحكام من أدلتها التفصيلية، معنى ذلك أن محور اشتغالهم هو الدليل بكل تفاصيله ومخرجاته.
وعليه، فالدليل هو حجر الزاوية في عمل الأصولي، واستمداد العلم منه بالاستدلال هو غاية العالم بالدليل والمشتغل به، وقديمًا عبر الإمام الشافعي )ت 204هـ) رحمه الله عن هذا القصد وهذا المقام وما يناله صاحبه من المكرمات والفضائل بقوله: “من أدرك علم أحكام الله في كتابه نصاً واستدلالاً، ووفقه الله للقول والعمل بما علِم منه؛ فاز بالفضيلة في دينه ودنياه، وانتفت عنه الرِّيَب، ونَوَّرت في قلبه الحكمة، واستوجب في الدين موضع الإمامة”، فالنص بتعبير الإمام الشافعي هو الدليل، والاستدلال لا يكون إلا بدليل.
(المصدر: مركز نماء للبحوث والدراسات)
