بقلم حسام جابر
سُئل الإمام أبو حنيفة (ت 150 هـ): عمَّن أخذتَ الفقه؟ فأجاب: “كنتُ في معدن العلم والفقه، فجالستُ أهلَه، ولزمتُ فقيهًا من فقهائهم”.
يقول الشيخ محمد أبو زهرة (ت 1394هـ): “والعبارة التي قالها ذلك الإمام الحكيم تنبئ عن أنَّ المتعلِّم لا يَستقيم له العلم إلَّا بثلاثة أمور: أن يكون في بيئة علميَّة يعيش فيها ويستنشق عبيرَه منها، وأن يجالِس العلماء، ويَلتقي بكلِّ أنواع الاتِّجاهات الفِكرية في عصره، وأن يَلزم شيخًا من الشيوخ يبصِّره بالدقائق، وينبِّهه إلى الخفي؛ حتى يسير في كل شيء على نور، فلا يضل ولا يَخزى…”[1].
وهكذا يتَّضح لنا أنَّ عناصر العملية التعليميَّة تتكون من خمسة أركان: طالبٌ يدرسُ كتابًا على يد شيخ، وفقًا لمنهجية علميَّة، في ظلِّ بيئة علمية.
1- الطالب (المتعلم):
قسَّم الإمام علي رضي الله عنه الناسَ إلى ثلاثة أصناف، فقال: “الناس ثلاثة؛ فعالم ربَّاني، ومتعلِّم على سبيل نجاة، والباقي همَج رعاع أَتباع كل ناعِق؛ فإن لم تكن عالمًا، فلتكن متعلمًا، ولا تكن الثالثة فتهلك”!
وها هو الشافعي (ت 204 هـ) يوصي طالب العلم بست نصائح ذهبيَّة، فيقول:
أخي لن تَنال العلمَ إلَّا بستةٍ *** سأُنبِيك عن تَفصيلها ببيانِ
ذكاءٌ وحِرص واجتهادٌ وبُلغةٌ[2] **** وصحبةُ أستاذٍ وطولُ زمانِ
2- الشيخ (المعلم):
هذا الركن هو أهمُّ الأركان الخمسة وأعزُّها في زماننا هذا، ونَقصد به الشيخ المربِّي القدوة المعلم، إلَّا ما رحم ربي.
يقول الإمام الشَّاطبي (ت 790هـ) في الموافقات: “وإن كان النَّاس قد اختلفوا: هل يمكن حصول العلم دون معلِّم أم لا؟ فالإمكان مُسَلَّمٌ، ولكن الواقع في مجاري العادات أن لا بدَّ من المعلِّم، وهو متَّفَق عليه في الجملة، وإن اختلفوا في بعض التفاصيل؛ كاختلاف جمهور الأمَّة والإماميَّة -وهم الذين يَشترطون المعصوم- والحق مع السَّواد الأعظم الذي لا يَشترط العِصمة، من جهة أنَّها مختصَّة بالأنبياء عليهم السلام، ومع ذلك؛ فهم مقرُّون بافتقار الجاهل إلى المعلِّم، عِلمًا كان المُعَلَّمُ أو عملًا، واتِّفاق الناس على ذلك في الوقوع، وجريان العادة به: كافٍ في أنَّه لا بدَّ منه.
وقد قالوا: “إنَّ العلم كان في صدور الرجال، ثمَّ انتقل إلى الكتب، وصارت مفاتحه بأيدي الرجال”.
وهذا الكلام يَقضي بأن لا بدَّ في تحصيله من الرجال؛ إذ ليس وراء هاتين المرتبتين مرمًى عندهم، وأَصل هذا في الصَّحيح: ((إنَّ الله لا يَقبضُ العلمَ انتزاعًا ينتزعُه من العباد، ولكن يقبضُ العلمَ بقبض العُلماء، حتى إذا لم يُبقِ عالمًا، اتَّخذ الناسُ رُؤوسًا جُهَّالًا، فسُئلوا فأفتوا بغير علمٍ، فضلُّوا وأضلُّوا))[3]، فإذا كان كذلك؛ فالرِّجال هم مفاتحه بلا شك”[4].
رحم الله الإمامَ الشافعي حينما قال: “مَن دخل في العلم وحده، خرج وحده”.
3- الكتاب:
لأهل العلم طريقتان في تَدريس العلوم:
الأولى: تدريس المتون العلميَّة في كلِّ علم من العلوم، وينتقل خلالها الطالب من متنٍ إلى آخر عن طريق مَنهج علميٍّ دقيق لتصوير المسائل في ذِهن الدَّارس بطريقة متدرجة ومتكاملة.
والأخرى: دراسة كتب المتأخِّرين والمعاصرين، ولكلِّ طريقة منهما خصائصها ومميزاتها.
من مميزات دراسة المتون (مميزات عامة):
1- قلَّة العبارات؛ فالمتون هي اقتضاب في اللَّفظ ليحمل المعاني الكثيرة.
2- جزالة الألفاظ، وجمال العبارات؛ فالمتون تنقسم إلى قسمين: متون منثورة، ومتون منظومة في أبيات الشِّعر؛ يسمَّى الشِّعر التعليمي.
3- سياحة علميَّة ماتعة!
حيث يُجرى على المتن مجموعة من العمليَّات العلمية (قد تجرى بعض العمليَّات الآتية أو جميعها):
1- الشرح.
2- الحاشية على الشرح، التحشية: تعليق على نصٍّ في هامشه أو بعد نهايته بملاحظاتٍ تفسيريَّة أو تاريخيَّة ونحوها، يضيفها مؤلِّف النَّصِّ، أو محقِّقه علَّق على الكتاب بتحشيات مفيدة للقارئ.
3- التعليقات على الشرح والحاشية؛ وهي نتاج مدارسة العلم.
4- اختصار للشرح وتلخيص له، والاختصار: هو إقلال اللَّفظ بإكثار المعنى، وقد يحدث اختصارٌ للاختصار!
5- التهذيب: وهو الاختصار، ولكن مع زيادة تحريرات واستدراكات وزيادات، يرى المهذِّب أنَّها ضرورية لاستكمال الشَّرح.
6- الترتيب: قد يَحدث أحيانًا إعادة تَرتيبٍ للمتن أو للشَّرح؛ وذلك عن طريق التقديم والتأخير للمسائل والعبارات.
وهناك العديد من الشَّواهد لهذه العمليَّات العلميَّة يضيق المقام بذكرها.
4- اتصال سلسلة الإسناد؛ فيتَّصل المتأخرون بالمتقدمين، ويظل هذا العلم يصِل بالإسناد إلى أن يشاء الله تعالى.
من مميزات دراسة الكتب العلمية (مميزات عامة):
1- سهولة العبارات والابتعاد عن الألفاظ الغريبة.
2- استيعاب كثيرٍ من المسائل عند المتقدِّمين، وتجميعها، وإعادة عرضها بأسلوب ميسَّر.
3- الاستفادة من التقنيات العلميَّة الحديثة في عمليَّة العرض والتقديم، وجمع المادة العلمية.
4- تصلح غالبًا للدِّراسة في المرحلة التمهيديَّة والمراحل الأولية للطلب.
5- حسن التقسيم والتبويب والفهرسة للمادَّة العلمية.
4- المنهج:
المنهج يعني السَّبيل الفِكري والخطوات العلميَّة التي يَتبعها الباحثُ في مساره بقصد تحصيل العلم.
وعرَّفه البعض بأنَّه: (فنُّ التنظيم الصَّحيح لسلسلةٍ من الأفكار العديدة؛ إمَّا من أجل الكشف عن الحقيقة حين نكون بها جاهلين، أو البَرْهنة عليها للآخرين حين نكون بها عارفين)[5].
ولا بدَّ من مراعاة التدرُّج والتكامليَّة في طلب العلم الشريف، ولأهل العلم أقوال مشتهرة في ضبط المنهج العلمي، فقالوا:
- “مَن لم يتقِن الأصول، حُرم الوصول”.
- “من رام العلمَ جملةً، ذهب عنه جملة”.
- “ازدحام العلم في السَّمع مضلَّة الفهم”.
- “من حفِظ المتون، حاز الفنون”.
يقول الشيخ بكر أبو زيد رحمه الله: “وعليه؛ فلا بدَّ من التأصيل والتأسيس لكلِّ فنٍّ تطلبه؛ بضبط أصله ومختصره على شيخٍ متقن، لا بالتحصيل الذَّاتي وحده، وآخذًا الطلب بالتدرج، قال الله تعالى: ﴿ وَقُرْآنًا فَرَقْنَاهُ لِتَقْرَأَهُ عَلَى النَّاسِ عَلَى مُكْثٍ وَنَزَّلْنَاهُ تَنْزِيلًا ﴾ [الإسراء: 106]، وقال تعالى: ﴿ وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لَوْلَا نُزِّلَ عَلَيْهِ الْقُرْآنُ جُمْلَةً وَاحِدَةً كَذَلِكَ لِنُثَبِّتَ بِهِ فُؤَادَكَ وَرَتَّلْنَاهُ تَرْتِيلًا ﴾ [الفرقان: 32]، وقال تعالى: ﴿ الَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ يَتْلُونَهُ حَقَّ تِلَاوَتِهِ ﴾ [البقرة: 121].
فأمامك أمور لا بدَّ من مراعاتها في كلِّ فنٍّ تطلبه:
1- حفظُ مختصر فيه.
2- ضبطه على شيخٍ متقن.
3- عدم الاشتغال بالمطولات وتفاريق المصنَّفات قبل الضبط والإتقان لأصله.
4- لا تَنتقل من مختصر إلى آخر بلا موجب؛ فهذا من باب الضجر.
5- اقتناص الفوائد والضوابط العلميَّة.
6- جمع النفس للطلب والترقِّي فيه، والاهتمام والتحرق للتَّحصيل والبلوغ إلى ما فوقه، حتى تفيض إلى المطولات بسابلة موثقة”[6].
ثمَّ قال: “واعلم أنَّ ذكر المختصرات فالمطولات التي يؤسَّس عليه الطلَب والتلقِّي لدى المشايخ تَختلف غالبًا من قُطر إلى قُطر باختلاف المذاهب، وما نشأ عليه علماء ذلك القُطر من إتقان هذا المختصر والتمرُّس فيه دون غيره، والحال هنا تختلف من طالبٍ إلى آخر باختلاف القرائح والفهوم، وقوَّة الاستعداد وضعفه، وبرودة الذِّهن وتوقده، وقد كان الطلَب في قُطرنا بعد مرحلة الكتاتيب والأخذ بحِفظ القرآن الكريم يمرُّ بمراحل ثلاث لدى المشايخ في دروس المساجد؛ للمبتدئين، ثمَّ المتوسطين، ثم المتمكنين”[7].
5- البيئة العلمية:
ونقصد بالبيئة العلميَّة: التفاعلات الدراسيَّة بين الطالب والأستاذ، وبين الطالِب وأقرانه في أماكن الدِّراسة؛ كالمساجد وغيرها، وممَّا يلحق بالبيئة العلميَّة أيضًا الاختبارات (الشفويَّة والتحريرية) للدَّارس.
لذا وَضع العلماء آدابًا خاصَّة للطالب في خاصَّة نفسه، وآدابًا للطالب مع شيخه، وآدابًا للطالب مع أقرانه وزملائه، وآدابًا للمعلِّم مع طلَّابه، فكما أنَّ للطالب وظائف وآدابًا، فللمعلِّم أيضًا وظائف وآداب!
وما نَكِدَ العيشُ بنا الآن إلَّا نتيجة ضياع الأدب بين الطَّلبة، بل وأحيانًا من بعض أهل العلم أنفسهم! وإلى الله المشتكى.
مبادئ العلوم:
يذكر العلماء أنَّ الباحث في أيِّ علم تَعترضه جهالتان وعبثان؛ جهالة محضة وجهالة عرفيَّة، وعبثٌ مَحض وعبثٌ عرفي.
فأمَّا الجهالة المحضة، فهي عدَم المعرفة بالعلم أصلًا، ومعها يَستحيل الشروع في العلم؛ لأنَّها جهالة تامَّة، وترتفع الجهالة المَحضة بالسَّماع عن العلم.
وأمَّا الجهالة العرفيَّة، فمعناها المعرفة الجزئيَّة بالعلم دون معرفة تفاصيل مسائله، وما اشتمل عليه من مسائل كليَّة وجزئية، وتَرتفع هذه الجهالة بمعرفة العلم بحدِّه؛ وذلك من خلال مَعرفة اسمه، ومَن صنَّف فيه، وأهمِّ المصنفات فيه، ومعرفة موضوعه؛ وذلك من خلال مَعرفة مسائله الكليَّة والجزئية.
وأمَّا العبَث المحض، فهو الشُّروع في العلم قَبل معرفة الفائدة من دراسته، وسمِّي عبثًا؛ لأنَّه يدلُّ على سفاهة مَن يقوم بهذا العمل؛ لأنَّه يَبحث حول ما لا فائدة فيه، ويَرتفع هذا العبَث بمعرفة ثَمرة هذا العلم الذي يبحث فيه.
وأمَّا العبث العرفي، فهو الشُّروع في العلم قبل مَعرفة الفائدة التي لا توازي مشقَّة وعناء البَحث فيه، ويَرتفع بمعرفة ثمرته الموازية لعنائه.
ومن هنا اصطلح العلماءُ على أنَّ معرفة العلم بحدِّه يَدفع الجهالتين، ومعرفة فائدته تَدفع العبَثين؛ ولذلك كان لا بدَّ من معرفة مقدمة العلم قبل الشُّروع فيه، وقد عرَّف السعد التفتازاني مقدمة العلم بأنَّها هي: ما يتوقَّف عليه الشروع في ذلك العلم؛ بمعنًى أدق مَعرفة قضايا العلم الثلاث، وهي: الحدُّ، والموضوع، والثمرة[8].
لذا من الأمور المهمَّة في تكوين طالب العلم الآن: أن يَدرس عن العلم قَبل أن يدرس في العلم، أو بعبارة أخرى: أن يَقرأ عن العلم وأطوارِه ومصطلحاتِه قبل أن يَقرأ في العلم؛ فمبادئ العلوم هي المباحث التي توضِّح: كيف هو العلم؟ لا: ما هو العلم؟
يقول د. محمد يسري إبراهيم: (ولقد ظهرَت الحاجةُ إلى تلك المبادئ بسبب أنَّ طلب العلم في زمن الصَّحابة رضي الله عنهم كان مقتصرًا على الاشتغال بالقرآن الكريم والسُّنَّة المطهَّرة؛ حفظًا وفهمًا، بطريقة موسوعيَّة جامعة، فلا تُتجاوز الآيةُ الواحدة حتى يتعلَّم ما فيها من أنواع العلم والعمل معًا؛ وذلك من غير تمييز بين أنواع المسائل الشرعيَّة أو تفريقٍ بين ألوانها.
فلمَّا تطاول الزَّمان، كثرَت المسائل، وتنوعَت النوازل، واتَّسعَت البلدان، واختلط اللِّسان العربي بالأعجمي، وظهرَت عجمة في الأفهام نَتيجة لعجمة اللِّسان، واقتضى حسن التعليم، ويسر التلقين، العدولَ عن تلك الطريقة الموسوعيَّة الجامعة إلى ما هو أَيسر وأقصر، فعمد أهلُ العلم إلى جمَل من المسائل العلمية التي تَشترك في وحدة موضوعيَّة جامعة، فأفردوها باسمٍ يخصها، وبلقبٍ يميزها عن غيرها من المسائل، فتمايزَت بذلك العلوم، وتباينَت الفنون في اسمها ورَسمها، وعرفوا تلك العلوم بما يَضبط مسائلها بطريقين غالبًا؛ إمَّا بذكر الموضوع والمسائل التي يَحتويها العلم، وسمَّوا ذلك حدًّا أو تعريفًا، وإمَّا بذكر الفائدة والثَّمرة والغاية من دراسة ذلك العلم، وسمَّوا ذلك رسمًا، والذي دعا إلى هذا التنويع هو أنَّ فائدة العلم غير مَوضوعِه ومسائله، فكما أنَّ الثمرة ناشئة عن الشَّجرة وليست عينها، فالفائدة مترتبة وناشئة عن العلم بتلك المسائل وليسَت عينها أيضًا، فصار العلمُ المتميز بشخصيَّته عند علماء التَّدوين هو جملة المسائل المَضبوطة بجهةٍ واحدة؛ موضوعيَّةً كانت أو غائية.
ثمَّ إنَّه جرَت عادة المصنِّفين من المتأخِّرين أن يدوِّنوا مقدمةً عن العلم وفضله وثمراته، وما يتعلَّق به في صدر مصنفاتهم؛ وذلك لفوائد، منها:
1- أن يحصِّل طالبُ العلم بصيرةً وتصورًا إجماليًّا للعلم قبل أن يَدخل إلى تفاصيله؛ فيعرف الوحدة الجامعة لمسائل هذا العلم، فيَأمن عندئذٍ من اشتباه مسائل العلوم عليه، ومن دخوله في مسائل ليست من مسائل العلم الذي عوَّل عليه، وقصد إليه.
2- أن يتحقَّق من فائدة العلم ونَفعه؛ ليَنشط في طلبه وتحصيله، وليستعذِب المشاقَّ في سبيله، وليكون عند طلَبه هذا العلمَ النَّافع المفيد مجتنبًا للعبَث والجهالة)[9].
فبدأ العلماءُ بوَضع مبادئ للعلوم، أخذَت تزداد يومًا بعد يوم وفقًا للحاجة المعرفيَّة، حتى وصلَت إلى عشرة مبادئ مشهورة بين العلماء، وقد نَظَمَها غيرُ واحدٍ من العلماء، ومنهم محمد بن علي الصبان (ت 1206هـ) في قوله:
إنَّ مبادي كل فنٍّ عَشَرهْ *** الحدُّ والموضوعُ ثمَّ الثمَرَهْ
وفضلُه ونسبةٌ والواضِعْ *** والاسمُ الاستمدادُ حكم الشَّارِعْ
مسائلٌ والبعضُ بالبعضِ اكتفى *** ومَن درى الجميعَ حاز الشرَفَا
المبادئ العشرة[10]:
1- الحدُّ: ويُقصد به التعريف الجامِع لمسائل العلم ومباحثه، المانع من دخول غيره فيه.
2- الموضوع: وهو المجال المحدَّد الذي يَبحث فيه العلم، والجهة التي تتوحَّد فيها مسائله.
3- الغاية أو الثمرة: الفائدة التي يحصِّلها دارسُ العلم ومتعلِّمه في الدارين.
4- الاستمداد: الروافد، والمصادِر، والأسباب العلميَّة التي يَستقي منها العلمُ مسائلَه ومطالبه.
5- الفضل: ما للعلم من مَنزلةٍ وشرَف وأهميَّة بين العلوم.
6- الواضع: أوَّل مَن ابتدأ التدوينَ والتصنيف في العلم، ووضع أساسَه وأرسَى قواعدَه، كما يَشمل تطوُّر التأليف في العلم ومراحله.
7- الاسم: الألقاب التي أَطلقها أهلُ هذا العلم عليه لتمييزه عن غيره، حتى أصبحَت أعلامًا عليه.
8- الحكم: ويُقصد به الحكم الشَّرعي لتعلُّم هذا العلم من بين الأحكام التكليفيَّة الخمسة.
9- المسائل: وهي المطالِب التي يَبحثها ويقرِّرها العِلم، والتي تَندرج تحت موضوعه.
10- النِّسبة: صِلة العلم وعلاقته بغيره من العلوم.
تنبيه:
قال ابن أمير الحاج (ت 879 هـ): “صرَّح غيرُ واحد من المحقِّقين؛ منهم الشريف الجرجاني: بأنَّ ما جرَت به العادة -مِن ذكرهم وجه ما اشتملَت عليه مقدِّمةُ العلم؛ من حدِّه وغايته والتصديق بموضوعه- لم يَقصدوا به بيان حَصر المقدِّمة فيها، بل توجيه ما ذُكر فيها، حتى ولو وُجد غيرها مشاركًا لها في إفادة البصيرة، ساغ ضمُّه وجَعْلُه منها، وعلى قياس هذا ولو ظهَر عدم الاحتياج إلى بعضها في إفادة البَصيرة لسدِّ غيره مسده، جاز أيضًا إسقاطُه استغناءً بغيره عنه”[11].
يتبع..
﴿ وَاللَّهُ يَقُولُ الْحَقَّ وَهُوَ يَهْدِي السَّبِيلَ ﴾ [الأحزاب: 4].
—————————————————————
[1] محمد أبو زهرة: “تاريخ المذاهب الإسلامية” – دار الفكر العربي، القاهرة – ص 349.
[2] ما يُتبلغ به، أو ما يكفي لسدِّ حاجته ويبلغ به ما يريد؛ كالمال.
[3] لم يذكر الشاطبي الحديث هنا كاملًا، فوضعته كاملًا للفائدة، والحديث عند البخاري في الصحيح (100 – باب كيف يقبض العلم؟).
[4] الشاطبي، إبراهيم بن موسى: “الموافقات” – دار ابن عفان – 1417هـ/ 1997م – جـ 1 – ص 140.
[5] موقع جامعة أم القرى – متاح على الشبكة العنكبوتية: http:// uqu.edu.sa/ page/ ar/ 109045
[6] بكر بن عبدالله أبو زيد: “حلية طالب العلم”، مؤسسة الرسالة، بيروت – 1422 هـ = 2002م – ص 25، 26.
[7] المرجع السابق – ص 27.
[8] د. أسامة الأزهري: “شرح كتاب الباعث الحثيث”، المحاضرة الأولى – متاحة على قناة الشيخ على موقع اليوتيوب، والعبارات من تلخيص الشيخ.
[9] د. محمد يسري: “طريق الهداية”، “مبادئ ومقدمات علم التوحيد عند أهل السنة والجماعة”، دار اليسر، القاهرة – الطبعة الثالثة – 1428 هـ = 2008 – ص 123، 124.
[10] المرجع السابق، ص 124، 125.
[11] ابن أمير الحاج: “التقرير والتحبير في شرح التحرير”، دار الكتب العلمية – 1403 هـ – 1983 م – جـ 1 – ص 14.
المصدر: ساسة بوست.