المنظمة الصهيونية الأميركية تستهدف مسؤولي إدارة بايدن من ذوي الأصول العربية والمسلمة
إعداد محمد المنشاوي
لم تتوقف المنظمة الصهيونية الأميركية -التي تأسست عام 1897- عن مهاجمة اختيارات الرئيس جو بايدن لعدد من مساعديه من أصحاب الأصول العربية والإسلامية.
وبدأت المنظمة حملتها ضد ترشيح ريما دودين لشغل منصب منسقة بالبيت الأبيض للشؤون التشريعية، وتجددت الحملة لتشمل ماهر بيطار عند ترشيحه لشغل منصب مسؤول الاستخبارات بمجلس الأمن القومي المساعد للرئيس بايدن، بالإضافة إلى أُزرا زيا المرشحة لمنصب مساعد وزير الخارجية لشؤون الديمقراطية وحقوق الإنسان.
وتضمنت حملة المنظمة تشويه المسؤولين الثلاثة عبر اغتيال معنوي يشكك في ولائهم للولايات المتحدة، وتهديدهم العلاقات الأميركية الراسخة مع إسرائيل، إضافة إلى اتهامهم بتبني أجندات راديكالية يسارية.
وتستخدم المنظمة في حملتها وسائل تقليدية؛ مثل إرسال بيانات للصحف ومكاتب أعضاء مجلسي النواب والشيوخ، وكتابة مقالات رأي، واستخدام وسائل التواصل الاجتماعي المختلفة.
وفي ما يلي تعريف بهذه الشخصيات:
أُزرا زيا
- تتهم المنظمة الصهيونية أزرا زيا بأن لديها سجلا طويلا في التنديد “باللوبي الإسرائيلي” و”المال السري” الذي يستخدمه للسيطرة على الساسة الأميركيين.
- ترى المنظمة أن المنصب المتوقع أن تشغله أزرا كنائبة لوزير الخارجية لشؤون الأمن الإنساني والديمقراطية وحقوق الإنسان أسوأ منصب يمكن وضعها فيه.
- سألت المنظمة: هل “الأمن الإنساني سيشمل أمن الإرهابيين بمن فيهم الإرهابيون الإسلاميون؟”
- سخرت المنظمة الصهيونية من اختيار أزرا لتكون مسؤولة عن الدفاع عن الديمقراطية حول العالم، في الوقت الذي ستتجاهل فيه “حقوق الإنسان التي تداس في غزة والأراضي التي تسيطر عليها السلطة الفلسطينية”.
- هاجمت المنظمة أزرا كذلك بسبب ما تزعم أنه دور لعبته أثناء عملها في منظمة تروج لمزاعم حول سيطرة اليهود على وسائل الإعلام، والولاء المزدوج لإسرائيل عند بعض الأميركيين اليهود.
- تعرضت المنظمة لما تراه دورا بحثيا لأزرا في كتاب يجادل بأن “اللوبي الإسرائيلي خرب العملية السياسية الأميركية للسيطرة على سياسة الولايات المتحدة في الشرق الأوسط”.
- وتتساءل المنظمة: هل تتفق السيدة أُزرا مع الأغلبية العظمى من الأميركيين الذين يرون أن “الدولة اليهودية” حليف ثابت، أم أن لديها وجهة نظر أخرى؟
سجل أزرا الوظيفي والتعليمي
- انضمت أزرا لوزارة الخارجية الأميركية عام 1990، حيث عملت لأكثر من عقدين في مناصب دبلوماسية مختلفة، في بعثات الولايات المتحدة في الشرق الأوسط وجنوب آسيا وأوروبا، وفي مجال الشؤون متعددة الأطراف، وشغلت وظيفة القائمة بالأعمال ونائبة السفير الأميركي في باريس من عام 2014 إلى عام 2017.
- وعملت أزرا سابقا في منصب نائبة الأمين المساعد الرئيسية في مكتب الديمقراطية وحقوق الإنسان والعمل من 2012 إلى 2014.
- وخدمت قبل ذلك في سفارات بلادها في نيودلهي ومسقط ودمشق والقاهرة وكينغستون.
- وأسهمت بين عامي 2011 و2012 في تشكيل استجابة الولايات المتحدة للربيع العربي، ومن خلال عملها في مكتب وزيرة الخارجية السابقة هيلاري كلينتون.
- حصلت أزرا على جائزة أعلى وسام مدني في فرنسا (Légion d’honneur)، و15 جائزة أخرى تتعلق بالأداء والتفاني في العمل.
- تخرجت في نهاية ثمانينيات القرن الماضي من جامعة جورج تاون بشهادة في العلاقات الدولية، وتتحدث الفرنسية والعربية والإسبانية، إضافة إلى لغتها الأم الانجليزية.
ماهر بيطار
- ترى المنظمة الصهيونية أن ماهر بيطار ناشط فلسطيني أميركي مناهض لإسرائيل، وتعتقد أن منصبه الجديد كمسؤول عن الاستخبارات في مجلس الأمن القومي سيسمح له بالتأثير السلبي على التعاون الاستخباراتي الأميركي مع إسرائيل في التحركات لوقف البرنامج النووي الإيراني.
- وتشكك المنظمة في بيطار وتقول “لماذا نفترض أن بيطار لن يحاول الحد من هذا التعاون، أو تنبيه الآخرين إلى هذه التحركات، أو محاولة التأثير على السياسة من خلال التركيز على الانتقادات الدولية لبناء المستوطنات الإسرائيلية، في محاولة لصنع أزمة غير ضرورية بين الحلفاء، وتأجيج نيرانها؛ وبالتالي تحويل تلك الأزمة إلى سبب لتهديد أميركا بخفض المساعدات العسكرية لإسرائيل؟”
- وأضاف بيان للمنظمة أنه “حتى من دون أن نعرف من ماهر بيطار، الفلسطيني والمسلم، ألا ينبغي لنا أن نفترض من نشاطه الطويل في حركة مقاطعة إسرائيل أنه لا يزال يضم عداءً عميقا مناهضا لإسرائيل”.
سجل بيطار الوظيفي والتعليمي
- ضمه الرئيس الأميركي جو بايدن إلى مجلس الأمن القومي الأميركي بوظيفة مدير أول للمخابرات، وهو دور رئيسي يعمل بمثابة الرابط اليومي بين مجتمع الاستخبارات والبيت الأبيض.
- وشغل بيطار من قبل منصب المستشار العام للأعضاء الديمقراطيين في لجنة الاستخبارات بمجلس النواب منذ عام 2017، ولعب دورا رئيسيا خلال أول محاكمة لعزل الرئيس السابق دونالد ترامب.
- وشغل بيطار منصب مدير الشؤون الإسرائيلية-الفلسطينية بمجلس الأمن القومي، خلال إدارة الرئيس الأسبق باراك أوباما، وكان نائبا للسفيرة سامانثا باور أثناء عملها في مجلس الأمن القومي، وبدأ بيطار عمله الحكومي بالانضمام لوزارة الخارجية.
- ودرس بيطار العلاقات الدولية بجامعة جورج تاون، وتخرج عام 2006، ثم حصل على شهادة في الحقوق من الجامعة نفسها عام 2012، وقبل ذلك حصل على درجة الدكتوراه من جامعة أكسفورد البريطانية.
ريما دودين
- تشغل دودين منصب نائبة مدير مكتب الشؤون التشريعية في البيت الأبيض، الذي يشرف على التنسيق بين الكونغرس والبيت الأبيض.
- تتهم المنظمة الصهيونية دودين بأنها في عام 2002 أعربت عن تفهمها العميق وتعاطفها مع جميع أولئك “اليائسين الذين أصبحوا انتحاريين”.
- وحسب المنظمة، فقد قالت دودين في كلمة أمام جمهور كنيسة في لوما، بولاية كاليفورنيا إن “الانتحاريين الفلسطينيين كانوا الملاذ الأخير لشعب يائس”.
- تتهم المنظمة الصهيونية دودين بعدم إظهار أي تعاطف للضحايا الإسرائيليين الذين وقعوا ضحايا لأولئك الانتحاريين.
سجل دودين الوظيفي والتعليمي
- صاحبة أعلى منصب تشغله أميركية من أصول فلسطينية في إدارة بايدن.
- عملت من قبل نائبة مديرة مكتب السيناتور الديمقراطي عن ولاية إلينوي ديك دوربن.
- حصلت دودين على درجة البكالوريوس في السياسة والاقتصاد من جامعة بيركلي بكاليفورنيا عام 2002.
- شاركت أثناء دراستها في عدة أنشطة مؤيدة للفلسطينيين.
- في عام 2006، تدربت دودين في مكتب السيناتور ديك دوربن، وفي العام نفسه حصلت على الشهادة العليا في القانون من جامعة إلينوي.
- عرفت دودين بنشاطها البحثي كذلك، إذ شاركت في تأليف كتاب بعنوان “ماذا يجري في الكونغرس؟” أصدره معهد بروكينغز عام 2017.
هجوم لا يقتصر على مسؤولي إدارة بايدن
ولا يقتصر هجوم المنظمة الصهيونية الأميركية على مهاجمة المسؤولين العرب والمسلمين في إدارة بايدن، إذ لا تتوقف المنظمة عن مهاجمة كل منتقدي السياسية الإسرائيلية، سواء في الإعلام الأميركي أو الجامعات أو مجلسي الكونغرس، خاصة النائبتين من الحزب الديمقراطي إلهان عمر ذات الأصول الصومالية وتمثل ولاية مينيسوتا، ورشيدة طليب ذات الأصول الفلسطينية التي تمثل ولاية ميشيغان.
وللمنظمة الصهيونية مكاتب في كل الولايات الأميركية، وتركز جهودها على تعريف الرأي العام الأميركي والساسة ووسائل الإعلام وطلاب الجامعات برؤيتها لما تسميه “حقيقة الحرب العربية/الإسلامية المستمرة التي لا هوادة فيها ضد إسرائيل”.
وتلتزم المنظمة الصهيونية بتعزيز العلاقات الأميركية الإسرائيلية، وتقويتها، كما تقود بأنشطة واسعة لمكافحة معاداة السامية بشكل عام.
(المصدر: الجزيرة)