المقبرة اليوسفية في عين الاستهداف
بقلم د. محمود سعيد الشجراوي (خاص بالمنتدى)
قال رسولُ اللهِ صلَّى الله عليه وسلَّم ((كَسْرُ عَظْمِ المَيِّت ككَسْرِه حيًّا)) وقد أفتى علماءُ المسلمينَ بأنهُ لا يجوزُ نَبْشُ قبورِ المسلمين لغَيْرِ سببٍ شرعيٍّ، وذلك باتِّفاقِ المذاهِبِ الفقهيَّةِ الأربعةِ وذلك لِمَا فيه مِن هَتْكٍ لحُرْمةِ الميِّتِ المسلم.
من جديد أعادت سلطات الاحتلال الإسرائيلي عبر ذراعها (المستوطنين) صباح اليوم قضية تهويد مقبرة اليوسفية في القدس المحتلة إلى الواجهة، بعد موافقة محكمة الاحتلال على استئناف أعمال التجريف في أرض المقبرة (غطاء قانوني للتهويد)، والتجهيز لإحاطتها بحمايات وقضبان حديدية تحضيرًا لتحويلها إلى “حديقة توراتية”.
وتعتبر مقبرة اليوسفية إحدى أشهر المقابر الإسلامية في المدينة المقدسة، تقع على ربوةٍ مرتفعةٍ تمتد من الزاوية الشمالية لباب الأسباط، بمعنى قربها الشديد من سور القدس الشرقي وعلى مرمى حجر من المسجد الأقصى المبارك.
منذ عام 2014، منع الاحتلال الدفن في جزئها الشمالي وأقدم على إزالة 20 قبرًا تعود إلى جنود أردنيين استشهدوا عام 1967 فيما يعرف بمقبرة الشهداء ونصب الجندي المجهول، الأمر الذي لم تأخذ فيه الحكومة الأردنية ردة فعل مناسبة لفظاعة الحدث وخطورته المتمثلة بالاعتداء على قبور الشهداء من الجيش الأردني والقبور التاريخية الموجودة في المقبرة، وشملت اعتداءات الاحتلال عليها، هدم سور المقبرة الملاصق لباب الأسباط وإزالة درجها الأثري، وإغلاق الدرج المؤدي إليها، وحفر الشارع الواصل من الباب نحو “سوق الجمعة” على محاذاة السور الشمالي وصولًا إلى برج اللقلق من الخارج، بحجة أعمال الحفر والصيانة وتم تجريف عدد من القبور في سابقة ظهرت معها كمية من عظام الموتى والشهداء حيث قام الأهل في القدس المحتلة بجمع هذه العظام وتكفينها ودفنها من جديد.
هذه الهجمة الجديدة اليوم جاءت متجاهلة وجود عشرات القبور في المقبرة بما في ذلك صرح الشهداء الأردنيين والعرب في نكبة 1967، وكذلك حرمة المقابر ومشاعر المسلمين تجاه تهويد مقابرهم.