المغرب يشهد حراكاً شعبياً غير مسبوق: 5800 مظاهرة دعماً لغزة وفلسطين في مواجهة الإبادة الصهيونية
في مواجهة الإبادة الجماعية المستمرة بحق الفلسطينيين التي ترتكبها إسرائيل بدعم أمريكي منذ أكثر من 14 شهراً، تصدَّر التضامن مع قطاع غزة المشهدين الحقوقي والاحتجاجي في المغرب منذ بداية عام 2024.
شهدت المملكة العديد من المظاهرات والفعاليات المناصرة للفلسطينيين، حيث نظمت هيئة مدنية أكثر من 5800 مظاهرة خلال عام 2024، في مشهد غير مسبوق على الصعيدين العربي والإسلامي.
وفي تصريحات لحقوقي مغربي لوكالة الأناضول، أشار إلى أن هذه المظاهرات أسهمت في إبقاء قضية فلسطين حية ومتصاعدة في الوعي الشعبي، مما قدم دعماً معنوياً كبيراً للفلسطينيين الذين يقاومون الاحتلال الإسرائيلي.
ومنذ 7 أكتوبر 2023، أسفرت المجازر الإسرائيلية في غزة عن مقتل وجرح نحو 152 ألف فلسطيني، أغلبهم من الأطفال والنساء، بالإضافة إلى أكثر من 11 ألف مفقود، في واحدة من أسوأ الكوارث الإنسانية في العصر الحديث.
ورغم إصدار المحكمة الجنائية الدولية لمذكرتي اعتقال ضد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ووزير الدفاع السابق يوآف غالانت، فإن إسرائيل تواصل ارتكاب جرائمها بحق الفلسطينيين.
دعم معنوي مستمر
ومنذ بداية العام 2024، شهدت مدن مغربية عديدة، بما في ذلك العاصمة الرباط، وقفات شعبية يومية تضامناً مع الشعب الفلسطيني، حيث طالبت بوقف الإبادة الجماعية ورفع الحصار عن غزة.
ونظمت هيئات مغربية مدنية، مثل الجبهة المغربية لدعم فلسطين والهيئة المغربية لنصرة قضايا الأمة، العديد من الفعاليات المتنوعة من مظاهرات ووقفات ومسيرات وندوات.
وفي حديث للأناضول، أكد محمد الرياحي، عضو الهيئة المغربية لنصرة قضايا الأمة، أن هذه الفعاليات ساهمت بشكل كبير في تعزيز حضور القضية الفلسطينية في وجدان الشعب المغربي، كما قدمت دعماً معنوياً بالغ الأهمية للمجاهدين الفلسطينيين في مواجهة الاحتلال.
وأضاف أن الحراك الشعبي المغربي ألهم العديد من الشعوب الأخرى للتضامن مع غزة وفلسطين.
الرياحي أشار إلى أن المغرب شهد حركة شعبية غير مسبوقة منذ بداية معركة “طوفان الأقصى” في أكتوبر 2023، حيث تجسد هذا الحراك في رفض المجازر الوحشية التي يرتكبها الاحتلال الإسرائيلي ضد سكان غزة.
5800 مظاهرة في عام واحد
تعتبر المظاهرات في المغرب استثنائية في العالم العربي، حيث نظمت الهيئة المغربية لنصرة قضايا الأمة أكثر من 5800 مظاهرة خلال عام 2024، منها 700 مسيرة في مختلف المدن المغربية.
بالإضافة إلى 25 موكب سيارات ودراجات، و120 ندوة ومحاضرة، في نحو 60 مدينة مغربية.
وأكد الرياحي أن هذه المظاهرات تعكس الغضب الشعبي المغربي تجاه الجرائم الإسرائيلية، فضلاً عن العلاقة الوطيدة بين الشعبين المغربي والفلسطيني، واعترافاً بعدالة القضية الفلسطينية، وشرعية مطالب الشعب الفلسطيني ومقاومته ضد الاحتلال.
مطالب فلسطينية مشروعة
وأوضح الرياحي أن الهدف من هذه الفعاليات هو دعم حقوق الفلسطينيين المشروعة، وعلى رأسها إقامة دولة فلسطينية مستقلة وعاصمتها القدس الشريف، إلى جانب تأكيد حق الشعب الفلسطيني في الدفاع عن أرضه ومقدساته.
كما شملت المطالب المغربية رفض التطبيع مع إسرائيل بعد أن كشفت الحرب عن جرائم الاحتلال الوحشية ضد الشعب الفلسطيني، لا سيما في غزة.
وفي سياق متصل، أكد الرياحي أن هذه الفعاليات تهدف إلى زيادة الوعي حول طبيعة الصراع في فلسطين، وكشف جرائم العدو الصهيوني.
وقال إن الحرب كشفت عن انعدام إنسانية الجيش الإسرائيلي الذي دمر المساجد والمدارس والمستشفيات والمنازل، وأساء لمقدسات المسلمين.
وتجدر الإشارة إلى أن إسرائيل قد حولت غزة إلى أكبر سجن في العالم، حيث تواصل حصارها للقطاع للعام الثامن عشر على التوالي، ما أدى إلى تهجير نحو مليونين من سكان غزة في ظروف مأساوية بسبب نقص شديد في الغذاء والماء والدواء.
المصدر: الأناضول