المعركة الفاضحة
بقلم الدكتور عبد الله المَشوخي (خاص بالمنتدى)
جاءت سور القرآن الكريم بعدة أسماء فمثلا سورة الإسراء تسمى بسورة بني إسرائيل كذلك سورة التوبة تسمى بالفاضحة أو المخزية حيث كشفت أسرار المنافقين وفضحتهم وأخزتهم .
كذلك شأن معركة (طوفان الأقصى) جديرة بأن يكون لها أسماء عدة منها الفاضحة حيث فضحت أغلب دول العالم الذي لا يزال يقف مشاركا في جرائم اليهود المتمثلة بفتك المدنيين من أطفال ونساء وتدمير للمستشفيات ودور العبادة والمدارس وقطع للماء والكهرباء والوقود وكل مقومات الحياة عن الناس.
نعم إنها معركة فاضحة لكل من سلطة اوسلو المتربصة بزوال هيمنة حماس عن غزة كي تبسط نفوذها وسلطانها بمساعدة اليهود وأمريكا على أشلاء المدنيين ودماء الأبرياء وحطام المباني ليصبحوا خدما وعبيدا وحراسا لليهود كشأنهم في الضفة الغربية.
كذلك فضحت أنظمة عربية طالما تاجرت بقضية فلسطين وزعمهم بالدفاع عنها وعن حقوق الشعب الفلسطيني ثم تبين خنوعهم وذلهم وجبنهم وعجزهم عن إدخال مجرد شحنة دواء لمعالجة المرضى.
وزادت فضيحة بعضهم بإدانة المقاومة لقتلهم بعض المدنيين من اليهود بينما لزموا الصمت المطبق عندما فتك طيران اليهود بقتل وجرح عشرات الآلاف من المدنيين الغزيين.
وبلغت الوقاحة عند بعضهم بصدور تغريدات من قبل ذبابهم الإلكتروني بالمطالبة بالقضاء على حماس والتخلص منها، وتشويه صورتهم بكل كذب ووقاحة.
علاوة على مساندة ومساعدة الكيان الصهيوني عسكريا ولوجوستيا وأمنيا والتباكي على الضحايا اعلاميا.
إضافة إلى قيام بعضهم باعتقال المئات لمجرد مشاركتهم في مسيرات سلمية غاضبة مؤيدة للمقاومة.
أما بالنسبة للغرب الصليبي المتنكر بثوب الحضارة والديمقراطية والمنادي بالحرية والعدالة والمساواة والداعي لاحترام القوانين الدولية لا سيما المتعلقة بحماية المدنيين وحقوق الإنسان والأطفال والنساء وقت الحروب فقد كشفت معركة طوفان الأقصى عن سؤاتهم ووجههم القبيح فلم يعد لديهم قوانين ولا قيود ولا معايير تكبح جرائم وطغيان وعربدة الكيان الصهيوني لإقترافهم كافة أنواع المحرمات حيث تهاوت كل قيمهم وشعاراتهم الزائفة ودبلوماسيتهم المخادعة….ولم يكتفوا بذلك بل حرضوا اليهود على اقتراف المجازر والمذابح لأطفال ونساء وشيوخ أهالي القطاع. إضافة إلى تدمير العمران وسائر مقومات الحياة في غزة.
ولم يقف الأمر عند هذا الحد الإجرامي بل شاركوا بالعتاد والسلاح والمال والمؤازرة والتشجيع بلا حياء ولا خجل وصدق فيهم حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم :
(إذا لم تستحْيِ فاصنَعْ ما شئتَ).
أما الفضيحة الأخيرة لمعركة طوفان الأقصى فقد شملت بعض الدول التي طالما قام زعماؤها بدغدغة عواطف شعوبهم بشعارات براقة بالوقوف بجانب حق الشعب الفلسطيني في تقرير مصيره وعندما جد الجد وحمي الوطيس واتسع الخرق صمتوا صمت الجبناء وبعد مضي مدة من المجازر نبحوا نباح الكلاب بتهديدات فارغة لا تغني ولا تسمن من جوع .
هؤلاء المتخاذلون ينطبق عليهم المثل السائر : (نسمع جعجعة ولا نرى طحينا).
فلهؤلاء جميعا سوف يذكركم التاريخ بخزيكم وعاركم وتخاذلكم … وسوف تبقى معركة طوفان الأقصى فاضحة لكم كاشفة لحقيقة مواقفكم المخزية المذلة.
سوف تبقى معركة طوفان الأقصى فاضحة لعدوان همجي بربري عنوانه الإبادة الجماعية لأبشع صور العدوان عبر التاريخ من قتل للأطفال والنساء والشيوخ وقصف للمساجد والكنائس والمستشفيات والمدارس والجامعات وكل مقومات الحياه إضافة لحصار مطبق وإغلاق لكافة المنافذ للحيلولة دون وصول الحاجات الأساسية للبقاء على قيد الحياة من ماء وغذاء ودواء ووقود.
كل هذا يتم أمام عجز عربي إسلامي جبان متخاذل يقابله مشاركة سخية للكيان الصهيوني من قبل غرب صليبي حاقد بأسلحة فتاكة وصواريخ وبوارج وطائرات وقذائف وقوات خاصة ودعم مادي منقطع النظير ومؤازرة شاملة ووقوف بجانبهم في كافه المحافل الدولية .
في الختام ستبقى معركة طوفان الأقصى لها مسميات أخرى خالدة فهي معركة الشرف والبطولة والصمود والتحدي معركة الطوفان التي أذلت اليهود.
معركة الأقصى المبارك التي هي عنوانها ومحركها.
إنها معركة الكرامة في زمن لأناس لا كرامة لهم .
معركة وسام فخر لثلة مؤمنة مجاهدة باعوا أنفسهم لله وفي سبيله.
فهم الرجال في زمن قل فيه الرجال.